موغيريني: الاتحاد الأوروبي ثابت في دعم «حل الدولتين»

TT

موغيريني: الاتحاد الأوروبي ثابت في دعم «حل الدولتين»

أكدت ممثلة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فديريكا موغيريني، موقف الاتحاد الأوروبي الثابت في دعم حل الدولتين، وهو السبيل الوحيد لحل الصراع.
وفي مباحثاتها، أمس الإثنين، في عمان مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ثمن المسؤول الأردني موقف الاتحاد الأوروبي الواضح في دعم حق الفلسطينيين في الحرية والدولة ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، ودعم الاتحاد لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وفي محادثات ثنائية بحث الصفدي وموغيريني الجهود المستهدفة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية يحفظ وحدة سوريا وتماسكها، وشددا على أهمية تشكيل اللجنة الدستورية لتكون خطوة مهمة على طريق هذا الحل، وأكدا استمرار التعاون في محاربة الإرهاب العدو المشترك.
كما بحث الصفدي وموغيريني سبل زيادة برامج التعاون الاقتصادي، وأكدت المسؤولة الأوروبية خلال المحادثات ثقتها أن الاتحاد الأوروبي ماض في إجراءات الموافقة على مساعدات مالية جديدة للمملكة بقيمة 500 مليون يورو كقرض ميسر قبل نهاية العام. وثمن الصفدي دعم الاتحاد الأوروبي للمملكة والمتمثل في برامج مساعدات اقتصادية وتمويل لبرامج تنموية إضافة لإسهامه الرئيسي في مساعدة الأردن على تحمل أعباء اللجوء السوري، في حين شددت موغيريني، على أن الاتحاد سيظل داعما للأردن وبرامجه الإصلاحية انطلاقا من تثمينه الشديد لدور المملكة الإقليمي الرئيسي في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها.
وفِي مؤتمر صحافي مشترك، أكد الصفدي أن اللقاء «بحث في الموضوع الأساسي بالنسبة لنا وفي المنطقة وهو القضية الفلسطينية»، مشيرا إلى أن الموقف الأوروبي الصلب في دعم حل الدولتين، هو السبيل الوحيد لحل الصراع بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، وثمة قلق مشترك من غياب آفاق التقدم نحو هذا الحل، ونحن مستمرون في التعاون مع الاتحاد الأوروبي من أجل إيجاد آفاق حقيقية لتحقيق السلام الشامل الذي تقبله الشعوب».
وبما يتعلق باللاجئين السوريين، قال وزير الخارجية إن «الشراكة الأردنية الأوروبية أسهمت بشكل كبير في مساعدتنا على تحمل العبء، ورسالتنا أن هذا العبء لا يزال قائما، والمملكة تتعامل مع ظروف استثنائية ما يستدعي أيضا إجراءات استثنائية من المجتمع الدولي، من جانبها ثمنت موغيريني عاليا جهود الأردن في محاربة التطرف والإرهاب، معبرة عن شكرها للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للجهود المكثفة التي يبذلها لدعم العلاقات والتواصل بين الأردن والاتحاد الأوروبي.
ووصفت موغيريني المملكة بمركز للحكمة والاستقرار في المنطقة. وأضافت أن هناك تنسيقا مستمرا بين الجانبين ينعكس الاتصالات واللقاءات الدائمة، والمعالجة المشتركة للقضايا الصعبة والأزمات التي تعانيها المنطقة. وأشادت موغيريني بقدرة المملكة على التعامل مع تبعات الأزمة السورية على اقتصادها، وانعكاسات الظروف الإقليمية الصعبة عليها.
وفي الشأن السوري، بينت المسؤولة الأوروبية أن اللجنة الدستورية المُشكلة مؤخراً خطوة مهمة وأولى نحو تطبيق خريطة الطريق المتفق عليها في الأمم المتحدة، لافتة إلى أهمية إعادة إطلاق المسار السياسي في جنيف، وبدء مفاوضات سياسية يقودها السوريون.
وفي الشأن الفلسطيني شددت موغيريني على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد والمنطقي لتحقيق آمال الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وتحقيق السلام الدائم والشامل في المنطقة، مشيرة إلى أن حدود الدولة الفلسطينية تقوم على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 والقدس عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، مثمنة دور المملكة والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. كما أكدت إدراك الاتحاد الأوروبي لأهمية الدور الذي تقوم به الأونروا بالنسبة للاجئين الفلسطينيين.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.