مقتل 3 من موظّفي حقل نفطي بهجوم في دير الزور

TT

مقتل 3 من موظّفي حقل نفطي بهجوم في دير الزور

قتل 3 موظّفين في هجوم بقنبلة قرب حقل العمر النفطي الذي تسيطر عليه قوات كردية في شرق سوريا الثلاثاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويخضع حقل العمر لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن والتي انخرطت في معارك ضد تنظيم «داعش» وتستخدم القوات المكونة من تحالف عربي - كردي جزءاً من الحقل قاعدة عسكرية لها، بينما تم استئناف عمليات الإنتاج في جزء آخر.
واستهدف الانفجار قوات سوريا الديمقراطية، لكنه أصاب حافلة كانت تقل موظفين يعملون في الحقل، وفق ما أفاد به مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة الصحافة الفرنسية.
وتم الهجوم عندما «انفجرت عبوة ناسفة صباح الثلاثاء بعد مرور رتل تابع لقوات سوريا الديمقراطية على طريق حقل العمر النفطي»، لكن الانفجار وقع لدى مرور حافلة العمال ما أدى إلى مقتل 3 موظفين.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم في المنطقة التي كثيراً ما تشهد استهداف عناصر قوات سوريا الديمقراطية من قبل تنظيم «داعش».
ويقع حقل العمر في محافظة دير الزور، حيث توجد قرية الباغوز التي كانت في قبضة تنظيم «داعش» قبل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها في مارس (آذار) بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
ورغم ذلك، لا يزال التنظيم حاضراً من خلال مقاتلين و«خلايا نائمة» في عدد من المناطق السورية، حيث يشن عناصره بين الحين والآخر هجمات تستهدف بشكل خاص مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية. وتمت هزيمة «داعش» الذي سيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق منذ عام 2014.
وقبل تدميره بضربات التحالف الجوية في 2015، كان حقل العمر النفطي يؤمّن للتنظيم إبان سيطرته عليه عائدات تقدّر قيمتها بما بين 1.7 و5.1 مليون دولار شهرياً، وفقاً للتحالف الدولي.
واستؤنفت عمليات استخراج النفط في الحقل بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليه أواخر 2017، بحسب المرصد.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».