يدعوك القائمون على المعرض الفني «فلنتذكر رمسيس» إلى التقاط صور «سيلفي» مع الملك المصري الأشهر، الذي ستلتقيه في مدخل المعرض شامخاً في صورة تعود لعام 1955، تُصور وقوفه الأول في ميدانه الشهير الذي يحمل اسمه وسط القاهرة. وهذه الصورة هي واحدة ضمن مقتنيات المعرض الذي ينظمه مركز التحرير الثقافي، وتستضيفه قاعة «ليجسي»، وهي للمُصور المصري الأرميني الراحل فان ليو، وبجوارها مُلصق طريف مُوجه للجمهور مكتوب بلغته العصرية: «سيلفي مع رمسيس».
ومع اقتراب استقبال تمثال الملك رمسيس الثاني لجمهوره في البهو الرئيسي للمتحف المصري الكبير، المُزمع افتتاحه بنهاية العام الحالي، يتأمل القائمون على «مركز التحرير الثقافي»، عبر فعاليات بعنوان «رمسيس في التحرير» التي تستمر حتى 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أثر تمثال الملك رمسيس الذي مكث في الميدان الذي حمل اسمه منذ خمسينات القرن الماضي حتى عام 2006، واستكشاف كيف كان هذا الميدان المُجاور لمحطة «رمسيس» للقطارات المركزية بمصر مصدراً لإلهام المصورين، والمخرجين السينمائيين، ورسامي الكاريكاتير.
ويُقام المعرض بالتعاون مع «مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأميركية بالقاهرة» التي أمدت المعرض بصور فوتوغرافية أرشيفية تُصور عملية الاكتشاف التاريخية لتمثال الملك رمسيس الثاني، التي تعود لمنتصف القرن التاسع عشر، وأخرى للتمثال فور استقراره في ميدان «باب الحديد»، وسط القاهرة، عام 1955، بأمر من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي تحول اسمه منذ ذلك الوقت إلى ميدان «رمسيس».
كما يُبرز المعرض التماس الفني بين تمثال الملك رمسيس الثاني وفيلم المخرج الراحل يوسف شاهين «باب الحديد»، الذي استقرت على جدران المعرض جانب من صور أفيشاته السينمائية، ولقطات منه. وعنه تقول الدكتورة علا سيف، أمينة أرشيف الصور والسينما في مكتبة الكتب النادرة بالجامعة الأميركية، لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار المُلصق الدعائي لفيلم باب الحديد في المعرض كان للارتباط الوثيق بين التمثال والفيلم الذي تدور أحداثه في ميدان رمسيس وأرصفته، وبجوار نافورته الشهيرة، وهو فيلم من إنتاج عام 1958، أي بعد نقل تمثال رمسيس إلى ميدان باب الحديد، وتضيف: «كان انتقال التمثال في هذا الوقت له رونق كبير عبرت عنه السينما المصرية، وهذا الفيلم تحديداً كان رمزاً لانفعال المصريين والفنانين حينها بهذا التمثال».
وتستطرد علا سيف قائلة إن «المكتبة تفاعلت مع المعرض، الذي ينظمه (مركز التحرير الثقافي)، عبر البحث عن صور أرشيفية، كصورة الفنان فان ليو التي تم عرضها بحجم كبير، وتصور التمثال بعد وضعه في ميدان باب الحديد، علاوة على صور فوتوغرافية نادرة تعود لنهايات القرن التاسع عشر، عقب اكتشاف التمثال، وكذلك قدمت المكتبة الأفيش السينمائي الممثل في فيلم (باب الحديد)، فضلاً عن صورٍ كاريكاتيرية تضم رسوماً للفنان جورج بهجوري، المنشورة في الصحافة المصرية في هذا الوقت من عام 1955، مثل (روز اليوسف) وغيرها، التي تحتفي بوصول التمثال للميدان»، وتتابع: «عبر ثلاثة فنون (الفوتوغرافيا والكاريكاتير والسينما) يستطيع الجمهور الاقتراب من المعلومة والتاريخ، والتفاعل مع الأجواء الفنية والاجتماعية التي كانت تواكب نقل تمثال الملك رمسيس آنذاك».
وكان نقل تمثال الملك رمسيس الثاني، الذي يزن 80 طناً، من ميدان باب الحديد بوسط القاهرة إلى موقع المتحف المصري الكبير بمحافظة الجيزة عام 2006، حدثاً ضخماً تابعته وسائل الإعلام المصرية والدولية حينها باهتمام كبير، وتلاه انتقال ثانٍ للتمثال عام 2018 من مدخل الموقع المخصص لإقامة المتحف المصري إلى داخل البهو العظيم للمتحف، ليكون أول من يستقبل الزوار لدى افتتاحه، وهو الانتقال الذي بلغت تكلفته 13.6 مليون جنيه (الدولار يساوي 16.2 جنيه تقريباً)، بحسب وزارة الآثار المصرية.
«فلنتذكر رمسيس»... حنين فني للفرعون المصري الشهير
عبر ملصقات أفلام السينما والفوتوغرافيا والكاريكاتير
«فلنتذكر رمسيس»... حنين فني للفرعون المصري الشهير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة