تيرون مينغز: أدائي تطور لأنني ألعب من أجل الاستمتاع بكرة القدم

مدافع أستون فيلا يأمل في أن يكون انضمامه لمنتخب إنجلترا بداية مسيرة مكللة بالنجاح

مينغز مع مجموعة من صغار الناشئين بالأكاديمية التي افتتحها في برمنغهام
مينغز مع مجموعة من صغار الناشئين بالأكاديمية التي افتتحها في برمنغهام
TT

تيرون مينغز: أدائي تطور لأنني ألعب من أجل الاستمتاع بكرة القدم

مينغز مع مجموعة من صغار الناشئين بالأكاديمية التي افتتحها في برمنغهام
مينغز مع مجموعة من صغار الناشئين بالأكاديمية التي افتتحها في برمنغهام

كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة والنصف مساء، وكان مدافع أستون فيلا؛ تيرون مينغز يشاهد مباراة في أكاديمية الناشئين التي يمتلكها في برمنغهام، بين فريقين من اللاعبين الشباب يضم كل منهما 5 لاعبين، وكان من بينهم لاعب يرتدي قميص نجم توتنهام هاري كين. لكن كين الصغير كان ضئيلاً في الحجم للدرجة التي تجعله قادراً على المرور من بين قدمَي مينغز، الذي قال ضاحكاً: «إنه شيء لا يصدق، أليس كذلك؟ لكنه على الأقل يمكنه أن يرتدي قميص مينغز!».
يقول مينغز عن ذلك: «يمكنك أن ترى بعض اللاعبين الشباب يركضون هنا وهم يرتدون قميص كين. وأنا شخصياً أعشق هاري كين، ولم أكن أصدق نفسي وأن موجود معه في صفوف المنتخب الإنجليزي في الآونة الأخيرة. لكنني كنت مع هؤلاء اللاعبين الكبار في غرفة خلع ملابس المنتخب الإنجليزي بعد إحدى المباريات الدولية، وكنت أتدرب معهم طوال الأسبوع وأتنافس معهم وأتعلم منهم، وهو أمر لا يصدق».
وقد التقيت مينغز قبل 5 سنوات عندما كان يلعب مع نادي إبسويتش تاون في دوري الدرجة الأولى، وكان يقدم أداء جيداً جعله محط أنظار كثير من الأندية الأخرى في ذلك الوقت. ورغم أن حياته قد تغيرت كثيراً منذ ذلك الحين، فإن شخصيته لم تتغير على الإطلاق، وهي الشخصية البسيطة التي جعلته يلعب كرة القدم لنحو ساعة مع 36 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و16 عاماً على ملاعب صناعية في «نيتشيلز»، على بُعد أقل من بضعة أميال من ملعب «فيلا بارك» الذي يحتضن مباريات أستون فيلا. وكان من الرائع أن ترى مينغز بطوله الفارع، الذي يصل إلى 1.91 متر، وابتسامته العريضة وهو يلعب مع هؤلاء الأطفال الصغار.
يقول مينغز بكل فخر واعتزاز: «كل ما حدث في أكاديمية الناشئين حتى الآن كان من أفكاري. إنني أريد دائماً أن أرد الدين. وكانت الرسالة التي أردنا إرسالها من خلال إنشاء أكاديمية الناشئين هي أننا لا نحاول إبعاد الناس عما يفعلونه حالياً مع أنديتهم، لكننا نريد أن نمنح الأطفال الخبرات التي شعرت بأنها كانت مفيدة للغاية بالنسبة لي عندما كنت صغيراً، وإظهار أن تطوري في هذه اللعبة قد جاء من خلال استمتاعي بكرة القدم وعدم الشعور بالقلق فيما يتعلق بالنتيجة النهائية».
ويستعين مينغز بمديرين فنيين حاصلين على رخصة التدريب الأولى للعمل في أكاديمية الناشئين في بريستول، وفي برمنغهام حالياً، ويدفع كل طفل 6 جنيهات إسترلينية فقط في الحصة التدريبية، وهو ما يعني أن مينغز لا يمكنه جني أي أموال من هذا المشروع. يقول مينغز: «على العكس، فأنا أدفع كثيراً من الأموال للإنفاق على هذا المشروع». ويضيف: «نود أن يكون لدينا مدربون أكثر مما نحتاج، حتى يمكن إضفاء العنصر البشري بصورة أكبر على التدريب. المدربون الذين يديرون الحصص التدريبية مؤهلون على أعلى مستوى. صحيح أنهم يحصلون على كثير من الأموال، لكن هذا كان خيارنا منذ البداية. لو كان لدينا مديرون فنيون سيئيون، فإن ذلك كان سيكون بمثابة انعكاس لي ولما نعتقد أنه يمكننا أن نقدمه للأطفال».
وهناك حالة من الجدل بشأن ما إذا كان يتعين على الأطفال الصغار أن يلعبوا كرة القدم في بيئة ليست بها ضغوط مثل الأكاديميات التي أنشأها مينغز، أم الالتحاق بالأندية المحترفة. وكان نادي ساوثهامبتون قد تخلى عن خدمات مينغز وهو في الخامسة عشرة من عمره، وبقدر ما كان يتمتع به نتيجة وجوده في ناد محترف في ذلك الوقت، فإنه يرى الأمور بشكل مختلف بعض الشيء الآن، حيث يقول: «أعتقد أنني ضيعت كثيراً من التجارب الجيدة - ربما تجارب لا تقدر بثمن – وهي التجارب التي تتمثل في اللعب مع أصدقائي عندما كنت صغيراً. لقد انضممت إلى أكاديمية الناشئين منذ أن كنت في الثامنة من عمري، ولم أستطع اللعب مع فريق بلدتي الصغيرة آنذاك».
وأضاف: «بالنسبة للوالدين، كان من الصعب أن يرفضا انضمام نجلهما لأكاديمية الناشئين بأحد الأندية المحترفة. إذا كنت تريد أن يكون طفلك لاعب كرة قدم، فمن الصعب للغاية معرفة ما إذا كنت ستحصل على هذه الفرصة مرة أخرى أم لا. لكن بعد معرفة ما أعرفه الآن، أعتقد أنه كان يتعين على ألا أنضم لأكاديمية الناشئين بأحد الأندية المحترفة لأطول فترة ممكنة. والمشكلة الآن أن الأطفال لن يكونوا بعيدين عن رادار الأندية المحترفة بعد الآن، لأن هناك كثيراً من الكشافة على مستوى القاعدة الشعبية. وعلاوة على ذلك، إذا قامت أكاديمية الناشئين بالأندية المحترفة بالاستغناء عن خدمات الطفل، فإن هذا الطفل يتأثر كثيراً ولا يمكنه العودة للعب كرة القدم على هذا المستوى مرة أخرى».
لكن مينغز يعد استثناء لهذه القاعدة، ليس فقط لأنه استطاع العودة بكل قوة مرة أخرى بعدما استغنى عنه نادي ساوثهامبتون، ولكن لأنه نجح في الوصول إلى القمة. وكان استدعاء مينغز لصفوف المنتخب الإنجليزي لحظة مهمة للغاية في مسيرته الكروية، ويقول عن ذلك: «أتذكر الذهاب إلى العشاء والجلوس حول المائدة للمرة الأولى وأنا أقول لنفسي: ما الذي يحدث بالضبط؟ لقد شعرت بالجنون لكوني جالساً هنا مع هؤلاء الأشخاص الذين أراهم على قمة كرة القدم الإنجليزية، واللاعبين الذين فازوا للتو بلقب دوري أبطال أوروبا، والذين فازوا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، والذين لعبوا في الدور نصف النهائي لكأس العالم. إن ما حدث يعد ضرباً من الجنون في حقيقة الأمر».
ويضيف: «لقد أجريت محادثة قصيرة وجيدة مع المدير الفني، وكانت ملاحظاته إيجابية. لقد شعرت كأنني قدمت نفسي بشكل جيد داخل معسكر الفريق. ولسوء الحظ، لم أشارك في أي دقيقة مع المنتخب الإنجليزي حتى الآن، لكنني سأكون في مستوى أفضل عندما أشارك يوماً ما لأنني سأكون قد اكتسبت مزيداً من الخبرات». ويتابع: «...وحتى عندما أعود إلى أستون فيلا، فقد أخبرت المدير الفني للمنتخب الإنجليزي بأن انضمامي لقائمة منتخب بلادي قد أشعل الحماس بداخلي بشكل لم أكن أعرفه من قبل. لقد تحقق الحلم الذي كان يراودني في بعض الأحيان. لذا فإن الانضمام للمنتخب الإنجليزي قد أعادني إلى أستون فيلا، ولدي رغبة أكبر على تقديم مستويات أفضل».
ومن الواضح أن مينغز يشعر بالاستقرار الآن بعد انضمامه لأستون فيلا بشكل نهائي من بورنموث «الذي لم يشعر مطلقاً بأنه جزء من الفريق»، على حد قوله. ويشير مينغز إلى أنه يلعب بحرية كبيرة في أستون فيلا، ويعزى ذلك جزئياً إلى الثقة الكبيرة في قدراته من جانب المدير الفني للفريق دين سميث، وإلى العلاقة الممتازة بينه وبين جمهور النادي.
ويعد مينغز معشوق الجماهير في النادي الآن، خصوصاً بين الفئة الأصغر سناً. ويقول عن ذلك: «إنه شيء يجعلني أشعر بالفخر، لكنني لا أرى نفسي على النحو الذي يراني به هؤلاء الأطفال، وأرى أن هذا شيء جيد. لا يزال لديّ مجموعة الأصدقاء نفسها من أيام المدرسة، وما زلت أتحلى بالتواضع الشديد. ورغم أنه من الجيد حقاً أن نرى هؤلاء الأطفال ينظرون إليّ على أنني مثل أعلى، فإنه يتعين عليهم أن يدركوا أنني شخص عادي تماماً».


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.