جرائم الحوثي في اليمن تظهر بحقيقتها أمام الرأي العام في جنيف

طلبة التقوا بعدد من ذوي الضحايا واستمعوا لآخرين عبر دائرة تلفزيونية

TT

جرائم الحوثي في اليمن تظهر بحقيقتها أمام الرأي العام في جنيف

التضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض الجهات الإعلامية، غيب الصورة الحقيقية للأزمة اليمنية. إذ أبدى طلاب أميركيون استنكارهم الشديد لجرائم إيران على يد ميليشيات الحوثي ذراعها في اليمن.
وشاهد طلاب في ندوة في مقر الجامعة الدولية بجنيف بعنوان (الدروس المستفادة من 100 قصة إنسانية حول النساء والأطفال في اليمن)، مقاطع فيديو تظهر عددا من ضحايا الميليشيات الحوثية. وشارك بالندوة عدد من ذوي ضحايا الميليشيات، بينهم طفل وشقيقته، كانوا يتحدثون عن الإصابات البالغة التي تعرضوا لها جراء الانتهاكات الحوثية، ليظهر التعاطف الكبير من قبل الحضور لا سيما طلاب الجامعة.
وشارك من المهتمين الأوروبيين بالأوضاع الإنسانية في اليمن، البروفسور ألكسندر لامبرت، مدير برنامج سياسات الصحة والتنمية العالمية، والدكتور يوسف أبو راس من الائتلاف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، وعبر الفيديو السيدة زعفران زيد الناشطة ورئيسة مؤسسة تمكين المرأة اليمنية، كما شارك عبر الفيديو أيضاً الدكتور ألفريد دي زياس، الكاتب المحامي الأميركي، بالإضافة إلى خالد عفيف رئيس المنتدى الألماني اليمني لحقوق الإنسان والحرية. وشدد المتحدثون على أن الانتهاكات التي يقوم بتنفيذها الحوثيون في اليمن، هي واحدة من أكثر حالات العدوان المدني دموية في التاريخ الحالي الذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء من المدنيين في اليمن.
وعُرض، خلال الندوة، مقاطع فيديو تحدث خلالها عدد من ضحايا الميليشيات الحوثي، في مناظر مؤثرة تدل على الوحشية التي وصلت إليها ميليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن.
وتعليقا على ما دار في الندوة ذكرت الطالبة الأميركية نيفر باسيلي، التي تدرس تخصص الدراسات الدولية، أنه على الرغم من بعض المعلومات التي ينشرها البعض عبر «فيسبوك» و«تويتر» إلا أنها لم تكن كافية بالنسبة لها. وأضافت «بعد ما رأينا، أشعر أن أمامنا مسؤولية لنجدة اليمنيين، من خلال ما نطرحه في مواقع التواصل الاجتماعي».
من جهتها قالت أتيلر جونسون الطالبة في تخصص الطب العام، إنها تتفق مع زميلتها نيفر فيما أشارت له. وأضافت: «بحكم تخصصي في الصحة العامة والطب، كنت على علم بالأزمة اليمنية، والمعاناة التي يعانيها الشعب هناك، لا سيما في الجانب الصحي، فعلى سبيل المثال أعلم جيدا عن قضية وباء الكوليرا، ولكن في المقابل أنا لا أعلم بما يكفي عن الانتهاكات الإنسانية هناك، كما شاهدت الآن في مقاطع الفيديو وتحدث عنها اليمنيون، فهي تؤثر على الحياة اليومية للشعب هناك».
وأضافت أتيلر أن اليمنيين عرضوا نموذجا لمائة قصة تحكي جوانب إنسانية صعبة في بلادهم، و«هذا برأي يكفي لفهم ما يجري هناك». أما الطالبة ميكنزي دندفي، المتخصصة في الشؤون الدولية في العاصمة واشنطن، فذكرت أنها لم تكن تعرف الكثير عن الأزمة اليمنية؛ لأنها لم تلاحظ أن هناك من يتطرق لها كثيرا في محيطها، غير أن هذه الندوة التي نظمها مجموعة من اليمنيين كانت مفيدة بما تضمنته من معلومات، وجعلتنا على علم بما يحدث هناك.
ريتشيل درابلن تساءلت قائلة: «كيف يمكن أن يكون لنا دور في مساعدة الشعب اليمني؟ خصوصا بعد أن سمعنا هذه الشهادات الحية من الضحايا، لا سيما الاعتداءات الجسدية على النساء». أما مادلين سميث فرأت أن الوضع في اليمن يوضح أن ما يحدث، لم يؤثر على الجوانب السياسية في اليمن، بل أثر أيضا، وبصورة مباشرة على الحياة اليومية للناس.
شنا ثورت، المتخصصة في العلوم السياسية، قالت: «ما رأيته صعب للغاية، بحكم تخصصي لدي معلومات عامة، ولكن اليوم حصلت على معلومات من أناس في الميدان وفي أرض الواقع». مضيفة «كما قالت زميلتي ميكنزي، ما شاهدناه يؤكد كمية المعلومات القليلة التي كنا نعرفها عن الأزمة اليمنية، وكذلك فهو تأكيد أن وسائل الأعلام، خصوصا في أميركا، لم تغط الأزمة في اليمن كما ينبغي، وتأكيد أيضا على الحاجة الكبيرة للمتابعين لمعرفة المزيد عن الأوضاع في اليمن».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».