6 أسرى فلسطينيين يواصلون الإضراب عن الطعام في سجون إسرائيلية

احتجاجاً على اعتقالهم الإداري

مسيرة فلسطينية احتجاجاً على سوء الأوضاع (أرشيفية - رويترز)
مسيرة فلسطينية احتجاجاً على سوء الأوضاع (أرشيفية - رويترز)
TT

6 أسرى فلسطينيين يواصلون الإضراب عن الطعام في سجون إسرائيلية

مسيرة فلسطينية احتجاجاً على سوء الأوضاع (أرشيفية - رويترز)
مسيرة فلسطينية احتجاجاً على سوء الأوضاع (أرشيفية - رويترز)

يواصل 6 أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية إضرابهم عن الطعام منذ أكثر من شهرين احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، بينهم فتاة تحمل الجنسيتين الأردنية والفلسطينية، وفق ما أعلن اليوم (الاثنين)، نادي الأسير الفلسطيني.
ويتيح نظام الاعتقال الإداري الموروث من الانتداب البريطاني، لإسرائيل اعتقال أي شخص لستة أشهر من دون توجيه تهمة إليه بموجب قرار إداري قابل للتجديد لعدد غير محدود من المرات، وهو ما يعده معارضو هذا الإجراء انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. ولا تُعرف التُّهم الموجهة إلى مَن يوضعون قيد الاعتقال الإداري، ويُكتفى بوصف ملفاتهم بـ«السرية».
ومن بين الأسرى المضربين عن الطعام، أحمد غنام (42 عاماً) الذي بدأ إضرابه قبل 86 يوماً وهو من محافظة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وحسب النادي، فإن غنام الذي عانى سابقاً من سرطان الدم ويحتاج إلى متابعة صحية بسبب ضعف المناعة لديه، معتقل منذ يونيو (حزيران) الماضي، وهو أسير محرر كان قد أمضى نحو تسع سنوات في السجون الإسرائيلية.
ووفقاً للمتحدثة باسم نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة، فإن معظم المعتقلين المضربين عن الطعام هم أسرى محررون.
والأسرى المضربون عن الطعام هم، إضافةً إلى غنام، إسماعيل علي (30 عاماً) مضرب عن الطعام منذ 75 يوماً، وطارق قعدان (46 عاماً) منذ 68 يوماً، وأحمد زهران (42 عاماً) منذ 15 يوماً، ومصعب الهندي (29 عاماً) منذ 13 يوماً. أما الأسيرة هبة اللبدي (24 عاماً) فأعلنت الإضراب عن الطعام قبل 13 يوماً.
واعتُقلت اللبدي التي تحمل الجنسيتين الفلسطينية والأردنية لدى عبورها جسر اللنبي (الملك حسين) الذي يفصل بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، في أثناء توجهها لزيارة عائلتها في الضفة. ووُضعت قيد الاعتقال الإداري بعد تمضيتها 25 يوماً في التحقيق بتهم أمنية. وأثار ذلك ضجة ووُجهت دعوات من نشطاء أردنيين عبر موقع «فيسبوك» لتنظيم الاعتصامات احتجاجاً على اعتقالها.
ووفقاً لنادي الأسير، يبلغ عدد الأسرى الإداريين في السجون الإسرائيلية نحو 500 من أصل 6 آلاف أسير فلسطيني. ومن بينهم فتاتان وخمسة أسرى تقل أعمارهم عن 17 عاماً.
وينفذ الأسرى الفلسطينيون من حين إلى آخر الإضراب المفتوح عن الطعام للأسباب ذاتها، لكنهم غالباً ما يعلّقون إضرابهم إما بعد صدور قرار بالإفراج عنهم وإما بعد تعهد بعدم تمديد فترة اعتقالهم الإداري وتحديد موعد للإفراج عنهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.