النظام يوافق على عودة دفعات جديدة من أهالي القصير المدمرة

TT

النظام يوافق على عودة دفعات جديدة من أهالي القصير المدمرة

وافقت الجهات الأمنية التابعة للنظام السوري، المعنية بدراسة طلبات النازحين السوريين للعودة إلى منازلهم، على عودة دفعة جديدة من نازحي منطقة القصير في محافظة حمص.
وكتب الناشط الإعلامي والصحافي المتابع لملف اللاجئين السوريين في لبنان، أحمد القصير، أمس، على حسابه في «فيسبوك»، أن النظام السوري وافق على عودة 1200 عائلة على دفعتين؛ الأولى 790 عائلة (3594) شخصاً والثانية 410 عوائل ستصدر قائمة بأسمائهم الأربعاء المقبل.
مصادر من أهالي القصير قالت لـ«الشرق الأوسط»، «إن غالبية النازحين من أهالي القصير داخل البلاد تقدموا بطلبات للعودة إلى مناطقهم، وقد حصل نحو ألف شخص منهم على الموافقة الأمنية في يوليو (تموز) الماضي، فيما حصل أكثر من 3500 شخص على موافقة أمنية، قبل يومين». وأوضحت المصادر أن «أغلب هؤلاء من الذين نزحوا بين عامي 2011 ـ 2012 إلى حمص والقلمون الغربي والشرقي وحسياء وشنشار وجندر في الريف الجنوبي لحمص». كما لفتت المصادر إلى أن أعداداً قليلة سمح لهم بالعودة في سنوات سابقة هم من الموظفين الحكوميين، أما النازحون من أهالي القصير إلى لبنان، ويقدر عددهم بعشرة آلاف لاجئ، ويتركزون في منطقتي عرسال والبقاع، فما زالوا يعانون هناك ظروفاً قاهرة في المخيمات، بانتظار تلبية مطلبهم بالحصول على ضمانات عدم ملاحقتهم من قبل النظام إذا عادوا إلى القصير، وتابعت المصادر: «النظام ما زال يمانع عودة النازحين من أهالي القصير في لبنان».
ولفتت المصادر إلى «تجميد المبادرة الروسية لإعادة اللاجئين السوريين، وقالت إن السوريين الذين عادوا من لبنان لم يتجاوز عددهم المائة وسبعين ألف لاجئ من أصل مليون (عدد اللاجئين السوريين في لبنان)، وعادوا إلى مختلف المناطق السورية»، وليس بينهم لاجئون من القصير.
كما تحدثت المصادر عن مشكلات حياتية صعبة تواجه العائدين إلى القصير «فمنهم من لم يجد أثراً لبيته، وغير قادر على تأهيل بيت مدمر جزئياً غاب أصحابه، إضافة إلى قلة عدد المدارس، ناهيك عن الدمار الواسع الذي شمل ثلثي المدينة وأسهم في انتشار القوارض والأفاعي والذئاب وتسللها إلى البيوت المسكونة، والأماكن غير الآمنة، بسبب وجود الألغام ومخلفات الحرب».
كان النظام السوري قد أعلن، في يوليو الماضي، عن عودة عدد من العائلات إلى مدينة القصير وقراها في ريف حمص الغربي، بعد 6 سنوات من النزوح القسري، بعدما سيطر عليها «حزب الله» اللبناني، واحتل كامل القرى والأراضي الزراعية التي يملكها أهالي القصير غرب نهر العاصي على الحدود السورية ـ اللبنانية.
كان محافظ حمص طلال البرازي، قد أعلن في وقت سابق عن «خطة» لإعادة الأهالي إلى المناطق التي سيطر عليها النظام في محافظة حمص، وتشمل القصير وتدمر وتلبيسة والحولة وحي الوعر. فيما دعا الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، أهالي القصير، للعودة إلى منازلهم، وقال في 20 سبتمبر (أيلول) الحالي: «لا مشكلة بالنسبة إلينا في عودة النازحين السوريين إلى منطقة القصير».
كان وفد وزاري من دمشق قد زار في الأيام الأخيرة مدينة القصير برئاسة وزير الصحة والسياحة ومرافقة محافظ حمص، ورأى الوفد أنه في ظل شح الاعتمادات المالية اللازمة، يجري العمل على تأمين الأولويات في الخدمات من مياه وكهرباء وصرف صحي ومدارس ومراكز صحية، وتسيير خطوط نقل داخلي بين مدينة القصير وقراها ومدينة حمص، إذ تفتقر مدينة القصير لكل تلك الأولويات، علماً بأن الذين يقيمون فيها حالياً نحو 5 آلاف نسمة من أصل الـ60 ألفاً كانوا يعيشون فيها قبل عام 2011.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.