إضراب في البلدات العربية بإسرائيل احتجاجاً على استفحال الجريمة

مسيرة حاشدة في بلدة مجد الكروم ضد الجريمة (أ.ف.ب)
مسيرة حاشدة في بلدة مجد الكروم ضد الجريمة (أ.ف.ب)
TT

إضراب في البلدات العربية بإسرائيل احتجاجاً على استفحال الجريمة

مسيرة حاشدة في بلدة مجد الكروم ضد الجريمة (أ.ف.ب)
مسيرة حاشدة في بلدة مجد الكروم ضد الجريمة (أ.ف.ب)

نفذت القرى والبلدات العربية في إسرائيل إضراباً عاماً، اليوم (الخميس)، كما شهدت بلدة مجد الكروم في الجليل مسيرة حاشدة احتجاجاً على تنامي الجريمة وأعمال العنف داخل المجتمع العربي في إسرائيل.
وأفادت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية في بلدة مجد الكروم بأن آلافاً تظاهروا في شوارعها، وأطلقوا هتافات تندد بتقاعس الشرطة الإسرائيلية عن مواجهة آفة العنف في البلدات العربية.
وتقدم النواب العرب التظاهرة التي ضمت آلاف الأشخاص الذين قدموا من مختلف البلدات العربية في إسرائيل، ورفعوا لافتة كبيرة كتب عليها «كفى لسفك الدماء».
وشهدت البلدة انتشاراً كبيراً للشرطة وشوهدت صهاريج خاصة برشّ المتظاهرين بالمياه، لكن لم يتم استخدامها.
وجاءت الدعوة إلى التظاهر والإضراب تلبية لدعوة من لجنة المتابعة العليا للبلدات العربية في ختام اجتماع طارئ، أمس (الأربعاء)، في مجد الكروم، بعد مقتل شابين وإصابة ثالث بجروح خطرة من أبناء هذه البلدة، الثلاثاء.
وقال رئيس لجنة المتابعة وعضو الكنيست السابق محمد بركة لوكالة الصحافة الفرنسية: «المفتاح الأساسي لردع العنف موجود مع الشرطة الإسرائيلية، وما لم يعاقب المجرم عندما يقوم بجريمته من أول مرة، فسيقوم بارتكابها مرة ثانية وثالثة». وأضاف: «نحن العرب لا نستطيع جمع الأسلحة التي تستخدم لارتكاب الجرائم»، ولفت إلى أن نسبة الجريمة بين العرب الإسرائيليين تبلغ ثلاثة أضعاف ما هي عليه لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت ربة المنزل سميحة شعبان (72 عاماً) التي كانت تشارك في المسيرة: «نريد ممارسة ضغوط على الحكومة لجمع السلاح غير المرخص». كما قال الطبيب شكري عوادة: «تعبر هذه التظاهرة عن حالة غضب وغليان في الشارع العربي بسبب غض النظر المقصود من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية عن العنف، لتفتيت المجتمع العربي».
من جهته، قال المسؤول في الشرطة الإسرائيلية في وحدة الكشف عن الجريمة المنظمة ليئون هرش، للإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية: «99 في المائة من المجتمع العربي ليس لهم علاقة بالجريمة، رغم أن نسبة الجريمة في أوساط العرب أعلى منها في المجتمع الإسرائيلي». وأوضح أنه «توجد سبع منظمات إجرامية في المجتمع العربي تابعة لعائلات»، رافضاً تسميتها، مع أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرتها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.