مفاوضات «سد النهضة» تتواصل في الخرطوم... وبيان ختامي اليوم

وزير الري المصري محمد عبد العاطي (الثاني من اليمين) خلال مفاوضات سد النهضة في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
وزير الري المصري محمد عبد العاطي (الثاني من اليمين) خلال مفاوضات سد النهضة في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

مفاوضات «سد النهضة» تتواصل في الخرطوم... وبيان ختامي اليوم

وزير الري المصري محمد عبد العاطي (الثاني من اليمين) خلال مفاوضات سد النهضة في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
وزير الري المصري محمد عبد العاطي (الثاني من اليمين) خلال مفاوضات سد النهضة في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)

بدأت في العاصمة السودانية الخرطوم الاجتماعات الثلاثية لوزراء الري في كل من السودان ومصر وإثيوبيا، لمناقشة قضية ملف سد النهضة الإثيوبي، بعد أيام من انتهاء اجتماعات اللجنة «الوطنية البحثية الفنية المستقلة» المكونة من خبراء من الدول الثلاث، ويتوقع أن يصدر بيان ختامي للاجتماعات اليوم.
وأحيطت اجتماعات الوزراء الثلاثة، «السوداني ياسر عباس، والإثيوبي سلشي بيكيلي، والمصري محمد عبد العاطي»، بسياج قوي من التكتم والسرية، بيد أن تسريبات صحافية أشارت إلى أن مصر أدخلت مقترحاً جديداً بإشراك «طرف دولي» محايد يكون وسيطاً في المفاوضات الثلاثية.
وقال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس في تصريحات صحافية في مستهل الاجتماعات التي تستمر حتى اليوم، إن المجتمعين سيبحثون قضية «ملء سد النهضة وتشغيله»، إكمالاً للعمل الذي بدأته «اللجنة الوطنية البحثية الفنية المستقلة» المكونة من 5 باحثين من كل دولة، لوضع الأسس الفنية للملء الأول وأسس التشغيل.
وأوضح عباس أن اجتماعات اللجنة البحثية تواصلت منذ يونيو (حزيران) 2018 في كل من الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا، وحققت «الكثير من النجاحات في دراسة بعض السيناريوهات للملء الأول، وسيناريوهات التشغيل، وستواصل المباحثات لإحراز نجاحات في آخر المطاف».
ونقلت مصادر صحافية، أن مصر دفعت بمقترح جديد لاجتماعات الخرطوم، طالبت فيه بإشراك «طرف دولي» رابع ليتوسط بين البلدان الثلاث للوصول لحل للأزمة، لكن إثيوبيا لم تعلق على الطلب المصري بحسب هذه المصادر.
من جهتها أعلنت الولايات المتحدة، دعمها للمفاوضات الثلاثية من أجل الوصول لاتفاق مستدام، يضمن تبادل المنفعة فيما يتعلق بملء الخزان العملاق وتشغيله.
ودعا البيت الأبيض في بيان، أول من أمس، الأطراف الثلاثة للتفاوض بحسن نية، من أجل الوصول لاتفاق يحفظ الحقوق المائية للجميع، يضمن تحقيق الازدهار والتنمية الاقتصادية في كل من السودان ومصر وإثيوبيا، ويحمي احترام دول «حوض النيل» لبعضها.
وتطالب مصر بملء سد النهضة للمرة الأولى، خلال فترة طولها 7 سنوات، وأن تسمح إثيوبيا بمرور 40 مليار متر مكعب من المياه سنوياً إلى مصر، وأن تشارك في إدارة السد.
بينما ترى إثيوبيا أن يتم ملء بحيرة السد في فترة لا تتجاوز ثلاث سنوات، ونقل عن الوزير سلشي بيكيلي وصفه للطلب المصري في وقت سابق بأنه «غير مناسب»، باعتباره قرارا جاء من طرف واحد، ولم يلتزم بالاتفاقات السابقة، وأن بلاده «لا يمكن أن توافق عليه».
وتتخوف مصر من تأثر مواردها المائية من مياه النيل خلال سنوات ملء السد، وتتمسك برؤية تحفظ لها حقوقها، فيما يتعلق بقواعد الملء والتشغيل، خاصة في السنوات التي قد تشهد فترات جفاف وقلة موارد النهر من المياه.
وتتمسك إثيوبيا بالمضي قدماً في خططها لإكمال بناء السد، الذي تعتبره قضية وطنية داخلية، وتقول إنها أنجزت ما مقداره 63 في المائة من السد، الذي تبلغ تكلفته 4.9 مليار دولار أميركي.
وأقيم «سد النهضة» على منابع نهر النيل الأزرق، وهو أحد روافد نهر النيل الرئيسية ويساهم بأكثر من 80 في المائة من إيرادات النهر الكلية، ويعد المصدر الرئيسي للمياه في مصر.
وتقول إثيوبيا إنها تهدف للاستفادة من مواردها في تحقيق نهضتها، وإنها تعول على الكهرباء المنتجة في السد والسدود الأخرى التي أقامتها أخيراً، لسد حاجة سكانها البالغ عددهم مائة مليون نسمة، وإنها ستعطي أولوية لتصدير فائض الكهرباء لدولتي مصر والسودان، يشار إلى أن السودان يستورد كهرباء من إثيوبيا قدرها 250 ميغاواط.
وتبلغ الطاقة الكهربائية المولدة في سد النهضة 6 آلاف ميغاواط، ما يجعل منه أحد أكبر السدود في العالم، ويقع ترتيبه من حيث الحجم الأكبر في أفريقيا والعاشر بين سدود العالم.
وينتظر أن تنتهي اجتماعات وزراء الري في الخرطوم مساء اليوم «السبت» ببيان ختامي يلخص ما تم التوصل إليه بين الأطراف الثلاثة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.