تستفيق مدينة الصنمين شمال درعا بين الحين والآخر على وقع اشتباكات وتوتر أمني وقلق بين المدنيين من مصير المدينة المجهول والأنباء المتضاربة عن نية اقتحامها من قبل قوات النظام السوري، بعد هجمات عدة تعرضت لها مواقع قوات النظام في المدينة، وراح ضحيتها عدد من عناصر قوات النظام، بعد أن أبرمت فصائل المعارضة في المدينة اتفاق التسوية منذ أكثر من عام.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المدينة شهدت فجر يوم الجمعة الماضي 27 سبتمبر (أيلول) 2019 اشتباكات، وإن المواجهات اندلعت بين مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «ثوار الصنمين» واللجان الشعبية التابعة لقوات النظام السوري في المدينة، واستهدفت حواجز تابعة للجان الشعبية في المدينة على طريق بلدة قيطة، وحاجز السوق في المدينة، ومبنى المجمع الطبي الذي تتمركز فيه قوات النظام، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام، واحتراق عدد من المنازل في الحي الجنوبي من المدينة، ما دفع الأخيرة إلى استقدام تعزيزات عسكرية إلى مدينة الصنمين، مؤلفة من دبابات وعربات عسكرية قادمة من الفرقة التاسعة المحاذية للمدينة إلى أماكن تمركز قوات النظام في الصنمين.
وأشارت المصادر إلى أن الهجمات الأخيرة جاءت بعد مقتل أحد عناصر «مجموعة ثوار الصنمين واتهام اللجان الشعبية في المدينة بالتعرض له وقتله»، في حين أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المدينة حالة من المواجهات العسكرية منذ دخولها اتفاق التسوية؛ حيث إن المدينة تشهد منذ منتصف شهر مايو (أيار) 2019 حالة من التوتر، واستهدافا لقوات النظام، وتتركز الهجمات على فرع الأمن الجنائي في المدينة واللجان الشعبية، كما نفذت حينها قوات النظام السوري حصاراً جزئياً على المدينة استمر لأكثر من عشرة أيام منعت خلالها الدخول والخروج من المدينة إلا بعد تفتيش دقيق، مع منع دخول المواد الغذائية، وانتشار أمني مكثف في شوارع المدينة، عقب حملة لاعتقال القيادي السابق في المعارضة وليد الزهرة (المسؤول الحالي عن حركة ثوار الصنمين)، لتطال شقيقه أغيد وابن عمه، بذريعة وجود ادعاء شخصي بحقه، ما أدى إلى استياء سكان الحي، وحدوث صدام مع الدورية وتبادل إطلاق النار، الذي أسفر عن مقتل عناصر من قوات النظام في المدينة، ومنذ ذلك الحين تشهد المدينة حالة من التوتر والانفلات الأمني والاستهداف المتكرر لقوات النظام في المدينة.
وأوضحت مصادر مطلعة في درعا أن مجموعة ثوار الصنمين تحاول الضغط على قوات النظام من أجل الإفراج عن شقيق القيادي السابق في المعارضة، وليد الزهرة وابن عمه، اللذين اعتقلا في شهر مايو الماضي، بعملية مداهمة راح ضحيتها عناصر للنظام، في حين تدخل سابقاً الجانب الروسي الراعي لاتفاق التسوية جنوب سوريا واستطاع فك الحصار عن المدينة بعد طلب من اللجنة المركزية للتفاوض في مدينة درعا، وسعى الروس لإنهاء حالة التوتر في الصنمين، لكن وليد الزهرة رفض الاتفاق إلى حين الإفراج عن شقيقه وابن عمه، معتبراً أن قوات النظام خرقت اتفاق التسوية المبروم في المنطقة ومارست حالات اعتقال متكررة، وتلاها عدة هجمات وحوادث انفلات أمني في المدينة، تسببت في زيادة التوتر بين فصائل المعارضة سابقاً وقوات النظام.
أما المدينة فتعيش الآن حالة من التوتر الأمني وتشديد القبضة الأمنية، ومنع الدخول والخروج من المدينة إلا للطلاب والموظفين، واستمرار الاحتقان بين عناصر فصائل التسوية الممثلة بمجموعة ثوار الصنمين، واللجان الشعبية الموالية للنظام والتي تشكلت من أبناء المنطقة، وخاصة بعد المواجهات الأخيرة بين الطرفين، التي سقط خلالها قتلى من قوات النظام وخطف آخرون.
الصنمين على صفيح ساخن وتوتر بين «فصائل التسوية» وقوات النظام
الصنمين على صفيح ساخن وتوتر بين «فصائل التسوية» وقوات النظام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة