فنان سعودي يصنع جاذبية للحروف العربية في جنيف

ضمن معرض نظمته «اليونيسكو» بقصر الأمم المتحدة

معرض الفنان التشكيلي السعودي عثمان الخزيم الذي يحمل عنوان «حروف من دون كلمات»... ويلبي رغبات عدد من زوار معرضه بكتابة أسمائهم بالعربية
معرض الفنان التشكيلي السعودي عثمان الخزيم الذي يحمل عنوان «حروف من دون كلمات»... ويلبي رغبات عدد من زوار معرضه بكتابة أسمائهم بالعربية
TT

فنان سعودي يصنع جاذبية للحروف العربية في جنيف

معرض الفنان التشكيلي السعودي عثمان الخزيم الذي يحمل عنوان «حروف من دون كلمات»... ويلبي رغبات عدد من زوار معرضه بكتابة أسمائهم بالعربية
معرض الفنان التشكيلي السعودي عثمان الخزيم الذي يحمل عنوان «حروف من دون كلمات»... ويلبي رغبات عدد من زوار معرضه بكتابة أسمائهم بالعربية

جذبت لوحات الخط العربي، عدداً من الأوروبيين، في معرض الفنان التشكيلي السعودي عثمان الخزيم، الذي يقام في قصر الأمم المتحدة في جنيف.
المعرض يحمل عنوان «حروف من دون كلمات»، ويضم مجموعة من 30 لوحة تتكون من الحروف العربية مكتوبة بألوان وأساليب متعددة، وأُقيم من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) برعاية وزارة الخارجية السعودية.
زوار المعرض من الأوروبيين، استوقفتهم جمالية اللوحات المعروضة، بالإضافة إلى الطريقة التي يقوم بها الفنان السعودي بكتابة الأسماء والكلمات، باستخدام أسلوب بسيط بأحبار وألوان (أكريلك) على طريقته الخاصة في الرسم، التي تتسم دائماً بمحاورة لفن الخط العربي كما يذكر. وحرص الخزيم على كتابة أسماء الزوار، ناثراً حروف الإنسانية والحب والفن، في تواصل ورسالة ود للعالم الغربي.
تقول الآيرلندية تشيلا التي تعمل في المنظمة الآيرلندية للتجارة، إنها أعجبت بطريقة كتابة الخط العربي، وبالمهارة وسلاسة الأداء التي يؤديها الخزيم، رغم أنها، بالطبع، لا تفهم الكلمات، مضيفة: «أنا محبة للفنون التشكيلية عموماً، وشدتني اليوم الكلمات العربية، خصوصاً أن الفنان السعودي قدم لي مشكوراً اسمي بالعربي».
أما السويسرية فونسين، التي تعمل في منظمة التجارة العالمية، فقالت إنه لفت انتباهها تجمع بعض الزوار حول الفنان، وحين اقترابها شدها منظر «اللوحات التشكيلية وألوانها المتداخلة، التي دمجت بعدد من الكلمات العربية، لتشكل منظراً جمالياً بديعاً».
وأضافت: «الفنان السعودي يبادر بكرم، بكتابة أسماء الزوار على هواتفهم، أو في أوراق خاصة، كمشاعر جميلة لها وقعها الإيجابي على الحضور». وترى البريطانية كرستينا أنجن، التي تعمل لدى الأمم المتحدة، أن من لديه ميول للفن، حتماً، سيتوقف أمام اللوحات والأداء الذي يقدمه الفنان السعودي، بمهارة واضحة.
الخزيم له باع طويل مع الفن، واطلع على أعماله عدد من الساسة والمشاهير على مستوى العالم، منهم الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، والفنان الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن، وغيرهم من الشخصيات التي زارت المعارض التي اعتاد الخزيم تنظيمها تزامناً مع المناسبات الاحتفالية السعودية في الخارج، مثل اليوم الوطني، وأيضاً المناسبات العالمية.
الخزيم يرى أن «الخط العربي هو أحد الفنون الجاذبة للأوروبيين والغرب بشكل عام، وعلاقتهم مع جمالية الخطة أكثر من فهم للمعنى». ويؤكد الخزيم أن الوسط الفني عموماً، والتشكيلي، يشهد حراكاً كبيراً في السعودية في ظل التوجه نحو ذلك، مضيفاً أن إنشاء وزارة الثقافة التي تهتم الفن والفنانين، بدعم كبير من قبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، أحد الأدلة الواضحة على الحراك الفني في السعودية.



هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
TT

هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)

تحمس وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو الذي تولى حقيبة الثقافة قبل 6 أشهر، لعقد «يوم الثقافة» بُغية تكريم المبدعين في مختلف مجالات الإبداع، من منطلق أن «التكريم يعكس إحساساً بالتقدير وشعوراً بالامتنان»، لكن كثرة عدد المكرمين وبعض الأسماء أثارت تساؤلات حول مدى أحقية البعض في التكريم، وسقوط الاحتفالية الجديدة في فخ «التكريمات غير المستحقة».

وأقيم الاحتفال الأربعاء برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقدمه الفنان فتحي عبد الوهاب، وكان الوزير قد عهد إلى جهات ثقافية ونقابات فنية باختيار من يستحق التكريم من الأحياء، كما كرم أيضاً الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا العام الماضي، وقد ازدحم بهم وبذويهم المسرح الكبير في دار الأوبرا.

ورأى فنانون من بينهم يحيى الفخراني أن «الاحتفالية تمثل عودة للاهتمام بالرموز الثقافية»، وأضاف الفخراني خلال تكريمه بدار الأوبرا المصرية: «سعادتي غير عادية اليوم».

الفنان يحيى الفخراني يلقي كلمة عقب تكريمه في يوم الثقافة المصري (وزارة الثقافة المصرية)

وشهد الاحتفال تكريم عدد كبير من الفنانين والأدباء والمثقفين على غرار يحيى الفخراني، والروائي إبراهيم عبد المجيد، والمايسترو ناير ناجي، والشاعر سامح محجوب، والدكتور أحمد درويش، والمخرجين هاني خليفة، ومروان حامد، والسينارست عبد الرحيم كمال، والفنان محمد منير الذي تغيب عن الحضور لظروف صحية، وتوجه الوزير لزيارته في منزله عقب انتهاء الحفل قائلاً له إن «مصر كلها تشكرك على فنك وإبداعك».

كما تم تكريم المبدعين الذين رحلوا عن عالمنا، وقد بلغ عددهم 35 فناناً ومثقفاً، من بينهم مصطفى فهمي، وحسن يوسف، ونبيل الحلفاوي، والملحن حلمي بكر، وشيرين سيف النصر، وصلاح السعدني، وعاطف بشاي، والفنان التشكيلي حلمي التوني، والملحن محمد رحيم، والمطرب أحمد عدوية.

وزير الثقافة يرحب بحفيد وابنة السينارست الراحل بشير الديك (وزارة الثقافة المصرية)

وانتقد الكاتب والناقد المصري طارق الشناوي تكريم نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «حتى لو اختاره مجلس النقابة كان عليه أن ينأى بنفسه عن ذلك»، مشيراً إلى أن الاختيارات جاءت على عُجالة، ولم يتم وضع خطوط عريضة لمواصفات المكرمين، كما أنه لا يجوز أن يُرشح نقيب الموسيقيين ورئيس اتحاد الكتّاب نفسيهما للتكريم، وأنه كان على الوزير أن يتدخل «ما دام أن هناك خطأ». لكن الشناوي، أحد أعضاء لجنة الاختيار، يلفت إلى أهمية هذا الاحتفال الذي عدّه «عودة حميدة للاهتمام بالإبداع والمبدعين»، مشدداً على أهمية «إتاحة الوقت للترتيب له، وتحديد من يحصل على الجوائز، واختيار تاريخ له دلالة لهذا الاحتفال السنوي، كذكرى ميلاد فنان أو مثقف كبير، أو حدث ثقافي مهم»، ضارباً المثل بـ«اختيار الرئيس السادات 8 أكتوبر (تشرين الأول) لإقامة عيد الفن ليعكس أهمية دور الفن في نصر أكتوبر».

الوزير ذهب ليكرم محمد منير في بيته (وزارة الثقافة المصرية)

ووفق الكاتبة الصحافية أنس الوجود رضوان، عضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، فإن «الاحتفال حقق حالة جميلة تنطوي على بهجة وحراك ثقافي؛ ما يمثل عيداً شاملاً للثقافة بفروعها المتعددة»، متطلعة لإضافة «تكريم مبدعي الأقاليم في العام المقبل».

وتؤكد رضوان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تكريم نقيب الموسيقيين لا تُحاسب عليه وزارة الثقافة؛ لأنه اختيار مجلس نقابته، وهي مسؤولة عن اختياراتها».

ورداً على اعتراض البعض على تكريم اسم أحمد عدوية، تؤكد أن «عدوية يُعد حالة فنية في الغناء الشعبي المصري وله جمهور، فلماذا نقلل من عطائه؟!».

ولفتت الناقدة ماجدة موريس إلى أهمية وجود لجنة تختص بالترتيب الجيد لهذا اليوم المهم للثقافة المصرية، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنه من الطبيعي أن تكون هناك لجنة مختصة لمراجعة الأسماء والتأكد من جدارتها بالتكريم، ووضع معايير محددة لتلك الاختيارات، قائلة: «لقد اعتاد البعض على المجاملة في اختياراته، وهذا لا يجوز في احتفال الثقافة المصرية، كما أن العدد الكبير للمكرمين يفقد التكريم قدراً من أهميته، ومن المهم أن يتم التنسيق له بشكل مختلف في دورته المقبلة بتشكيل لجنة تعمل على مدى العام وترصد الأسماء المستحقة التي لعبت دوراً أصيلاً في تأكيد الهوية المصرية».

المخرج مروان حامد يتسلم تكريمه من وزير الثقافة (وزارة الثقافة المصرية)

وتعليقاً على ما أثير بشأن انتقاد تكريم المطرب الشعبي أحمد عدوية، قال الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، على «فيسبوك»، إن «أحمد عدوية ظاهرة غنائية غيرت في نمط الأغنية الذي ظل سائداً في مصر منذ الخمسينات حتى بداية السبعينات»، معتبراً تكريم وزير الثقافة له «اعترافاً بالفنون الجماهيرية التي يطرب لها الناس حتى ولو كانت فاقدة للمعايير الموسيقية السائدة».