قرار تاريخي يمنح المنتخب السعودي الضوء الأخضر للعب في مدينة رام الله

الفيصل يؤكد أحقية «الفلسطينيين» باللعب على أرضهم... وشلبي: استقبال كبير للأخضر... ولا شأن للإسرائيليين بترتيبات الدخول

من مواجهة سابقة بين المنتخبين السعودي والفلسطيني (الشرق الأوسط)
من مواجهة سابقة بين المنتخبين السعودي والفلسطيني (الشرق الأوسط)
TT

قرار تاريخي يمنح المنتخب السعودي الضوء الأخضر للعب في مدينة رام الله

من مواجهة سابقة بين المنتخبين السعودي والفلسطيني (الشرق الأوسط)
من مواجهة سابقة بين المنتخبين السعودي والفلسطيني (الشرق الأوسط)

أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، فجر أمس، موافقته على خوض مباراته ضد فلسطين ضمن التصفيات المزدوجة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023 في كرة القدم «بمدينة رام الله في فلسطين»، تلبية لطلب الأشقاء في الاتحاد الفلسطيني، وذلك للمرة الأولى في تاريخه الممتد من عام 1957.
ومن المقرر إقامة المباراة في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي على ملعب فيصل الحسيني المجاور لمدينة القدس.
وذكر بيان الاتحاد السعودي لكرة القدم، في بيان رسمي: «أكد الأمير عبد العزيز الفيصل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة أن ذلك يأتي تلبية لطلب الاتحاد الفلسطيني ورغبتهم في استضافة المباراة، وحرصاً على ألا يحرم المنتخب الفلسطيني من لعب المباراة على أرضه وبين جمهوره أسوة بالدول الأخرى، والتزاماً بمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم للعب المباريات حسب الجدول المقرر، وتحقيقاً لتساوي الفرص بين المنتخبين».
وبحسب ما يتردد من جانب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فإن المنتخب السعودي سينتقل من العاصمة الأردنية عمان في حافلات بعد إتمام الإجراءات كافة للخروج من الأردن، ثم تعبر الحافلات تحت حراسة كاملة كل المعابر دون الاحتكاك بأي طرف حتى الوصول إلى مقر سكنهم في رام الله، وفي مقر الفندق ستتم الإجراءات من الجانب الفلسطيني لدخول البعثة السعودية.
وكان رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب أعلن في وقت سابق، الخميس، أن المنتخب السعودي سيخوض مباراته ضد المنتخب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
وبات الرجاء البيضاوي أول فريق مغربي يخوض مباراة في الضفة الغربية المحتلة، بعد فوزه الخميس الماضي على فريق هلال القدس الفلسطيني 2 - صفر في إياب دور الـ32 لبطولة الأندية العربية في كرة القدم. وقال رئيس الاتحاد الفلسطيني إن بعثة سعودية تضم 100 شخص على الأقل ستصل إلى الأراضي الفلسطينية في 13 أكتوبر الحالي لخوض مباراة فلسطين.
واعتبر الرجوب أن هذا «الحدث هو استحقاق رياضي ينسجم مع القوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها بالاتحادين الدولي والقاري، ومع مصلحتنا ورغبتنا في أن تكون هكذا لقاءات رسمية على أرضنا، خاصة بعد أن حصلنا في 23 - 9 - 2008 على إقرار رسمي دولي بوجود ملعب (بيتي)».
ويأمل الرجوب أن تكسر كل المنتخبات والأندية العربية «هذا الحاجز (عدم اللعب في الأراضي الفلسطينية) بإرادة سياسية تترجم بإرادة رياضية كما حدث مع السعوديين». وبحسب البرنامج الزمني لتصفيات كأس العالم 2022، فإن المباراة المرتقبة بين المنتخبين السعودي والفلسطيني في مدينة رام الله، مقررة سلفاً، وفق جدولة معتمدة مسبقاً من الاتحاد الدولي لكرة القدم. ويأتي لعب المنتخب السعودي في رام الله ضمن التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم، وضمن متطلبات «الفيفا» والتزاماً بلعب المباريات وفق الجدول المقرر مسبقاً.
وعادة يفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم عقوبات قاسية ضد المنتخبات التي تتخلف عن اللعب في بعض الدول دون وجود حجج قوية؛ تصل حد الحرمان من المشاركات الدولية، وهو ما يحاول الأخضر الكبير تجنبه في هذه التصفيات المهمة التي ستوصله إلى كأس العالم 2022. ولن يغير خوض الأخضر الكبير للمباراة على الأراضي الفلسطينية واقع الموقف السياسي للمملكة تجاه القضية الأهم بالنسبة للسعودية. وعُرفت السعودية بدعمها للرياضة والشباب في كل الوطن العربي، والشباب الفلسطيني ليسوا استثناءً من هذا الدعم، وسبق أن دعمت تطوير قطاع الرياضة في غزة بـ8 ملايين دولار بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ومن الطبيعي أن يحظى حدث مشاركة منتخب المملكة ولعبه في رام الله باهتمام بالغ من الأوساط العربية والفلسطينية، نظير الدعم الكبير الذي قدمته وتقدمه الرياض لصالح تعزيز صمود الفلسطينيين. وكانت السعودية هي الرائدة والعامل الرئيسي في اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم بعضوية الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، إذ أجرت مفاوضات طويلة مع الفيفا على مدى سنوات لإقناعه بضرورة الموافقة على عضوية فلسطين، لتفوز الأخيرة بدعم السعودية قبل أكثر من عقدين من الزمن، وهو ما اعتبر نصراً للفلسطينيين آنذاك.
وفي العام الماضي، كسرت السعودية الحصار المفروض على الملاعب العراقية وخاص الأخضر مباراة ودية أمام منتخب العراق على ملعب البصرة الدولي، في إطار مبادرة من تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السابق لرفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية.
من ناحيتها، أكدت سوزان شلبي نائبة رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن السلطات الإسرائيلية المحتلة لن يكون لها أي دور في دخول بعثة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية. وبيّنت شلبي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن الترتيبات ستتم في الأردن، ليتم نقل البعثة السعودية من المطار مباشرة عبر حافلة مغلقة لا تفتح أبوابها إلا في رام الله، دون أي احتكاك مع الإسرائيليين.
وترتبط الضفة الغربية مع الأردن من خلال المنفذ الوحيد، ممثلاً في «جسر الملك حسين» الواقع على نهر الأردن في منطقة الشونة الجنوبية التي تبعد عن العاصمة عمان نحو 50 كم. ويعتبر هذا الجسر المتنفس الوحيد للضفة الغربية نحو العالم. وتبلغ مساحة رام الله نحو «16.3» كم، وعدد سكانها أكثر من 35 ألف نسمة، وهي مركز الحكومة والرئاسة الفلسطينية.
وبالعودة إلى طريق الوصول فتبلغ المسافة البرية بين عمان العاصمة الأردنية ورام الله نحو «230» كم، إلا أن الوصول يحتاج نحو «4 ساعات» عبر الحافلة، أو السيارات العادية.
وأشارت شلبي إلى أن هناك ترتيبات كبيرة ستتم لتليق بهذا الحدث التاريخي الهام، من خلال مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، ممثلة بالرئيس محمود عباس.
واعتبرت شلبي أن هذا الموقف السعودي بالموافقة على خوض المباراة المقبلة، التي تأتي ضمن مباريات الجولة الثالثة من المرحلة الثانية في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، يمثل دعماً جديداً للفلسطينيين والقضية، التي تعتبر المملكة العربية السعودية الداعم الأكبر لها تاريخياً حيث ستمثل هذه المناسبة فكاً للحصار الذي يحاول الاحتلال أن يفرضه المحتلون على كل أشكال الحياة الفلسطينية.
وأضافت: «نرى في هذه الخطوة السعودية زحفاً سعودياً لكسر الحصار، ويزداد أهمية هذه الخطوة ما للمملكة من دور وقيمة كبيرة، حيث تمثل الشقيقة الكبرى لفلسطين»، مؤكدة أن «هذا الحدث يستحق المباركة بين الأشقاء».
وأكدت أن الفرحة العارمة عمّت أبناء فلسطين من هذا القرار الذي باركه الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل رئيس الهيئة العامة للرياضة، حرصاً منه على ألا يُحرم المنتخب الفلسطيني من لعب المباراة على أرضه وبين جماهيره أسوة بالدول الأخرى. ويتسع الملعب لحضور «21 ألف» متفرج و«300» مقعد لكبار الشخصيات.


مقالات ذات صلة

راشفورد يدعم صفوف يونايتد قبل مواجهة آرسنال

رياضة عالمية ماركوس راشفورد جاهز لمواجهة آرسنال (رويترز)

راشفورد يدعم صفوف يونايتد قبل مواجهة آرسنال

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، الجمعة، إن المهاجم ماركوس راشفورد متاح للمشاركة في المباراة أمام آرسنال.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (إ.ب.أ)

غوارديولا: آملُ أن نحقق الفوز الثالث على التوالي أمام سالفورد

عادةً لا يكون الفوز بثلاث مباريات متتالية بالأمر الجلل لمانشستر سيتي، لكن مدربه بيب غوارديولا يتطلع لتحقيق هذا الإنجاز أمام سالفورد سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عربية الجنوب أفريقي بيرسي تاو ترك الأهلي إلى قطر القطري (النادي الأهلي)

رسمياً... بيرسي تاو إلى قطر

قال مارسيل كولر، مدرب الأهلي المصري، إن لاعبه الجنوب أفريقي بيرسي تاو لن يكون ضمن صفوف الفريق بدءاً من لقاء ستاد أبيدجان بدوري أبطال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية تياغو موتا مدرب يوفنتوس (رويترز)

موتا: يجب على لاعبي يوفنتوس تقديم ما يكفي لتحقيق الانتصارات

شدد تياغو موتا مدرب يوفنتوس على حاجة فريقه إلى الثبات على المستوى وتحقيق سلسلة من الانتصارات.

«الشرق الأوسط» (تورينو)
رياضة عالمية أرني سلوت مدرب ليفربول (أ.ف.ب)

سلوت: أكرينغتون سيواجه ليفربول بقوة

شدد أرني سلوت مدرب ليفربول على ضرورة تقديم أداء قوي منذ البداية أمام أكرينغتون ستانلي المتواضع في الدور الثالث من كأس الاتحاد الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».