الاتحاد الأوروبي قلق من «تدفق مهاجرين»

TT

الاتحاد الأوروبي قلق من «تدفق مهاجرين»

جددت المتحدثة باسم السياسة الخارجية الأوروبية، تأكيد أن عملية انتقالية سياسية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، هي الحل الأمثل للأزمة السورية، مشيرة إلى أن ملف الوضع السوري سيكون في أجندة اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد، الاثنين القادم في لوكسمبورغ.
وناشدت المتحدثة مايا كوسيانيتش أطراف عملية آستانة (تركيا، وإيران، وروسيا)، العمل على منع تفجر الوضع في شمال شرقي سوريا، وضمان سلامة المواطنين في هذه المنطقة، وتأمين سهولة حركة المساعدات الإنسانية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي اليومي في مقر المفوضية في بروكسل، الاثنين. وكانت المتحدثة باسم منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، تعلق على الإعلانات الأميركية – التركية الأخيرة، بشأن عملية عسكرية تركية واسعة ضد الأكراد في شمال شرقي سوريا، وإقامة منطقة عازلة.
ولم تؤكد المتحدثة أو تنفي قيام واشنطن أو أنقرة بإبلاغ بروكسل بقرارتهما بشأن العملية العسكرية التركية الوشيكة في شمال شرقي سوريا، مكتفية بالقول: «لدينا اتصالات مع الجميع». وعبرت مايا كوسيانيتش عن قناعة الاتحاد الأوروبي بأن أي حل مستدام وشامل في سوريا لا يمر عبر الطرق العسكرية: «مع ذلك نحن نعترف بالمخاوف الأمنية لتركيا».
وشددت المتحدثة على أن ما يحتاجه العالم لحل الأزمة السورية هي عملية انتقالية سياسية، وفق القرار الأممي 2254، وبيان جنيف، منوهة بالتطورات الحاصلة في هذا المجال؛ خصوصاً لجهة إعلان تشكيل اللجنة الدستورية السورية. ومضت كوسيانيتش قائلة: «ما زال موقف الاتحاد الأوروبي ثابتاً، من ناحية التمسك بسيادة ووحدة أراضي الدولة السورية».
ومن وجهة نظر بعض المراقبين في بروكسل، ينظر الأوروبيون بقلق إلى إمكانية شن تركيا لعملية عسكرية، إذ إن الأمر من شأنه أن يؤدي إلى نسف الجهود السياسية الجارية لحل الأزمة السورية، وتدفق مزيد من المهاجرين واللاجئين وزيادة المعاناة الإنسانية.
وحول المنطقة العازلة التي تنوي تركيا أقامتها في شمال شرقي سوريا لإعادة اللاجئين، يؤكد الاتحاد أن الشروط لم تتوفر بعد لضمان عودة آمنة لهؤلاء لمناطق داخل سوريا. لكن الموقف يبدو غامضاً بشأن إمكانية أن تمول بروكسل في المستقبل جزئياً أو كلياً مثل هذا العمل.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».