روحاني يدعو المسلمين إلى توحيد الصفوف

الرئيس الإيراني يفتتح مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران

روحاني يتوسط مفتي سوريا أحمد حسون (يمين) وآية الله آراكيى أثناء صلاة الجمعة في طهران أمس (أ.ب)
روحاني يتوسط مفتي سوريا أحمد حسون (يمين) وآية الله آراكيى أثناء صلاة الجمعة في طهران أمس (أ.ب)
TT

روحاني يدعو المسلمين إلى توحيد الصفوف

روحاني يتوسط مفتي سوريا أحمد حسون (يمين) وآية الله آراكيى أثناء صلاة الجمعة في طهران أمس (أ.ب)
روحاني يتوسط مفتي سوريا أحمد حسون (يمين) وآية الله آراكيى أثناء صلاة الجمعة في طهران أمس (أ.ب)

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني المسلمين، أمس، إلى الوحدة وتوحيد الصفوف، وقال: «لقد استغل البعض عنوان الجهاد، وقاموا بتشويه صورة الجهاد، بسبب جهلهم بالثقافة الإسلامية، وحقيقة الدين». وقال روحاني، خلال كلمة افتتاحية لمؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران: «يسعى أعداء الإسلام إلى بث الفرقة، والخلاف، والصراع، والتصدع بين المسلمين، والترويج لـ(إسلاموفوبيا) في العالم، لمنع تحقيق دعوة الرسول الأكرم للوحدة».
وأضاف: «تقوم بعض الجماعات التي تجهل الثقافة الإسلامية، وحقيقة الدين، والأخلاقيات الإسلامية إلى تشويه صورة الإسلام باسم الجهاد، وتبث الفرقة بين المسلمين». وتابع الرئيس الإيراني أن «معظم القوى العالمية تسعى إلى الهيمنة على مصادر الطاقة النفطية للمسلمين»، وزاد قائلا: «يهدف هؤلاء إلى تبرير الوجود العسكري، والهيمنة الثقافية لهم، ويسعون لتعزيز أهدافهم المشؤومة، وترويج (إسلاموفوبيا) لدى الرأي العام العالمي لأجل هيمنة إسرائيل على المنطقة».
وعدّ أن «العالم الإسلامي في الوقت الحاضر بحاجة إلى بذل جهود شاملة لإزالة التصدعات. ويسعى أعداء الإسلام إلى تحقيق هدفين؛ بث النزاع والخلاف بين المسلمين وتعزيزه في الأمة الإسلامية، وترويج (إسلاموفوبيا) في أنحاء العالم».
وقال روحاني إن إحدى السياسات التي ستعتمدها الحكومة اعتماد مشاريع لمواجهة الـ«إسلاموفوبيا»، وأضاف: «عدت دعايات غير سلمية خلال العقود الماضية أن الإسلام، والمدرسة الإسلامية، دين العنف والتطرف. تتصدر إيران، بوصفها دولة إسلامية، الدول المناهضة للعنف والتطرف، إذ قام رئيس الجمهورية بتقديم مشروع لمواجهة العنف والتطرف في الجلسة العمومية للأمم المتحدة، وجرت المصادقة عليه في غضون أشهر».
وصادقت الأمم المتحدة على مشروع القرار الإيراني حول «مكافحة العالم للعنف والتطرف» في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2013. وحظي المشروع بموافقة 190 عضوا.
وأضاف روحاني أن «الدول التي روجت أن إيران والمسلمين يعتمدون العنف والتطرف، اضطرت في النهاية أن تصادق على المشروع. وكان هذا المشروع الخطوة الأولى في مواجهة الـ(إسلاموفوبيا)، التي روج لها أعداء الإسلام لفترات مديدة». وأردف أن «العالم الإسلامي بحاجة ماسة إلى اعتماد سياسة الحوار، والتعامل، في سوريا، ولبنان، ومصر، والعراق، وأفغانستان، والبحرين، وليبيا، ودول أخرى».
وأكد روحاني على ضرورة «بذل الجهود لحقن الدماء في الأمة الإسلامية، فالدماء التي تسيل هي لأسباب واهية»، وزاد قائلا: «إن الذين يتذرعون بالتكفير لبث الفرقة بين الشيعة والسنّة، هم أعداء الإسلام، فالقرآن يوحد بين المسلمين».



«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير انتحاري أودى بحياة وزير اللاجئين الأفغاني في مكتبه في كابل، بحسب ما ذكر موقع «سايت»، اليوم (الأربعاء).

وقُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، اليوم، من جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح من جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.