أرباح «المغربي للتجارة الخارجية» ترتفع 4 %

TT

أرباح «المغربي للتجارة الخارجية» ترتفع 4 %

ارتفعت الأرباح الصافية (حصة المجموعة) للبنك المغربي للتجارة الخارجية بنسبة 4 في المائة خلال النصف الأول من العام، وبلغت 1.17 مليار درهم (124 مليون دولار).
واعتبر عثمان بنجلون، رئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية، أن هذه الزيادة تؤشر على معاودة نمو نتائج البنك بعد الركود الذي عرفته خلال العام الماضي في سياق الإكراهات الجديدة التي عرفها النظام البنكي المغربي نتيجة تشديد الإطار القانوني للبنوك العام الماضي مع دخول القواعد الاحترازية الجديدة حيز التنفيذ.
وقال بنجلون، خلال لقاء صحافي أمس بمقر المجموعة بالدار البيضاء: «نحن واثقون من أننا سنواصل هذا النمو القوي حتى نهاية العام؛ خصوصاً مع التعزيز الذي عرفه تنفيذ برنامج تحول المجموعة، والذي سيشمل النجاعة التجارية والتشغيلية، وإعادة تشكيل النشاط الدولي، وتدبير المخاطر، والتحصيل وإدارة الموارد البشرية».
وأعلن بنجلون إتمام زيادتين في رأسمال المجموعة خلال النصف الأول من العام، تعلقت الأولى بزيادة عبر إدماج الأرباح ومساهمات نقدية من طرف المساهمين بقيمة 1.7 مليار درهم (179 مليون دولار)، والثانية بإبرام شراكة رأسمالية مع مجموعة كومنويلث التنموية البريطانية، والتي ستساهم بقيمة ملياري درهم (210.5 مليون دولار) في رأسمال البنك المغربي للتجارة الخارجية عن طريق الزيادة في الرأسمال وإصدار أسهم جديدة يخصص الاكتتاب فيها للمجموعة البريطانية. وقال بنجلون: «لقد صادقت الجمعية العمومية الاستثنائية المنعقد في 4 سبتمبر (أيلول) على هذه الزيادة، ونترقب صدور تأشيرة الهيئة المغربية لسوق الرساميل على هذه العملية خلال الأيام القليلة المقبلة».
واعتبر بنجلون المرحلة التاريخية التي يمر منها البنك المغربي للتجارة الخارجية مرحلة تاريخية، مشيرا إلى أن البنك احتفل نهاية الشهر الماضي بمرور 60 سنة على تأسيسه غداة استقلال المغرب في 31 أغسطس (آب) 1959، وهي نفس السنة التي عرفت إحداث العملة المغربية وتأسيس بنك المغرب المركزي، وصندوق الإيداع والتدبير. كما أشار إلى أن الشركة الملكية الوطنية للتأمين، التي تعد المساهم المرجعي في البنك المغربي للتجارة الخارجية، تحتفل بدورها بمرور 70 سنة على تأسيسها في سنة 1949، خلال فترة الحماية الفرنسية بالمغرب.
وأشار إلى أن البنك المغربي للتجارة الخارجية يستعد لإعلان هويته الجديدة: «بنك أوف أفريكا». وفي سياق ذلك، أعلن بنجلون عن قرب اكتمال البرج الجديد الذي سيضم المقر الاجتماعي للبنك بالرباط، وسيحمل اسم برج محمد السادس، ويضم 55 طابقا على علو 255 مترا، ليكون بذلك أعلى برج في أفريقيا.



تحسن نشاط القطاع الخاص اللبناني بعد وقف إطلاق النار

رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)
رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)
TT

تحسن نشاط القطاع الخاص اللبناني بعد وقف إطلاق النار

رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)
رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)

سجّل مؤشر مديري المشتريات الرئيسي الصادر عن بنك «لبنان والمهجر» التابع لـ«ستاندرد آند بورز» ارتفاعاً ملحوظاً في ديسمبر (كانون الأول) 2024، مسجلاً 48.8 نقطة، مما يعكس تحسناً واضحاً في الأوضاع الاقتصادية اللبنانية بعد انخفاض مؤشرات الإنتاج، والطلبيات الجديدة، وطلبيات التصدير في الشهر السابق.

كما شهدت الشركات اللبنانية تحسناً كبيراً في مستويات الثقة بمستقبل الأعمال إلى مستويات قياسية بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأظهرت المؤشرات الفرعية للمؤشر خلال الشهر الأخير من العام ارتفاعاً كبيراً، لا سيما في مؤشر الإنتاج المستقبلي. وقدمت الشركات المشاركة في المسح توقعات كانت الأكثر إيجابية في تاريخ المسح بشأن النشاط التجاري، مشيرةً إلى انتعاش النشاط التجاري خلال الاثني عشر شهراً المقبلة مدعومةً بوقف إطلاق النار.

في الوقت نفسه، أظهر المسح انخفاضاً في معدلات الانكماش في مؤشرات الإنتاج، والطلبيات الجديدة، وطلبيات التصدير الجديدة، مما يعكس تحسناً جزئياً في بعض القطاعات الفرعية في الاقتصاد اللبناني. كما استقر مؤشر التوظيف بشكل عام، ولم تسجل مستويات المخزون أي تغييرات ملحوظة.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات للشهر الثاني على التوالي من 48.1 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر بواقع 48.8 نقطة في ديسمبر 2024. ومثَّلت هذه القراءة تعافياً لقراءة المؤشر من أدنى مستوى له في أربعة وأربعين شهراً في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، وأشارت إلى أدنى تدهور في النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني منذ أبريل (نيسان) 2024.

وأشارت بيانات المسح إلى انخفاض مستوى النشاط التجاري في شركات القطاع الخاص اللبناني، رغم أن معدل الانخفاض تراجع إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2024. وتماشياً مع ذلك، سجل إجمالي الطلبيات الجديدة الانخفاض الأدنى في تسعة أشهر في الشهر الأخير من السنة. وفي كلتا الحالتين، تعد قراءتا هذين المؤشرين أعلى مما كانت عليه في أكتوبر من العام الماضي، بعد تصاعد الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل.

وتراجع معدل الانخفاض في طلبيات التصدير الجديدة بشكل حاد خلال فترة المسح الأخيرة، وكان معدل الانكماش الأدنى في عشرة أشهر. وأشار ذلك إلى انخفاض ملحوظ في معدل انكماش الأعمال الواردة من العملاء الدوليين.

وفي ضوء مؤشرات على تعافي ظروف المبيعات، قلَّصت شركات القطاع الخاص اللبناني من أنشطتها الشرائية بدرجة طفيفة في ديسمبر. وفي الواقع، لم يطرأ أي تغيير على مخزونات مستلزمات الإنتاج، مشيرةً إلى استقرار مستويات المخزون. وأشارت الأدلة المنقولة إلى تحسين بعض الشركات لمخزونها لتلبية الطلب المرتفع.

وشهدت أوضاع التوظيف في لبنان استقراراً خلال فترة المسح الأخيرة نظراً لعدم تسجيل أي تغيير في أعداد موظفي شركات القطاع الخاص اللبناني في ديسمبر. وفي المقابل، حافظت تكاليف الموظفين التي تتحملها الشركات اللبنانية على ثباتها. ورغم ذلك، أشارت البيانات الأخيرة إلى أن الضغوط على التكاليف كانت ناتجة عن ارتفاع أسعار الشراء. وأشار أعضاء اللجنة إلى زيادة أتعاب الموردين. ومع ذلك، كان معدل ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الأدنى في ثلاثة أشهر.

ورفعت شركات القطاع الخاص اللبناني أسعار سلعها وخدماتها سعياً إلى تمرير أعباء النفقات التشغيلية المرتفعة إلى عملائها. وبما يتماشى مع اتجاه أسعار مستلزمات الإنتاج، تراجع معدل تضخم أسعار مستلزمات الإنتاج إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر.

وتعليقاً على نتائج مؤشر مديري المشتريات، قال حلمي مراد، محلل البحوث في بنك «لبنان والمهجر»: «من المثير للاهتمام أن الشركات المشاركة في المسح قدمت توقعات إيجابية بشأن النشاط التجاري خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، حيث سجل مؤشر الإنتاج المستقبلي أعلى قراءة بواقع 61.8 نقطة. وربطت الشركات التوقعات الإيجابية باتفاق وقف إطلاق النار بين (حزب الله) وإسرائيل، فيما كانت الآمال أن الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 9 يناير (كانون الثاني) 2025 ستسفر عن اختيار رئيس جمهورية جديد أحد العوامل التي ساهمت في تقديم التوقعات الإيجابية».

وأضاف: «نأمل أن يتبع ذلك تشكيل حكومة جديدة لتنفيذ الإصلاحات الضرورية لجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية. ومن المشجع أيضاً أن تقرير البنك الدولي الأخير كشف عن أن خسائر النشاط الاقتصادي بسبب الحرب في لبنان، التي بلغت 4.2 مليار دولار، كانت أدنى من الخسائر المتوقعة سابقاً».