هل «المافيا» كانت وراء خسارة نابولي للقب الإيطالي عام 1988؟

انهيار الفريق بشكل مثير للغرابة في وقت متأخر من الموسم وتهديدات النجوم خارج الملعب ما زالت تثير الشكوك

مارادونا يحتفل بقيادة نابولي للتتويج عام 1987 لكن الفريق فشل في الاحتفاظ باللقب لظروف غامضة
مارادونا يحتفل بقيادة نابولي للتتويج عام 1987 لكن الفريق فشل في الاحتفاظ باللقب لظروف غامضة
TT

هل «المافيا» كانت وراء خسارة نابولي للقب الإيطالي عام 1988؟

مارادونا يحتفل بقيادة نابولي للتتويج عام 1987 لكن الفريق فشل في الاحتفاظ باللقب لظروف غامضة
مارادونا يحتفل بقيادة نابولي للتتويج عام 1987 لكن الفريق فشل في الاحتفاظ باللقب لظروف غامضة

عندما فاز نابولي على يوفنتوس في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1985، بفضل الهدف الذي سجله الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، أصيب خمسة أشخاص بالإغماء في الملعب واثنان بنوبات قلبية. وفي نشرة الأخبار التلفزيونية في تلك الليلة، قال المذيع بلهجة حادة: «لقد تسبب مارادونا في حالة من الفوضى الكبيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد تسجيله هدف المباراة الوحيد».
وبعد عام ونصف العام، توج نابولي بلقب الدوري الإيطالي الممتاز للمرة الأولى في تاريخه الطويل. واستمرت احتفالات النادي لمدة شهرين متتاليين، وأطلق كثيرون اسم «دييغو» على المواليد الذكور واسم «دييغا» على المواليد الإناث، بسبب ما فعله الساحر الأرجنتيني في ذلك الموسم.
هذه هي التفاصيل التي وردت في الفيلم الوثائقي الجديد الذي يحمل اسم «دييغو مارادونا»، والذي أخرجه آصف كاباديا. ودائما ما يركز الحديث عن الحياة الكروية لمارادونا على الحكاية المجنونة لانضمام أفضل لاعب في العالم إلى نادي نابولي الإيطالي الذي لم يكن قويا على الساحة المحلية والأوروبية آنذاك قبل أن يحقق معه الأسطورة الأرجنتيني نجاحا كبيرا. لقد نجح النجم الأرجنتيني، في غضون ثلاث سنوات فقط، في قيادة نابولي في الحصول على لقب الدوري الإيطالي الممتاز، الذي كان يعد أقوى وأصعب دوري في العالم، بعد أن كان الفريق يصارع من أجل تجنب الهبوط في المواسم السابقة، وهو الأمر الذي يجعل كثيرين يرون أن مارادونا هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم على الإطلاق.
خلال زيارة إلى نابولي الشهر الماضي، كان من السهل أن نتقابل مع أشخاص ما زالوا يتذكرون تفاصيل أول لقب للدوري يحصل عليه الفريق (في موسم 1986 - 1987) وكأن الفريق قد حصل عليه للتو ومنذ خمس دقائق فقط.
وكان غينارو مونتوري، وهو أحد أفراد مجموعة الألتراس والذي كان يقود مجموعة تضم 20 ألف مشجع في مدرج «كيرفا بي» بملعب «استاد سان باولو» الذي يحتضن مباريات نابولي، واحداً من هؤلاء الأشخاص الذين لا يزالون يتذكرون كافة تفاصيل حصول الفريق على بطولة الدوري في ذلك الموسم. والآن أصبح مونتوري في أوائل الستينات من عمره، وأخرج سماعة تساعده على السمع، الذي تضرر كثيرا نتيجة وقوفه أمام 50 من عازفي الطبول كل أسبوعين تقريبا على مدى عقود (يبدو أن مارادونا كان يدفع ثمن بعض الطبول حتى تكون الأجواء مشتعلة خلال المباريات).
وردا على سؤال حول شعوره بعد فوز نابولي بأول لقب للدوري الإيطالي الممتاز، قال مونتوري: «من الصعب للغاية وصف هذا الشعور. يمكن لشخص مثلكم أن يكتب مقالاً، أو لآصف كاباديا أن يخرج فيلما حول هذا الأمر، لكنك لن تفهم أبدا ما كان عليه الحال بالنسبة لشخص مثلي عاش تلك اللحظة».
عندما تجلس مع جمهور نابولي، فإنهم يتحدثون كثيرا عما حدث في الموسم التالي للفوز بذلك اللقب، وهو الأمر الذي لم يركز عليه كاباديا كثيرا في فيلمه، ربما لأن حياة مارادونا كانت حافلة بالأحداث الأخرى التي يمكن التركيز عليها. لكن الموسم التالي للفوز بلقب الدوري الإيطالي ما زال يجعل جمهور نابولي يشعر بالمرارة والحيرة رغم مرور أكثر من 30 عاما.
لقد بدأ حامل لقب الدوري الإيطالي الممتاز الموسم الجديد بمستوى رائع، حيث ضم الفريق المهاجم البرازيلي كاريكا، الذي كان أحد نجوم كأس العالم بالمكسيك عام 1986، وشكل مارادونا وكاريكا، إلى جانب المهاجم الإيطالي برونو جيوردانو، مثلث هجوم كان استثنائيا ومرعبا لدفاعات جميع الفرق المنافسة. وكان نادي ميلان يمر بمرحلة انتقالية في تلك الفترة، إذ كان رجل الأعمال سيلفيو بيرلسكوني قد اشترى النادي عام 1986 وعين المدير الفني السابق لنادي بارما، أريغو ساكي، مديرا فنيا للفريق. ولم يكن المهاجمان الهولنديان رود خوليت وماركو فان باستن، اللذان ضمهما ميلان في تلك الفترة، قد تأقلما بعد على الأجواء في الدوري الإيطالي الممتاز. أما يوفنتوس، من دون النجم الفرنسي ميشال بلاتيني الذي كان قد اعتزل للتو، فقد تعاقد مع إيان راش من ليفربول الإنجليزي، لكنه لم يقدم الأداء المقنع في ذلك الوقت.
ومنذ الجولة الافتتاحية للموسم الجديد ظهر نابولي بمستويات رائعة. وتحسن أداء ميلان بعد البداية السيئة (الخسارة على ملعبه أمام فيورنتينا، ثم التعادل مع تورينو وتشيزينا اللذين كانا في منتصف جدول الترتيب). لكن مع تبقي خمس مباريات فقط على نهاية الموسم، كان نابولي متقدما بفارق أربع نقاط عن أقرب منافسيه. وفي تلك الفترة كان الفوز يحتسب بنقطتين فقط وليس بثلاث نقاط كما هو الوضع حاليا، وبالتالي كان من الصعب أن يلحق أي فريق بنابولي مع تبقي خمس جولات فقط على نهاية الموسم. ولم يكن نابولي قد خسر سوى مرتين فقط طوال الموسم، لكنه انهار بشكل غريب في نهاية الموسم، ففي آخر خمس مباريات تعادل الفريق في مباراة وخسر أربع مباريات، بما في ذلك الخسارة أمام ميلان على ملعبه بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
ويجب التأكيد على أن كرة القدم كثيرا ما تشهد بعد الانهيارات الدراماتيكية، إن جاز التعبير، مثل ما حدث مع نادي نيوكاسل يونايتد عندما كان متصدرا لجدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 12 نقطة كاملة في منتصف يناير (كانون الثاني) في موسم 1995 - 1996 ولم يستطع الفوز بالنهاية، أو حتى ما حدث لبرشلونة الإسباني أمام ليفربول في النسخة الماضية من دوري أبطال أوروبا، حيث تزداد الضغوط على الفريق وقد لا يكون قادرا على تحملها، وهو الأمر الذي يجعلنا دائما ننتظر ونراقب ما يحدث حتى لو كانت النتيجة شبه محسومة، وهذه هي متعة وإثارة كرة القدم في حقيقة الأمر.
لكن انهيار نابولي في موسم 1987 - 1988 ينظر إليه دائما بعين الشك والريبة، حيث كانت مافيا كامورا تسيطر على المدينة منذ القرن السابع عشر. وكانت ثمانينات القرن الماضي فترة عنيفة بشكل خاص؛ فقد شهد عام 1988 قتالا بين ما لا يقل عن 32 عشيرة من أجل التفوق والسيطرة، وكان يُقتل مئات الأشخاص كل عام.
وكانت المراهنات على المباريات في السوق السوداء تمثل أحد أهم روافد الإيرادات بالنسبة لمافيا كامورا. وفي بداية موسم 1987 - 1988، بدا أن كل شخص في نابولي قد راهن على فوز الفريق ببطولة الدوري الإيطالي الممتاز للعام الثاني على التوالي. وعلى الرغم من أنه لم يثبت وجود علاقة واضحة، فإن نجاح نابولي في الفوز بلقب الدوري الإيطالي الممتاز كان سيضر كثيرا عائلات تلك المافيا الإجرامية في المدينة. وقال لي سيموني دي ميو، وهو صحافي استقصائي متخصص في شؤون مافيا كامورا: «لو فاز نابولي ببطولة الدوري الإيطالي في ذلك الموسم، كان سيتعين على كامورا دفع نحو 200 مليار ليرة على شكل رهانات، وهو ما يعني أن هذه المافيا كانت ستعلن إفلاسها».
بالتأكيد كانت هناك بعض الأحداث الغريبة في نهاية الموسم، فقد تم تحطيم سيارة مارادونا، كما تعرض منزل لاعب وسط نابولي سالفاتور باجني للسرقة مرتين. وفي الفيلم الوثائقي الذي أخرجه كاباديا، تم التطرق للعلاقة بين مارادونا وكامورا، حيث ظهر النجم الأرجنتيني مع عشيرة جيليانو، وهي عائلة لا تعرف الرحمة تدير حي فورسيلا الفقير. لقد ذهب مارادونا لحفلاتهم وكان يحضر حفلات الزفاف الخاصة بهم وحصل على ساعات «روليكس» هدية منهم.
لقد نهض نابولي مرة أخرى وفاز بلقب الدوري الإيطالي عام 1990. لكنه لم يفز باللقب منذ ذلك الحين. وفي الفيلم الذي أخرجه كاباديا، هناك لقطة في غرفة خلع الملابس بينما كان يحتفل الفريق بالحصول على اللقب وكان هناك حديث بين مارادونا ورئيس النادي، كورادو فيرلينو. وكان مارادونا، كما كان متعوداً أن يفعل، يمسك الميكروفون ويقوم بدور المراسل وسأل فيرلينو إذا كان سعيداً بحصول الفريق على لقب الدوري، لكن رئيس النادي أكد على أنه كان سيكون أكثر سعادة لو فاز الفريق باللقب في الموسمين السابقين أيضا. ورد مارادونا عليه قائلا: «لكن سيدي الرئيس، يتعين علينا أيضا أن ندع فريقا آخر يفوز باللقب، وإلا سيكون الأمر مملا».


مقالات ذات صلة

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

الرياضة مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

استعان جوزيه مورينيو مدرب روما بفكرة مستوحاة من روايات الجاسوسية حين وضع جهاز تسجيل على خط جانبي للملعب خلال التعادل 1 - 1 في مونزا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أمس الأربعاء، مبررا تصرفه بمحاولة حماية نفسه من الحكام. وهاجم مورينيو، المعروف بصدامه مع الحكام دائما، دانييلي كيفي بعد المباراة، قائلا إن الحكم البالغ من العمر 38 عاما «أسوأ حكم قابله على الإطلاق». وقال المدرب البرتغالي «لست غبيا، اليوم ذهبت إلى المباراة ومعي مكبر صوت، سجلت كل شيء، منذ لحظة تركي غرفة الملابس إلى لحظة عودتي، أردت حماية نفسي».

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

أهدر نابولي فرصة حسم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 33 عاماً، بتعادله مع ضيفه ساليرنيتانا 1 - 1 في منافسات المرحلة الثانية والثلاثين، الأحد، رغم خسارة مطارده لاتسيو على أرض إنتر 1 - 3. واحتاج نابولي الذي يحلّق في صدارة جدول ترتيب الدوري إلى الفوز بعد خسارة مطارده المباشر، ليحقق لقبه الثالث في «سيري أ» قبل 6 مراحل من اختتام الموسم. لكن تسديدة رائعة من لاعب ساليرنيتانا، السنغالي بولاي ديا، في الشباك (84)، أجّلت تتويج نابولي الذي كان متقدماً بهدف الأوروغوياني ماتياس أوليفيرا (62). ولم يُبدِ مدرب نابولي، لوتشيانو سباليتي، قلقاً كبيراً بعد التعادل قائلاً: «يشعر (اللاعبون) ب

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

أُرجئت المباراة المقررة السبت بين نابولي المتصدر، وجاره ساليرنيتانيا في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى الأحد، الساعة 3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 ت غ) لدواعٍ أمنية، وفق ما أكدت رابطة الدوري الجمعة. وسبق لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» أن كشفت، الخميس، عن إرجاء المباراة الحاسمة التي قد تمنح نابولي لقبه الأول في الدوري منذ 1990. ويحتاج نابولي إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر في «سان سيرو»، كي يحسم اللقب قبل ست مراحل على ختام الموسم. وكان من المفترض أن تقام مباراة نابولي وساليرنيتانا، السبت، في الساعة 3 بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهراً بتو

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

بدأت جماهير نابولي العد التنازلي ليوم منشود سيضع حداً لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج في الدوري الإيطالي في كرة القدم، إذ يخوض الفريق الجنوبي مواجهة ساليرنيتانا غدا السبت وهو قادر على حسم الـ«سكوديتو» حسابياً. وسيحصل نابولي الذي يتصدر الدوري متقدماً بفارق 17 نقطة عن أقرب مطارديه لاتسيو (78 مقابل 61)، وذلك قبل سبع مراحل من نهاية الموسم، على فرصته الأولى لحسم لقبه الثالث في تاريخه. ويتوجب على نابولي الفوز على ساليرنيتانا، صاحب المركز الرابع عشر، غدا السبت خلال منافسات المرحلة 32، على أمل ألا يفوز لاتسيو في اليوم التالي في سان سيرو في دار إنتر ميلان السادس.

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

سيكون إياب نصف نهائي كأس إيطاليا في كرة القدم بين إنتر وضيفه يوفنتوس، الأربعاء، بطعم المباراة النهائية بعد تعادلهما ذهاباً بهدف لمثله، وفي خضمّ أزمة عنوانها العنصرية. ولا يزال يوفنتوس يمني نفسه بالثأر من إنتر الذي حرمه التتويج بلقب المسابقة العام الماضي عندما تغلب عليه 4 - 2 في المباراة النهائية قبل أن يسقطه في الكأس السوبر 2 - 1. وتبقى مسابقة الكأس المنقذ الوحيد لموسم الفريقين الحالي على الأقل محلياً، في ظل خروجهما من سباق الفوز بلقب الدوري المهيمن عليه نابولي المغرّد خارج السرب. لكن يوفنتوس انتعش أخيراً بتعليق عقوبة حسم 15 نقطة من رصيده على خلفية فساد مالي وإداري، وبالتالي استعاد مركزه الثال

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.