مصر تفرج عن العشرات قُبض عليهم في «مظاهرات الجمعة» ...بينهم أجانب

TT

مصر تفرج عن العشرات قُبض عليهم في «مظاهرات الجمعة» ...بينهم أجانب

أخلت السلطات المصرية، سبيل العشرات، بينهم أجانب، ممن ألقي القبض عليهم، خلال مظاهرات مناوئة للحكومة، الأيام الماضية. وبينما أعرب المجلس القومي لحقوق الإنسان «هيئة رسمية مستقلة»، عن ارتياحه لعمليات الإفراج، انتقد إجراءات أمنية مشددة، شملت فحص هواتف المواطنين بالشوارع قسراً، واعتبرها «انتهاكا لنصوص دستورية» تضفي «حرمة للحياة الخاصة». وشنت السلطات الأمنية حملة توقيف واسعة، في أعقاب مظاهرات معارضة محدودة، جرت الجمعة 20 سبتمبر (أيلول)، بوسط القاهرة ومدن أخرى، سرعان ما فرقتها قوات الأمن، ثم تجددت بحجم أقل، الجمعة الماضي، قابلها تجمع للآلاف من أنصار الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة. وبحسب منظمات حقوقية، منها المفوضية المصرية للحقوق والحريات، تجاوز عدد الموقوفين على خلفية الأحداث 2800 شخص، بينهم ناشطون سياسيون، فيما أوضح مكتب النائب العام أن «أكثر من ألف مشتبه به جرى استجوابهم بشأن اتهامات باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لبث أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية محظورة والتظاهر دون ترخيص».
وبينما يجري عرض أعداد من المقبوض عليهم على النيابة للتحقيق، أخلي سبيل العشرات منهم من أقسام الشرطة، خلال اليومين اﻷخيرين، بحسب محامين.
وقال بيان للنيابة العامة، أمس، إنها أخلت سبيل عدد من المتهمين الأجانب الذين ضُبطوا خلال أحداث التظاهر والدعوة للتظاهر 20 سبتمبر الماضي، بناء على طلب سفارات الدول التي يحملون جنسياتها، على ذمة القضية وتعهدت بترحيلهم فوراً خارج البلاد.
وجاءت عملية الإفراج، بعدما استجوبت النيابة عددا من هؤلاء المتهمين ووجهت إليهم اتهامات «مشاركة جماعة الإخوان الإرهابية مع العلم بأغراضها في القيام بمحاولة خلق حالة من الفوضى، وكذلك قيام بعضهم بتمويل عناصر تلك الجماعة مع إعداد وتدريب أفراد بتعليمهم أساليب ومهارات لاستخدامها في ارتكاب تلك الجرائم، واستخدام طائرة محركة لاسلكياً بغير تصريح من الجهة المختصة بغرض ارتكاب جريمة».
وكانت وزارة الخارجية الأردنية، أعلنت إفراج السلطات المصرية عن أردنيين اثنين اعتقلا قبل نحو عشرة أيام، ووصفتهما بعض القوات المصرية بـ«الإرهابيين». وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة، إن «السلطات المصرية قررت الإفراج عن عبد الرحمن حسين الرواجبة وثائر مطر». وأشار القضاة، في بيان، إلى أن «ذلك يأتي تجسيدا لروح العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين».
وبدورها، أعلنت السفارة السودانية في القاهرة، إطلاق سراح الطالب السوداني وليد سليمان الذي احتجزته السلطات المصرية قبل أيام. وأشار القائم بالأعمال الوزير المفوض إدريس محمد، في بيان، إلى أن «وزارة الخارجية ظلت تتابع القضية بكل اهتمام»، منوها إلى أن «العلاقات السودانية المصرية ذات خصوصية نابعة من القواسم والمشتركات الكثيرة التي تجمع بين شعبي البلدين».
وفي تطور لافت، انتقد المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر، «التوسع غير المبرر في توقيف المواطنين العابرين في الطرقات والميادين من دون مسوغ قانوني، ومن دون تمكينهم من الاتصال بذويهم وأهلهم، ومن دون إبلاغهم بالتهمة المسندة إليهم»، واعتبر ذلك «عدواناً على الحقوق التي كفلها الدستور ونص عليها القانون».
واعتبر المجلس القومي، في بيان له أمس، أن توقيف المواطنين أثناء سيرهم في الشوارع وإجبارهم على اطلاع رجال الشرطة على هواتفهم النقالة وفحصها «يخالف نصوصا كثيرة في الدستور تضفي حماية على حرمة الحياة الخاصة، وكذا تحصين مراسلات المواطنين واتصالاتهم، بما فيها الاتصالات ووسائل التواصل الإلكترونية».



خوف في غزة من الجوع والغلاء بعد وقف إسرائيل دخول المساعدات

يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
TT

خوف في غزة من الجوع والغلاء بعد وقف إسرائيل دخول المساعدات

يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)

يخشى فلسطينيو قطاع غزة الذي مزقته الحرب من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للضغط على حركة «حماس» للموافقة على شروطها لتمديد وقف إطلاق النار.

ووفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، كان تأثير إعلان إسرائيل قرارها (الأحد) فوريا وانعكس بشكل مباشر على الأسواق في شتى أنحاء القطاع، حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية رغم محاولات الهيئات المحلية التي تديرها «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) الإبقاء عليها مستقرة، حسبما أفاد المتسوقون والعاملون في مجال الإغاثة «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال بلال الحلو في سوق مكتظ في مدينة غزة: «هناك شعور عام بالقلق والخوف، توافد اليوم كثير من الناس لشراء ما يحتاجونه والأسعار ارتفعت كثيرا... وسترتفع أكثر فأكثر» مع بقاء المعابر مغلقة.

وأضاف: «سعر كيلو السكر اليوم 10 أو 12 شيقلاً (3 دولارات)»، وهو أغلى بأكثر من مرتين مما كان عليه قبل الحرب، «الغلاء يزيد والناس خائفة من نقص الطعام».

وقال عدلي الغندور: «الأسعار ارتفعت بنسبة 80% حتى الآن، وإذا بقي المعبر مغلقا، فسترتفع الأسعار بنسبة 200%».

حول المتسوقين، كانت البسطات ممتلئة بالخضار والفاكهة وغيرهما من المنتجات التي دخلت القطاع وفق تفاهمات المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار التي بدأت في 19 يناير (كانون الثاني) وانتهت رسميا السبت، أول أيام رمضان.

وعرض التجار أيضا زينة رمضان من الفوانيس الصغيرة ولافتات كُتب عليها «رمضان كريم»، بينما كان باعة الحلوى يعدون القطائف.

ليس حلاً

قالت كارولين سوغان، منسقة الطوارئ لدى منظمة «أطباء بلا حدود» في غزة، إنه تم إرجاع الشاحنات التي كانت من المفترض أن تصل الأحد بحمولتها. وأضافت الإثنين «تمكنا من إدخال بعض الشاحنات خلال الأسابيع الستة من وقف إطلاق النار، لكن ذلك ليس حلاً دائماً» للوضع الإنساني في غزة.

على الرغم من تجديد جزء من مخزون المنظمة من المستلزمات الطبية، فإن إسرائيل لم تسمح بدخول مواد أساسية أخرى مثل المولدات ومعدات تحلية المياه لأنها تصنفها مواد «ثنائية الاستخدام» وقد تستفيد منها الفصائل الفلسطينية لصنع الأسلحة.

أضافت سوغان أن «المساعدات الإنسانية لا ينبغي أن تكون جزءا من مفاوضات وقف إطلاق النار بينما يحتاج سكان غزة إلى المساعدة».

وفي مدينة جباليا شمال القطاع، يعيش النازحون الذين عادوا فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في خيام نصبتها الجمعيات والمنظمات الخيرية على قطعة أرض أزيلت منها الأنقاض والركام، تحيط بها مبان دمرها القصف والغارات الجوية.

وقال القيادي في «حماس» أسامة حمدان، اليوم الاثنين، إن 15 منزلا متنقلا دخلت القطاع من أصل 65 ألفا كان يفترض دخولها خلال وقف إطلاق النار.

ولم ترد وكالة «كوغات» التابعة للحكومة الإسرائيلية والمسؤولة عن تنظيم تدفق المساعدات إلى غزة على استفسار «وكالة الصحافة الفرنسية» بهذا الشأن.

إحباط تام

سوغان أيضا قالت إنها لاحظت زيادة فورية في الأسعار في أسواق غزة، بما في ذلك البيض الذي ارتفع سعره بنسبة 150%.

لكن ما يزيد من صعوبة الأمر، وفق سوغان، هو أن وقف المساعدات يوجه ضربة مؤلمة للغزيين الذين «يشعرون بإحباط تام»، متحدثة عن زملائها في غزة الذين صمدوا طوال 15 شهرا من الحرب المدمرة. وقالت: «هم يخشون العودة إلى ما كانت عليه الحال في نوفمبر (تشرين الثاني) - ديسمبر (كانون الأول)... عندما كان يتعذر العثور على الخبز ولم يكن هناك أي لحوم في المدينة».

لكن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر اتهم «حماس» بتجميع المؤن، وقال إن الحركة لديها «ما يكفي من الطعام للتسبب بوباء السمنة... الإمدادات موجودة لكن (حماس) لا تشاركها مع الناس».

وصلت المفاوضات بين إسرائيل و«حماس» بشأن استمرار الهدنة إلى طريق مسدود في الأيام الأخيرة.

وتضغط إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، في حين تطالب «حماس» بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تنص على انسحاب إسرائيل من غزة وإنهاء الحرب.