بدأ أول من أمس عرض فيلم «الجوكر»، والذي يبرز سيرة حياة الشخصية الشريرة الأشهر في عالم الأبطال الخارقين، وبعد عرضه ظهر تباين في رد الفعل تجاهه من المشاهدين، والذي سبقه تعزيزات أمنية في الولايات المتحدة خشية حوادث إطلاق نار.
ووصفت وسائل إعلام أميركية بأن بداية الفيلم المصنف لمراحل عمرية محددة «آر ريتيد» جاءت قوية، وسط مخاوف من إلهام البعض بارتكاب جرائم.
ويتناول «الجوكر» قصة آرثر فليك (يقوم به الممثل خواكين فينكس)، الفنان الكوميدي الذي يعاني من مرض عقلي، وينخرط في عالم الجريمة مدفوعاً بتعثر حياته الشخصية والمهنية. وسيناريو الفيلم كتبه المخرج تود فيليبس بمعية سكوت سيلفر، وهو جزء مكمل لفيلم «الفارس الداكن» الذي تم إطلاقه عام 2012.
وذكرت البيانات الصحافية الأولية أن الفيلم به مشاهد عنف واقعية. واتهم عدد من النقاد المخرج تود فيليبس بتمجيد سيرة الشرير فليك.
*مخاوف أمنية
وقد أصدر الجيش الأميركي توجيهاً إلى أفراده، أشار فيه إلى وجود تهديدات «ذات مصداقية» بحدوث إطلاق نار جماعي مع بدء عرض الفيلم في صالات السينما، حيث من المحتمل أن يتم استهداف قاعات العرض.
ومنعت دور العرض في عدد من المدن الأميركية ارتداء الأقنعة، وطلاء الوجه، والملابس التنكرية عند عرض الفيلم، رغم أنه تقليد معروف عند إصدار أي من أفلام الأبطال الخارقين، حسب هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
إلى ذلك، فقد عمدت شرطة مدينة لوس أنجليس إلى رفع درجة تأهبها لأحداث عنف قد يقوم بها أفراد يتأثرون بما تنضح به شخصية جوكر من شرور.
وفي سياق متصل أعلنت السلطات في نيويورك عن استعدادها بـ«وحدات سرية» في أحيائها بالتزامن مع عرض الفيلم، حسب ما ذكرت تقارير رسمية لصحيفة «نيويورك بوست».
وكان أحد دور العرض في كاليفورنيا قد أعلن إلغاء عرضين لـ«الجوكر» يوم الخميس الماضي بعد أن تلقى تهديداً، حسب ما ذكرت الشرطة، وتم استئناف العروض في الجمعة، وفقاً لـ«أسوشييتد برس».
ومنذ سبعة أعوام، قتل 12 شخصاً وجُرح 70 في مدينة أورورا بولاية كولورادو الأميركية، عندما فتح رجل النار على الحضور أثناء عرض فيلم باتمان «صحوة فارس الظلام». ولن يُعرض «الجوكر» في دار عرض أورورا، حيث وقع إطلاق النار، بعدما استجاب أصحابه لطلب عائلات الضحايا.
*جدل بعد العرض
وذكرت تقارير صحافية أن وقائع مثيرة وقعت في دور عرض أميركية بعد عرض «الجوكر»، إذ هرب عدد من الحاضرين في أحد دور العرض بالقرب من «تايمز سكوير» في ولاية نيويورك بسبب المخاوف من رجل قام بالبصق على الجمهور ويصفق كلما قتل «الجوكر» شخصية ما خلال عرض الفيلم.
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية نقلاً عن شهود عيان من الحاضرين أن قرابة ثلث الجمهور غادر دور العرض، وقد أمسك الأمن بالرجل في وقت لاحق خشية أن يبدأ في إيذاء الناس. وتصدى له أحد الأشخاص من الجمهور.
بدورها، أعلنت شركة «وورنر بروس» المنتجة للفيلم أن «الجوكر» «ليس تأييداً للعنف من أي نوع»، وأضافت في بيان: «لا يهدف الفيلم ولا صناعه ولا الشركة المنتجة إلى تمجيد شخصية الجوكر».
وفي إطار هذا الجدل، أطلقت الشركة المنتجة خط إنتاج مرخص لأزياء «الجوكر»، من بينها السترة الحمراء التي ارتداها فينيكس في الفيلم، والتي يبلغ ثمنها 75 دولاراً، وفقاً لـ«بي بي سي».
وقلل بطل العمل خواكين فينكس من مخاوف العنف بعد عرض «الجوكر»، وحث الناس على رؤيته «قبل أن يصدروا أحكاماً بشأن رسالته»، وأضاف فينكس والمخرج فيليبس أنه يثق بأن الجمهور يعرف الفرق بين «الصواب والخطأ».
ورغم الجدل، فقد حقق الفيلم (الذي بلغت تكلفة إنتاجه 55 مليون دولار) ما يقارب من 40 مليون دولار من مبيعات التذاكر المحلية في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، وهو أكبر عائد في أول أيام العرض خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما تصفه وكالة «أسوشييتد برس» بأن «الجوكر حصل على ابتسامته الأولى».
وفي الأسبوع الأول من عرضه، حصل الفيلم على 9.1 من 10 في تقييم موقع الأفلام الشهير «آي إم دي بي»، وقد وصل على الموقع ذاته إلى المرتبة التاسعة في قائمة الأفلام الأكثر تقييماً من المستخدمين.
جدير بالذكر أن الفيلم قد حصد جائزة كبرى في مهرجان البندقية للأفلام في مطلع هذا الشهر. ويتوقع أن يدر الفيلم أرباحاً تُقدر بـ100 مليون دولار في أول عطلة نهاية أسبوع من عرضه في الولايات المتحدة.
ردود أفعال متباينة بعد عرض «الجوكر»... والشركة المنتجة تدافع عن الفيلم
رجل أثار هلعاً في نيويورك بتصفيقه كلما قتل البطل شخصاً
ردود أفعال متباينة بعد عرض «الجوكر»... والشركة المنتجة تدافع عن الفيلم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة