الإقبال يتزايد على «مائدة البحر المتوسط» والأطباق العربية في الخارج

بدأ العالم يتعرف على وجبات البحر المتوسط والشرق الأوسط، ويعتبرها البديل الصحي الأفضل للوجبات السريعة. وتقول شركة «هول فودز» الأميركية إن توجهات المطاعم في عام 2020 تشمل التوسع في الوجبات الصحية، ومنها مأكولات الشرق الأوسط.
وفي الآونة الأخيرة، دخلت قواميس المطاعم الغربية كلمات، مثل «فلافل» و«حمص» و«شاورما» و«كباب»، كما توسعت فروع شركات المطاعم الشرقية في أميركا. وكانت آخر الصفقات اقتناء سلسلة مطاعم «كافا» لمأكولات البحر المتوسط لشركة مطاعم شرق أوسطية تُسمّى «زوي كيتشن» ليبلغ حجم المجموعة الجديدة 327 مطعماً موزعة على 24 ولاية أميركية.
وتنتشر سلاسل مطاعم الشرق الأوسط في أميركا، ومنها «روتي» و«حمص أند بيتا» و«كافا» و«تايم». هذا بالإضافة إلى آلاف المطاعم الفردية الصغيرة التي تنتشر في أوروبا وأميركا وأنحاء آسيا وأستراليا. وتسجل هذه المطاعم أعلى نسبة نمو في الصناعة التي تمر بفترة تحول جذرية بعيداً عن البرغر والدجاج المقلي والبطاطس نحو خيارات صحية من الوجبات النباتية إلى مأكولات البحر المتوسط. وتتحول المذاقات الأجنبية إلى تفضيل التوابل المستخدمة في المأكولات الشرق أوسطية، مثل الزعتر وزيت الزيتون والكمون والحبهان.
وتصف معظم المطاعم التي تقدم الوجبات الشرق أوسطية نفسها بأنها «مطاعم بحر متوسط»، وهي بذلك تضمن بعض الحيادية من الانتماء إلى منطقة معينة، كما تشمل في وجباتها أيضاً أنواعاً يونانية وإيطالية لتوسيع دائرة الإقبال من زبائنها. وفي الولايات المتحدة تنتشر صفة البحر المتوسط كنقطة تسويق جيدة حيث يفهمها العامة ويقبلون على هذه المطاعم بعد تجربتها.
ورغم تنوع المطاعم الشرقية بوجه عام، فإنها تشترك في تقديم أنواع مشتركة من الأطعمة، منها الخبز العربي واللحم المشوي والسلطات. وبلغ من شعبية هذه المطاعم أن اسم البحر المتوسط تم اختطافه من مطاعم أخرى لمجرد ترويج وتسويق مأكولاتها بين الزبائن.
في أميركا وأوروبا يتعرف الزبائن بسهولة على المأكولات اللبنانية التي تنتمي إلى حمية البحر المتوسط، ويفضلونها لأنها تمثل حمية صحية تشمل الخضراوات الطازجة والبروتينات والحبوب الكاملة.
كما أن الحمص الذي بدأ ضمن مقبلات الوجبات الشرق أوسطية انتشر الآن على نطاق واسع إلى درجة أنه يباع في محلات السوبر ماركت إلى جانب الزيتون والجبن الأبيض. وفي أميركا، بدأت سلاسل المطاعم الشرق أوسطية في تغليف منتجاتها وبيعها في محلات السوبر ماركت، ومنها الحمص والفلفل الأخضر والجبن الأبيض.
من أسباب الإقبال أيضاً على وجبات البحر المتوسط أنها رخيصة الثمن وتنافس أسعار الوجبات السريعة. فيمكن الحصول على الفلافل والسلطة سواء في خبز بيتا أو في علبة «تيك أواي» بأقل من عشرة دولارات.
وهناك سلسلة مطاعم أميركية اسمها «حمص أند بيتا» تتخصص في المأكولات الشرق أوسطية لها ثلاثة فروع في نيويورك، وتفتتح هذه العام فروعاً أخرى في كولورادو ونيوجيرسي وميشيغان وكاليفورنيا. كما توجد شركة مماثلة اسمها «نانوش» لها فرع في ألمانيا وأربعة فروع في نيويورك، وهي تقدم أطباق السلطة والشوربة والسندويتشات الملفوفة في الخبز العربي، وتستخدم المكونات الطازجة بما في ذلك الأعشاب والتوابل.
وبلغ من انتشار هذه المطاعم في نيويورك أن مفترق طريق واحد يوجد فيه ثلاثة مطاعم شرق أوسطية. ونمت صناعة الوجبات السريعة بأنواعها بنسبة 550 في المائة بين عامي 1994 و2014. وتتوقع إحصاءات «يورو مونيتور» أن يصل حجم هذه الصناعة إلى 67 مليار دولار في العام المقبل (2020).
ولاحظت سلاسل المطاعم الكبرى في أميركا مدى شعبية وجبات البحر المتوسط والمطاعم التي تقدمها لدرجة أنها بدأت تبحث عن فرص صفقات اقتناء لهذه المطاعم حتى تبني على نجاحها وتوسعها.
ومع انتشار المطاعم الشرق أوسطية، انتشر أيضاً ما يعرف باسم «إتيكيت» تناول الطعام العربي بين الأوروبيين والأجانب من أجل فهم أوسع للثقافة العربية. ويقول موقع «لونلي بلانيت» إنه من غير المستحب تناول الطعام باليد اليسرى وضرورة غسل اليدين قبل الأكل. وعند الدعوة لتناول الطعام في منزل شرق أوسطي يجب إحضار هدية صغيرة مثل باقة ورود أو علبة شوكولاته أو أنواع الحلويات أو الفواكه أو العسل.
من الضرورات التي يراها الغرب أيضا خلع الأحذية قبل دخول المنازل وعدم مد السيقان والجلوس بجانب أفراد من الجنس نفسه، أي الرجال مع الرجال والنساء مع النساء. أيضاً لا بد من قبول الطعام الذي يُعرَض على الضيف مع ترك بعض الطعام على الطبق عند الانتهاء من الوجبة.
ومن آداب تناول الطعام جماعة في المطاعم الشرق أوسطية الاكتفاء بالأنواع المتاحة على الجانب المباشر على المائدة، وعدم مد اليدين لالتقاط طعام على الجانب الآخر من المائدة. ومن المعتاد تسليك الأسنان بعد تناول الطعام وتوفر بعض المطاعم «مساوك تسليك أسنان» بعد الوجبات. ولا ترى «لونلي بلانيت» أن من الأدب مغادرة المطعم قبل تقديم القهوة التي تُختَتَم بها الوجبات.
- وجبات شرق أوسطية
> تعتمد معظم المطاعم الشرق أوسطية التي تتوجه لخدمة جمهور غالبيته من الأجانب على تقديم وجبات بسيطة تناسب الذوق الأوروبي والأميركي. وتوفر أغلب المطاعم الأنواع التي أضحت مشهورة بين جمهور الأجانب، ومن أهم هذه الأنواع:
- الفلافل: وتختلف أصناف الفلافل التي تقدمها المطاعم ويعتمد معظمها على الحمص وليس على الفول، بالإضافة إلى الخضراوات المتاحة، مثل البصل الأخضر والبقدونس والشبت والثوم مع التوابل. وهناك فئة من المطاعم التي تقدم الفلافل من خلطات بودرة جاهزة تفتقر إلى الطعم الجيد، وتبدو جافة عند تذوقها. ويجب تجنب المطاعم التي تقدم هذا النوع من الفلافل الجافة.
- شيش طاووق: وهي وجبة بسيطة من الدجاج المشوي مع بعض الخضراوات مثل الفلفل الأخضر. وهي وجبة سهلة التحضير ولا تحتاج إلى جهد أو وقت. وأفضل المطاعم يقدم للزبائن قطعاً من صدور الدجاج بينما تقدم مطاعم الدرجة الثانية أجزاء من الدجاج بها نسب من الدهون وأحياناً بقايا عظام. ويمكن تقييم المطاعم من التعليقات التي يتركها الزبائن على مواقع الإنترنت.
- الكفتة: وهي من أطيب الوجبات التي تقدمها المطاعم الشرق أوسطية وتُعدّ البديل الأفضل طعماً من البرغر. ويتم تحضير الكفتة بالشيّ على الفحم أو في الفرن. ويعتمد مذاق الكفتة على التوابل المستخدمة. وهي تُقدَّم عادة مع السلطات الخضراء والحمص.
- الحمص: وهو من المقبلات الضرورية في الوجبات اللبنانية، ويتم تناوله مع الخبر الأبيض أو خبز بيتا. وتضيف المطاعم أنواع الحمص إلى سندويتشات اللحوم أو توفرها في أطباق خاصة مع الوجبات.
- خبز بيتا: توفر المطاعم الشرق أوسطية «خبز بيتا» الذي يصلح مع الوجبات أو لتوصيل الطلبات خارج المطعم. وفي أفضل المطاعم الشرق أوسطية يتم تحضير هذا النوع من الخبز داخل المطعم بحيث يصل إلى الزبون طازجاً وساخناً. وهو سهل التحضير من الدقيق (الطحين) والخميرة والملح، ويمكن تخزينه لمدة أسبوع كامل بلا تبريد أو حفظه في الفريزر لأي فترة زمنية مع ضرورة الاحتفاظ به في أكياس من البلاستيك عن التجميد.
- الأرز: وهو يشتهر في الغرب باسم «الأرز اللبناني»، ويُباع في أميركا كامل التحضير في علب تسمى «رايس أروني» وهو أرز مخلوط بالشعرية المقلية ويتم طهيه بزيت الزيتون أو الزبد. وتلجأ بعض المطاعم إلى ترك الأرز في الماء لبعض الوقت قبل طهيه لإزالة النشويات منه ومنع التصاقه. ويتم تناول الأرز مع اللحوم أو الخضراوات المطهية في صلصة الطماطم. وتضيف بعض المطاعم البقدونس المبشور على الأرز لإضافة نكهة طازجة.
- برغر الغنم: وهو سهل الإعداد ويتميز بتوابل شرقية توفر له طعماً مختلفاً عن البرغر البقري. ولا يحتوي هذا البرغر على نسبة عالية من الدهون، ولذلك من المفضل طهيه لفترة أقل على اللهب حتى لا يصبح جافّاً. ويمكن إضافة بعض المقبلات الأخرى، مثل اللبنة أو الجبن الأبيض. ويُخلَط البصل مع اللحم قبل الطهي مع إضافة توابل مثل الكمون والكزبرة وبعض القرفة.
- الفاصوليا الخضراء: وهي أكلة شتوية مفضلة ومعروفة عبر دول الشرق الأوسط. وتجمع الوجبة بين الفاصوليا الخضراء واللحم في صلصة الطماطم. ويمكن اختيار لحم البقر أو الغنم. ويمكن تناول الفاصوليا كوجبة نباتية بعدم إضافة اللحم لها، وتُقدَّم الفاصوليا مع الأرز والخبز العربي.
- القهوة التركي: وهي تختلف عن أنواع القهوة الجاهزة التي تباع في المقاهي الغربية وتتكون من البن المطحون والسكر الذي يُضاف للقهوة قبل خلطها وتسخينها. وتكون كمية السكر أو عدمه وفق التذوق المفضل للزبائن. وتُقدَّم القهوة التركي في فناجين صغيرة. ومن أجل التسلية، يمكن قراءة الطالع في الفنجان الفارغ بعد شرب القهوة.