السلطة تتهم «حماس» باعتقال لجنة حكومية مكلفة ملف الموظفين

الحركة ترفض أي عمل رسمي قبل اعتماد موظفيها

TT

السلطة تتهم «حماس» باعتقال لجنة حكومية مكلفة ملف الموظفين

اتهمت الحكومة الفلسطينية، «حركة حماس» باعتقال لجنة حكومية في غزة كانت تعمل على تحديث بيانات الموظفين.
وقال الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، إن «حماس» اعتقلت أعضاء لجنة تحديث البيانات للموظفين في قطاع غزة، التي تتكون من ديوان الموظفين ووزارة المالية ووزارة الداخلية.
وأدان ملحم هذا الإجراء وقال إنه يشكل تعطيلا لعمل اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء قبل أسبوعين برئاسة وكيل وزارة المالية فريد غنام لتحديث بيانات الموظفين في القطاع للعمل على حل قضاياهم وإنصافهم.
وكانت الحكومة طلبت تحديث بيانات الموظفين توطئة لحل قضاياهم وإنصافهم كما قال ملحم. وبحسبه فإنه تم احتجاز 4 من أعضاء لجنة تحديث بيانات وزارة المالية. وفورا طالبت وزارة المالية «حركة حماس» بالإفراج الفوري عن الموظفين المكلفين بتحديث بيانات الموظفين في قطاع غزة. وأكدت في بيان، أن تحديث بيانات الموظفين يأتي تطبيقا لتوجيهات مجلس الوزراء، ويهدف إلى تحقيق مصلحة الموظفين وعائلاتهم من خلال إزالة التباينات في ملفاتهم الوظيفية نتيجة عدم تحديثها منذ أكثر من 4 أعوام.
ويوجد خلاف جوهري بين السلطة الفلسطينية و«حركة حماس» حول الموظفين في قطاع غزة. وتريد «حماس» اعتبار موظفيها جزءا من موظفي السلطة الفلسطينية واعتمادهم على سلم رواتب المالية، وهو أمر رفضته السلطة قبل أن تقوم لجنة بدراسة الوضع الوظيفي في غزة.
وحاولت الحكومة السابقة مرارا تحديث بيانات الموظفين ووعدت «حماس» باستيعاب ما يمكن من موظفيها لدى وجود شواغر، لكن «حماس» أصرت على اعتماد الجميع مرة واحدة، وكان ذلك أحد الأسباب المهمة لإفشال المصالحة.
وهاجمت «حركة فتح» خطوة «حماس» وقال منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي في الحركة، إنه «بينما تعملُ الحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور محمد أشتيّة وبتوجيهٍ مباشر من الرئيس أبو مازن على إيجاد حلولٍ سريعة ومناسبة تضمن حقوق الموظفين في غزة وتكفل العدالة في دفع الرّواتب لهم، وفي وقتٍ تدّعي فيه (حماس) حرصها على هؤلاء الموظفين وتجعلُ منهم (قميصَ عثمان) تستخدمه للإساءة إلى الحكومة والقيادة الفلسطينية وورقة توتٍ تحاول بها سَتْرَ عوراتِ فسادها وعجزها عن إدارة شؤون أهلنا في القطاع المختَطف من قِبل ميليشياتها الانقلابية، في هذا الوقت تُقدِمُ تلك الميليشيات على التعرّض لأعضاء اللجنة الحكومية المكلفة بالتدقيق في قاعدة البيانات المتعلقة بالموظفين العاملين في غزة تمهيداً لتطبيق مبدأ العدالة والمساواة في دفع مستحقاتهم».
كما استنكر حزب الشعب ما قامت به أجهزة «حماس» بحق موظفين يقومون بواجبهم، بغرض الوقوف على أوضاعهم وتسوية صرف رواتبهم، أسوة بزملائهم في الضفة الغربية. واعتبر الحزب هذا الإجراء تعطيلا لعملية تحديث البيانات، ويتعارض كليا مع الدعوات لصرف رواتب الموظفين كاملة، بما فيها تلك التي تطلقها «حماس».
وأكد الحزب أن الإجراء يتعارض أيضا مع مضمون إعلان موافقتها على الرؤية التي قدمتها الفصائل الثماني، الهادفة لتحقيق المصالحة الوطنية، داعيا إلى ضرورة إطلاق سراح المعتقلين فورا، وعدم إعاقة مهمتهم في تحديث البيانات.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.