هل يمكن أن يعود مانشستر يونايتد وآرسنال إلى سابق عهدهما؟

واحدة من أكبر أكاذيب كرة القدم تقول إنك لو كنت نادياً كبيراً فإنك ستعود إلى القمة عاجلاً أم آجلاً

أوباميانغ يتعادل لآرسنال أمام يونايتد الاثنين الماضي في مباراة «باهتة» (رويترز)  -  راشفود فقد القدرة على التهديف
أوباميانغ يتعادل لآرسنال أمام يونايتد الاثنين الماضي في مباراة «باهتة» (رويترز) - راشفود فقد القدرة على التهديف
TT

هل يمكن أن يعود مانشستر يونايتد وآرسنال إلى سابق عهدهما؟

أوباميانغ يتعادل لآرسنال أمام يونايتد الاثنين الماضي في مباراة «باهتة» (رويترز)  -  راشفود فقد القدرة على التهديف
أوباميانغ يتعادل لآرسنال أمام يونايتد الاثنين الماضي في مباراة «باهتة» (رويترز) - راشفود فقد القدرة على التهديف

دائماً ما كانت المباريات التي تجمع بين مانشستر يونايتد وآرسنال تتسم بالقوة والندية والإثارة، وما زالت الذكريات حاضرة في كل ركن من أركان الملاعب التي احتضنت مباريات الفريقين في السابق، ففي النفق المؤدي إلى ملعب المباراة، رأينا نجم الشياطين الحمر، روي كين، وهو يدخل في شجار مع مايسترو خط وسط المدفعجية باترييك فييرا، ويتوعده بأن يسحقه داخل المستطيل الأخضر، وبجوار خط التماس لا نزال نتذكر تدخل غاري نيفيل القوي مع خوسيه أنطونيو رييس، وخارج منطقة الجزاء لا يزال مشهد مارتن كايون وهو يتصارع مع المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي خالداً في ذاكرتنا حتى الآن. ولا نزال جميعا نتذكر كيف كان هذا الصراع الشرس بين الناديين العملاقين عندما كانا في أوج عطائهما الكروي!
وكانت مباراة مانشستر يونايتد وآرسنال، قبل قدوم مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، واستحواذه على نادي تشيلسي، هي أقوى وأهم مباراة في كرة القدم الإنجليزية، وكان ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان للاستمتاع بهذا الصدام الكروي القوي.
والآن، مرّ نحو عقدين من الزمان على قدوم أبراموفيتش وتغير المشهد الكروي في إنجلترا، فلم يعد مانشستر يونايتد وآرسنال هما القطبين الأكبر في كرة القدم الإنجليزية، بل حتى لم يعد كل منهما الأفضل في المدينة التي ينتمي إليها! ويوم الاثنين الماضي، التقى الفريقان في الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب «أولد ترافورد»، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، لكن المستوى المتواضع الذي ظهر به الفريقان في تلك المباراة جعلنا جميعاً نتساءل عما إذا كان بإمكان هذين الفريقين أن يعودا إلى سابق عهدهما، والمدى اللازم لذلك!
وفي الحقيقة، هناك نوعان من الأكاذيب الكبرى في عالم كرة القدم، أولهما هو تصوير أي فريق كبير يعاني بشدة على أنه يمر بـ«فترة انتقالية»، وهو الأمر الذي يعطي هذا النادي أو ذاك كل الأعذار اللازمة عندما يحقق نتائج سلبية. وبالتالي، أصبح بإمكان أي مدير فني التنصل من الهزيمة أو الأداء المتواضع في عدد من المباريات من خلال الإشارة إلى أن فريقه يمر بمرحلة انتقالية. وعندما تتم إقالة المدير الفني من منصبه بسبب سوء النتائج، فإنه يزعم أنه كان بحاجة إلى مزيد من الوقت من أجل إعادة الفريق إلى المسار الصحيح!
وفي بعض الأحيان يكون هذا الأمر صحيحاً، ولعل أبرز مثال على ذلك ما حدث عندما خسر مانشستر يونايتد أمام كريستال بالاس على ملعب «أولد ترافورد» في ديسمبر (كانون الأول) 1989 بهدفين دون رد، وسط سخط كبير من جمهور مانشستر يونايتد والمطالبة برحيل المدير الفني للفريق آنذاك. وبعد ستة أشهر فقط من ذلك التاريخ، فاز مانشستر يونايتد بكأس الاتحاد الإنجليزي، وبدأ 23 عاماً من النجاح وحصد البطولات والألقاب تحت قيادة المدير الفني الأسطوري للنادي السير أليكس فيرغسون.
ومن السهل الآن أن نتساءل عما كان سيحدث لمانشستر يونايتد لو لم يلجم مجلس إدارة النادي غضبه، أو لم يسجل مارك روبنز هدف الفوز في مرمى نوتنغهام فورست في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، وما كان سيحدث لو قرر مجلس إدارة النادي إقالة فيرغسون في بداية توليه مهمة قيادة الفريق. وربما يكون ما حدث في ذلك الموسم هو الذي يدفع جمهور مانشستر يونايتد الآن للمطالبة بالصبر على المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير، ومنحه الوقت الكافي لتطبيق رؤيته وفلسفته. لكن في كثير من الأحيان الأخرى، يتم التعامل مع مصطلح «مرحلة انتقالية» على أنه مرادف لـ«الركود».
وقد أصبح لذلك الموسم، الذي مر عليه 30 عاماً، أهمية خاصة الآن، لا سيما أن هذا هو أقل عدد من النقاط يحصل عليه مانشستر يونايتد بعد مرور سبع مباريات في موسم بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ ذلك الحين. وفي الحقيقة، يُعد الفريق الحالي لمانشستر يونايتد هو أضعف فريق للنادي منذ ذلك الحين. وفي عام 1989 كان النادي على الأقل لديه خطة واضحة للتطوير، حيث قام فيرغسون بإعادة هيكلة الفريق وأضفى كثيراً من الأمور الجديدة والجوانب الاحترافية التي أسهمت في إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح. وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن لأي شخص - بالنظر إلى المستوى الحالي للفريق، وفي ضوء ما يقوم به النادي فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين جدد أو التخلي عن عدد من اللاعبين في الفترات الأخيرة - أن يقول إن النادي لديه رؤية واضحة؟ وهل يثق أي شخص في أنه حتى لو أنفق النادي أموالاً طائلة فإن الأمور ستتحسن خلال فترتي انتقالات، أو أربع فترات، أو حتى ست فترات؟
أما الكذبة الكبرى الأخرى في عالم كرة القدم، فتقول إن النجاح يمر بمراحل «تقلبات دورية»، بمعنى أن نادياً يحقق النجاح في فترة معينة ثم يأتي نادٍ أخرى لتحقيق النجاح بعد ذلك، وهكذا، وأن الأندية الكبرى تعود إلى سابق عهدها عند نقطة ما مهما تراجعت النتائج والمستويات. صحيح أن الأندية قد تمتلك فريقاً قوياً في بعض الأوقات، وفريقاً ضعيفاً في أوقات أخرى، وصحيح أيضاً أن المسؤول عن التطوير طويل الأجل في النادي، سواء كان المدير الفني أو المدير الرياضي، يتعين عليه أن يضع في حسبانه دائماً معدل أعمار اللاعبين وضرورة ضخ دماء جديدة، حتى لا يصاب الفريق بالشيخوخة في مرحلة ما، لكن هذه مجرد تفاصيل صغيرة يجب أن يهتم بها المسؤولون. أما الصورة الأكبر للنادي ككل فتجعل لزاماً على مسؤولي مانشستر يونايتد أن يشعروا بالقلق من التدهور في مستوى ونتائج الفريق!
وبعد أن جمع النادي تسع نقاط فقط من سبع مباريات هذا الموسم، وبعد إحرازه 19 هدفاً فقط في آخر 21 مباراة له في جميع المسابقات، وبعد العروض المتواضعة للنادي في السنوات الأخيرة، فقد اتسعت الفجوة بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي بصورة غير مسبوقة، على الأقل في المدى القصير، أو على الأقل ما دام بقي المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا مسؤولاً عن قيادة سيتي، أو ما دام بقي رئيس مانشستر سيتي يخطط ببراعة لكل شيء داخل النادي. كما أن التقارير التي تفيد بأن الهولندي جيوفاني فان برونكهورست يتم إعداده بالفعل ليتولى قيادة الفريق خلفاً لغوارديولا، تدلّ على أن مانشستر سيتي لديه خطة طويلة الأجل بشكل ربما يكون غريباً عن باقي الأندية الأخرى.
وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: إلى أي مدى يمكن أن تتدنى مستويات ونتائج مانشستر يونايتد. إن الهيكل المالي لكرة القدم الحديثة يعني أن النادي لن يهبط من الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى، كما حدث في عام 1974. وبالنظر إلى المنافسة القوية للغاية في المسابقة، فإن احتلال الفريق للمركز العاشر قد لا يبدو بالضرورة سيئاً كما تبدو الأمور من الوهلة الأولى. لكن قد ينتهي المطاف بمانشستر يونايتد إلى أن ينهي الموسم الحالي خلف ليستر سيتي، أو ربما خلف وستهام يونايتد وإيفرتون، كما لا توجد ضمانات على أن الفريق سيحتل مركزاً يؤهله حتى للمشاركة في بطولة الدوري الأوروبي، وليس دوري أبطال أوروبا!
وربما كان هذا أكثر ما لفت الانتباه في مباراة مانشستر يونايتد أمام آرسنال يوم الاثنين الماضي. لقد بدت المباراة وكأنها بين فريقين من منتصف جدول الترتيب، وليس بين فريقين ظلّا لفترات طويلة على قمة كرة القدم الإنجليزية. وحتى أمام وستهام يونايتد، ظهر مانشستر يونايتد مرتبكاً وخائفاً، وهو الأمر الذي أدى لخسارته بهدفين دون رد. وقد كانت هذه هي أول مباراة في الموسم يفشل فيها مانشستر يونايتد في تسجيل أي هدف، لكن من الواضح أن الفريق يعاني في النواحي الهجومية بشكل قوي منذ فترة. وبعد أن كان جمهور مانشستر يونايتد يشعر بالقلق بسبب ضعف الخط الدفاعي، أصبح الآن يشعر بالخوف بسبب العقم التهديفي! وأصبح الفريق غير قادر تماماً على السيطرة على مجريات الأمور أمام الفرق المنافسة، وأصبح يلعب كردّ فعل بعدما كان هو مَن يفرض أسلوبه على الفريق الآخر.


مقالات ذات صلة

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.

رياضة عالمية نونيز متحسراً على إضاعة فرصة تهديفية في إحدى المواجهات بالدوري الإنجليزي (رويترز)

نونيز يرد على الانتقادات بهدوء: معاً... نستعد لما هو قادم

رد داروين نونيز مهاجم فريق ليفربول الإنجليزي على الانتقادات لأدائه برسالة هادئة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

يأمل إنزو ماريسكا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي تشيلسي الإنجليزي، ألا يكون بحاجة لأي لاعب من اللاعبين الذين سيواجهون فريق آستانة، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.