هاجم وزير في الحكومة اليمنية الشرعية «المجلس الانتقالي الجنوبي» الساعي إلى فصل جنوب اليمن عن شماله متهما إياه بالتنسيق مع الميليشيات الحوثية الانقلابية للنيل من الحكومة الشرعية وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وتزامن الاتهام الحكومي الذي جاء في تصريحات رسمية لوزير الإعلام معمر الإيراني مع دعوات للخارجية الإماراتية للتحلي بالحكمة والمرونة من قبل الشرعية «الانتقالي» لإنجاح حوار جدة.
وأثنى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قارقاش في تغريدة على «تويتر» على الجهود السعودية لإنهاء التوتر بين الشرعية و«الانتقالي» وقال: «الجهود الكبيرة التي تقوم بها السعودية الشقيقة عبر مفاوضات جدة لتوحيد الصف ومواجهة الانقلاب الحوثي مقدرة وندعمها دعما كاملا وبكل تفاصيلها».
وتابع الوزير الإماراتي بالقول: «من الضروري أن نرى المرونة والحكمة من الطرفين، الأهم ألا نعود إلى الوضع السابق بل أن نخرج بجبهة أكثر قوة وتماسكا وعزما».
وكان وفد «الانتقالي» برئاسة زعيمه عيدروس الزبيدي وصل إلى مدينة جدة السعودية قبل أكثر من شهر تلبية لدعوة المملكة من أجل الحوار مع الشرعية وإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية في عدن وأبين وشبوة لجهة توحيد الجهود اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي.
وفي سياق الاتهامات الحكومية لـ«الانتقالي» اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني المجلس الجنوبي بالتنسيق مع الحوثيين ضمن مخطط لإسقاط الدولة.
وقال الإرياني إنه من المؤسف جدا أن يكون رد بعض الأطراف على دعوة الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي لليمنيين «لتوحيد الصف لمواجهة مشروع الدمار والفوضى الإيراني وتقديم مصلحة اليمن على أي مصالح أخرى، بالمزيد من استهداف القيادة والتحريض على الشرعية الدستورية التي هي طوق النجاة لكل اليمنيين».
وأشار الإرياني إلى أن أولويات الرئيس هادي هي «الحفاظ على الدولة ومؤسساتها ووحدة الأراضي اليمنية» وقال إن ذلك هو «ما ناضل لأجله (هادي) في العاصمة صنعاء ولم يستسلم أو يفرط رغم حصاره واستهداف حياته من الميليشيات الحوثية، ولن يفعل ذلك اليوم مهما بلغت حملات الاستهداف والتشويه».
واتهم أتباع «الانتقالي» بأنهم يشنون حملة لاستهداف الشرعية الدستورية، على حد تعبيره، وقال إن ذلك يتزامن «مع تحركات سياسية لقيادات الميليشيات الحوثية في عدد من العواصم للتأثير على مواقفها الداعمة للشرعية».
واعتبر الوزير اليمني أن تزامن هذه التحركات «يضع علامات استفهام حول طبيعة العلاقة ومستوى التنسيق بين الطرفين ومخطط إسقاط الدولة وإعادة تقسيم اليمن لصالح طرفي الانقلاب».
ورفض ممثلو الشرعية عقد أي لقاء مباشر حتى الآن مع قادة «الانتقالي» وفق ما أكدته مصادر حكومية، إلا أن تصريحات دبلوماسية لسفراء غربيين أشاروا فيها إلى أنهم يتوقعون أن يسفر الحوار غير المباشر الذي تقوده السعودية إلى اتفاق خلال الأسابيع المقبلة دون تحديد موعد، وأبرزها ما صرح به السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون لـ«الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي.
وفي وقت سابق سرب مقربون من الرئيس عبد ربه منصور هادي لوسائل إعلام محلية أنه رفض مقترحا بمنح «الانتقالي» أي مناصب في الحكومة الشرعية قبل عودة الأوضاع إلى سابق عهدها بما في ذلك عودة الحكومة إلى عدن والانسحاب من المعسكرات.
ويتهم أتباع «الانتقالي» الحكومة الشرعية بـ«الفساد» وبسيطرة حزب «الإصلاح» على جميع مفاصلها العسكرية والمدنية وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة، التي ترى في تحركات «الانتقالي» انقلابا على شرعيتها.
ويأتي تبادل الاتهامات بين الشرعية و«الانتقالي» في ظل تصاعد التوتر الأمني في محافظات أبين وشبوة وسقطرى على وقع التصعيد الذي يقوده «الانتقالي» لاستكمال السيطرة العسكرية على هذه المحافظات.
وكان موالون لـ«الانتقالي» اتهموا الحكومة بأنها قمعت الخميس مظاهرة لأنصار المجلس الداعي لانفصال جنوب اليمن عن شماله، في مدينة عزان التابعة لمحافظة شبوة، مطالبين في بيان بإعادة قوات ما تعرف بـ«النخبة الشبوانية» لتولي مهام الأمن في المحافظة.
وندد بيان اطلعت عليه «الشرق الأوسط» بمقتل شخص واحد على الأقل من أتباع «الانتقالي» برصاص قوات حكومية في مدينة عزان وإصابة آخرين خلال المظاهرة، كما اتهم القوات الحكومية باعتقال عدد من الناشطين.
وتقود السعودية جهودا حثيثة في مدينة جدة منذ أكثر من شهر بين الشرعية وممثلي «الانتقالي» الجنوبي، حيث تسعى إلى إنهاء التوتر في المحافظات الجنوبية وتوحيد الأطراف اليمنية في جبهة واحدة لاستكمال تحرير المحافظات الشمالية من القبضة الحوثية.
وكان نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان دعا اليمنيين للتوحد في مواجهة المشروع الإيراني وقال في تغريدة على «تويتر» إنه «آن الأوان ليقف اليمنيون، كل اليمنيين، ونحن معهم، صفاً واحداً أمام مشروع الفوضى والفتنة والدمار الإيراني، وأن يقدموا مصلحة وأمن اليمن وسلامة واستقرار وازدهار شعبه الكريم على أي مصالح أخرى».
الشرعية تتهم «الانتقالي» بالتنسيق مع الحوثيين والإمارات تدعو إلى التحلي بالحكمة
الشرعية تتهم «الانتقالي» بالتنسيق مع الحوثيين والإمارات تدعو إلى التحلي بالحكمة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة