بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

القيلولة تقلل من مخاطر أمراض القلب

يتباهى البعض من الناس بأنهم لا يضيعون أوقاتهم بأخذ غفوة من النوم الخفيف بعد وجبة الغداء أو بعد العصر، مقللين من أهميتها ومنافعها، بينما تشير معظم الدراسات التي أجريت بهذا الشأن إلى أن النوم أثناء النهار مثله مثل النوم أثناء الليل يساعد على تقوية الذاكرة وعلى استعادة النشاط والحيوية وتحسين المزاج، كما يقلل الشعور بالتعب ويؤدي إلى زيادة الاسترخاء، ثم زيادة اليقظة وتحسين المهارات الحركية والإدراك.
ووفقا للموقع الطبي يونيفاديس، فإن الأشخاص الذين يمضون غفوة (قيلولة) مرة أو مرتين أسبوعيا سوف يقل تعرضهم للخطر في حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي دراسة حديثة نُشرت في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي في مجلة القلب (HEART) قامت مجموعة من الباحثين بقيادة ماركوس فيدال بتقييم العلاقة بين وتيرة القيلولة ومتوسط مدة القيلولة مع الأحداث القلبية الوعائية القاتلة وغير القاتلة عند 3.462 شخصا في سويسرا من ضمن دراسة مجموعة كولوس (CoLaus cohort study).
وعند مراجعة الأبحاث السابقة التي كانت تبحث في تأثير القيلولة على مخاطر القلب والأوعية الدموية، لاحظ مؤلفو هذه الدراسة الأخيرة أن نتائج تلك الدراسات كانت متباينة، وأن الكثير منها قد فشلت في النظر في تكرار وتيرة القيلولة.
كان معظم المشاركين (58 في المائة) في الدراسة الجديدة لم يبلغوا عن أي قيلولة في السابق، بينما أبلغ 19 في المائة عن قيلولة واحدة أو اثنتين أسبوعيا، وأبلغ 12 في المائة منهم عن ثلاث إلى خمس مرات قيلولة، و11 في المائة لديهم من 6 إلى 7 مرات قيلولة أسبوعيا.
وخلال المتابعة التي كان متوسط مدتها 5.3 سنوات، وقعت 155 حالة من أمراض القلب والأوعية الدموية بين المشاركين تراوحت شدتها بين قاتلة وغير مميتة. في النموذج الخام، لاحظ الباحثون وجود علاقة منحنية بشكل حرف (J) بين تردد القيلولة وأحداث القلب والأوعية الدموية. أما في التحليل المعدّل، فقد كان لدى أولئك الذين يأخذون غفوة (قيلولة) من مرة إلى مرتين أسبوعياً خطر أقل بنسبة 48 في المائة من أحداث الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة مع الأشخاص الذين لا يأخذون القيلولة، ولم يتم العثور على أي ارتباط لطول فترات القيلولة أو لزيادة وتيرتها.
وخلص الباحثون إلى أن تردد القيلولة قد يساعد في تفسير النتائج المتناقضة فيما يتعلق بالارتباط بين أخذ القيلولة وأحداث القلب والأوعية الدموية.

فقدان الذاكرة الذاتي والإصابة بالخرف

يُصاب بالخرف dementia نحو عشرة ملايين شخص كل عام، منهم ستة ملايين شخص في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ويترتب على ذلك معاناة هائلة، ليصبح هذا الوضع بمثابة جرس إنذار لبذل اهتمام أكبر لهذا التحدي المتنامي وحصول جميع الأشخاص المتعايشين مع الخرف، أينما كانوا، على الرعاية اللازمة لهم، وفقا لتقرير من منظمة الصحة العالمية عام 2017، وتوقعت المنظمة أن يرتفع عدد الأشخاص المتعايشين مع الخرف إلى ثلاثة أمثاله بحلول عام 2050 من 50 مليون شخص إلى 152 مليون شخص.
ولتقييم مخاطر الخرف في المستقبل عند المرضى في أماكن الرعاية الصحية الأولية يجب على الأطباء اتباع نهج تدريجي في ذلك، بدءا بسؤال واحد. وفي دراسة تحليلية جديدة قام بها عدد من الأطباء شملت مجموعة من أفراد المجتمع البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 70 إلى 78 سنة وكان عددهم 3445 شخصا - قام الباحثون بعمل تقييم للعلاقة بين حدوث الإصابة بالخرف وكل من الردود والاستجابات على سؤال يطرح بشأن شكاوى الذاكرة الذاتية (SMC)، جنبا إلى جنب مع الدرجات المتحصلة من اختبار الحالة العقلية المصغرة (MMSE) لعنصر الاستدعاء المتأخر، واختبار الارتباط المرئي (VAT).
وعند متابعة المشاركين في الدراسة بعد مضي 6 سنوات، وجد الباحثون أن 7 في المائة من المشاركين في الدراسة أصيبوا بالخرف. كما وجدوا أن اختبار الارتباط المرئي (VAT) كان مرتبطا بالخرف بدرجة أعلى حيث كانت نسبة الخطورة (HR 3.19)، أما شكاوى الذاكرة الذاتية بمفردها فكانت مرتبطة بالخرف المستقبلي بنسبة خطورة (HR 3.01)، يليها اختبار الحالة العقلية المصغرة حيث كانت نسبة الخطورة (HR 2.14).
قال المؤلفون إنه بالنسبة لكبار السن الذين لديهم شكاوى من الذاكرة الذاتية، فإن إدارة علاج كل من الحالة العقلية المصغرة والمشاكل المرئية استطاعت أن تغيّر بشكل كبير النسب المئوية لحالات الخرف في المستقبل، حيث حققوا نجاحا نسبته 4 في المائة مع بعض الحالات ووصل إلى 30 في المائة مع أولئك الذين حصلوا على درجتين في التقييم.
وأوصى الباحثون ضمن توصيات هذه الدراسة التي نشرت في دورية طب الأسرة العدد 17 لعام 2019 (Ann Fam Med 2019;17)، بأن يبدأ فحص كبار السن بسؤال واحد عن فقدان الذاكرة الذاتي، يليه تقييم موجز للتأخر المعرفي ثم المشاكل المرئية.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».