دييغو سيميوني: شخصيتي لا تعرف المستحيل

المدير الفني لأتلتيكو مدريد يؤكد أن أبرز صفاته الإصرار والعزيمة

سيميوني أنهى هيمنة ريـال مدريد وبرشلونة على البطولات الإسبانية
سيميوني أنهى هيمنة ريـال مدريد وبرشلونة على البطولات الإسبانية
TT

دييغو سيميوني: شخصيتي لا تعرف المستحيل

سيميوني أنهى هيمنة ريـال مدريد وبرشلونة على البطولات الإسبانية
سيميوني أنهى هيمنة ريـال مدريد وبرشلونة على البطولات الإسبانية

غمس نجلي الأصغر، جوليانو، الكرواسان في الحليب، وأكل قطعة منه ثم نظر إلى وقال: «لكن يا أبي، إذا قمت بعمل جيد هناك فهذا يعني أنك لن تعود إلى هنا ثانية». ما زلت أتذكر ذلك اليوم جيداً حتى الآن، لأنه اليوم الذي استقبلت فيه المكالمة الهاتفية التي غيرت كل شيء في حياتي. وكانت هذه المكالمة من مسؤولي نادي أتليتكو مدريد، الذين قالوا إنهم يريدون أن يتحدثوا معي لأنهم يريدون أن أتولى قيادة الفريق.
كنت في ذلك الوقت في مدينة «مار ديل بلاتا» الساحلية في الأرجنتين لقضاء بضعة أيام مع جوليانو، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك ثماني سنوات فقط، وكنا نجلس في مقهى وأحتسي أنا القهوة في حين كان هو يشرب الحليب، وقلت له: «انظر، هناك فرصة لتولي القيادة الفنية لنادي أتليتكو مدريد، ولا أعرف ماذا أفعل». فكر جوليانو في الأمر لبرهة، ثم قال: «هل ستذهب وتكون مديرا فنيا لفالكاو؟ وهل ستلعب ضد ميسي؟ وهل ستلعب ضد رونالدو؟» كان الطفل يقول كل ذلك لي، وأنا أرد عليه قائلا: نعم. لكنه صمت قليلا ثم قال: «يا أبي، لو قمت بعمل جيد هناك، فلن تعود إلى هنا أبدا».
وفي الحقيقة، كان لهذا الأمر مميزات وعيوب، فمن جهة كانت هذه فرصة جيدة لأن أقدم عملا جيدا، لكن من جهة أخرى كان من الصعب للغاية أن أفكر في أن يكبر أولادي بعيدا عني. لقد كنت في السابعة والعشرين أو الثامنة والعشرين من عمري عندما قررت أن أكون مديرا فنيا. كنت أعود إلى المنزل بعد نهاية التدريبات في لاتسيو، وأمسك بعض الأوراق وأتخيل أنني أتحدث إلى اللاعبين في حصة تدريبية. لقد كنت أتصرف مثل الأطفال الذين يتخيلون بعض الأشياء ويقومون بها وهم ويلعبون. لقد كنت أقوم بنفس الشيء وأنا شخص بالغ، وأتخيل أنني مدير فني. لقد تخيلت أنني أقود فريقا وأنني أقود جزءا من التدريبات، وتخيلت المباراة القادمة وخططت لكل ما أحتاجه في تلك المباراة!
وبنهاية ذلك اليوم، كنت محاطاً بالكثير من الأوراق، وكل ورقة منها عليها بعض الرسومات أو الملاحظات التي دونتها. لقد كنت أحب تدوين أي شيء يخطر في بالي، كما أن القيام بكل هذه الأشياء قد ولد الكثير من الحماس في نفسي. إن أكبر شغف لأي مدير فني هو أن يعمل على تحسين وتطوير لاعبيه. ورغم أن الجميع يرغب في الطبع في الحصول على البطولات والألقاب، إلا أنني أعتقد أن أفضل «بطولة» للمدير الفني هي رؤية لاعبين مثل كوكي ولوكاس هيرنانديز وأنخيل كوريا – الذين بدأوا الطريق من بدايته وجاءوا من الدوريات الأدنى وأصبحوا لاعبين محترفين على مستوى عالٍ.
وعندما حان الوقت للتوقف عن اللعب والبدء في العمل كمدير فني، عدت إلى الأرجنتين؛ حيث أنهيت مسيرتي الكروية مع نادي راسينغ كلوب. وفي المرة الأولى التي عرضوا علي فيها العمل كمدير فني للنادي، رفضت العرض، وحدث نفس الأمر في المرة الثانية. لكنني وافقت على القيام بهذه المهمة عندما عرضوا علي قيادة الفريق للمرة الثالثة.
لقد كان الفريق في حالة يرثى لها، وكنت أعرف ذلك جيدا. لكنني كنت أعرف اللاعبين أيضاً، لأنني كنت ألعب معهم وكنت أعرف جيدا أنه يمكننا القيام بعمل جيد. وبدأت العمل على الفور، ويمكنني أن أقول إن الجلوس على مقاعد المدربين لأول مرة هو أصعب شيء يمكن أن يمر به أي مدير فني. وبالنسبة لي، فقد استغرق الأمر بعض الوقت لكي أتكيف مع الوضع الجديد.
وللأسف، خسرنا أول ثلاث مباريات، ولم نسجل أي هدف، وكان الناس في راسينغ كلوب متوترين للغاية. وكان النادي يعاني من الكثير من المشكلات، لكن المرور بهذه التجارب جعلنا أكثر قوة، وأعطانا المزيد من الطمأنينة بشأن ما نقوم به. إن أبرز صفتين في شخصيتي هما الإصرار والعزيمة، وعندما أريد القيام بشيء فإنني لا أتوقف مطلقا عن السعي لتحقيقه فشخصيتي لا تعرف المستحيل.
ويعيدني هذا مرة أخرى إلى نادي أتلتيكو مدريد، فعندما رحلت عن النادي عام 2005 لم أكن أشارك كثيرا مع الفريق، وكنت أعرف جيدا أنني لم أقدم المستوى المتوقع هناك لأنني لم أتمكن من إقناع المدير الفني بقدراتي كما ينبغي، نتيجة للكثير من الأمور، من بينها الحديث آنذاك عن تقدمي في السن وتأثير ذلك على الصحافيين والجمهور وكل ما هو محيط بي.
لكن منذ اللحظة التي رحلت فيها عن مدريد، بدأت أستعد لعودتي مرة أخرى. كنت أعرف أنني سوف أنهي مسيرتي الكروية في الأرجنتين وأنني سأبدأ العمل في مجال التدريب هناك بعد ذلك. لكنني، بطريقة ما، كنت أعرف أيضاً أن الفرصة ستأتي لتولي قيادة أتلتيكو مدريد عندما يمر النادي بفترة صعبة، لذلك كنت أستعد لتلك اللحظة.
وعندما حدث ذلك، لم أفكر كثيراً فيما سأقوله في لقائي الأول مع اللاعبين. في الحقيقة، لم أكن أبداً ذلك الشخص الذي يقوم بإعداد كافة التفاصيل المتعلقة بما سيقوله للاعبين، وأحاول دائما أن أكون تلقائيا وعفويا، وأن أتكلم بما أشعر به. وكنت أعرف أن لدي ميزة كبيرة وهي أنني قد لعبت في هذا النادي لمدة خمس سنوات ونصف، وبالتالي كنت أعرف كل شيء يحدث داخل جدران النادي، فقد كنت أعرف الكثير من اللاعبين والمسؤولين والعاملين ورئيس النادي، ومقاعد ملعب «فيسنتي كالديرون»، وبعض الأشخاص الذين يجلسون عليها. وبالتالي، فإن معرفة كل هذه الأمور منحتني الفرصة للتوجه مباشرة نحو ما يريدون.
لقد كان الجميع في أتليتكو مدريد يريدون بناء فريق قادر على المنافسة على البطولات والألقاب، فريق قوي من الناحية الدفاعية ويلعب على الهجمات المرتدة ويكون مصدر إزعاج للأندية الكبيرة. وبالتالي، ركزت على تحقيق هذه الأهداف. وعندما وصلت إلى مدريد، لم يكن النادي يمر بفترة جيدة؛ حيث كان يحتل المركز العاشر في جدول ترتيب الدوري الإسباني الممتاز، كما ودع كأس ملك إسبانيا بعد الخسارة أمام فريق الباسيتي، لكنني كنت أؤمن تماما بأنه يمكن لهذه المجموعة من اللاعبين أن تحقق ما يريده النادي. وكانت هناك علاقة قوية للغاية بين الجمهور واللاعبين، وبالتالي كان يجب استغلال هذه العلاقة في تحسين نتائج وعروض الفريق.
وكانت نقطة البداية الحقيقية بعد خمسة أشهر من وصولي لهذا النادي؛ حيث حصلنا على لقب الدوري الأوروبي، وهو ما كان بداية لمرحلة جديدة ومهمة في تاريخ النادي، وكان ذلك بمثابة تتويج لجهودنا والتزامنا خلال الفترة السابقة. وقد ساعدنا ذلك على أن نرى الحقائق بوضوح من حولنا. ومن دون أدنى شك، كان الفوز بلقب الدوري الأوروبي هو نقطة البداية والانطلاق لهذه المجموعة من اللاعبين، الذين آمنوا منذ البداية بقدرتهم على القتال ضد الفرق الكبيرة. إن الفوز بلقب الدوري الإسباني الممتاز على حساب ريـال مدريد وبرشلونة يعد أمرا شبه مستحيل. وعلى مدار هذا العقد من الزمان، كان هذان الفريقان يضمان كوكبة من اللاعبين البارزين.
لكن من خلال العمل الجاد والاستمرارية والمثابرة، وكذلك اللاعبين الكبار - لأنه من دون لاعبين كبار لا يمكنك تحقيق ما حققناه - نجحنا في تحويل المستحيل إلى ممكن. لكن كيف حققنا ذلك؟ من خلال العمل الدؤوب بشكل يومي والإيمان بقدرتنا على تحقيق ما نسعى للقيام به. وفي ثاني موسم كامل لي مع الفريق، كانت الفرصة سانحة لنا للمنافسة على اللقب، لأن أحد هذين الفريقين العملاقين، وهو ريـال مدريد، كان قد انحرف قليلا عن المسار الصحيح، وبالتالي كان يتعين علينا أن نتفوق على العملاق الآخر المتبقي وهو برشلونة.
وفي اليوم الأخير من ذلك الموسم، ذهبنا لمواجهة برشلونة على ملعب «كامب نو» ونحن بحاجة لنقطة واحدة فقط من أجل الفوز بلقب الدوري. لقد كان يتعين علينا أن نفرض أسلوبنا داخل الملعب، وهو الشيء الذي يكاد يكون مستحيلا أمام العملاق الكتالوني على ملعبه ووسط جمهوره. وبعد صافرة النهاية، بدأت أنا ومساعدي، جيرمان بورغوس، في الضحك. لقد كنا نعلم أنه بإمكاننا الفوز باللقب، لكن عندما تأكد ذلك وأصبح أمرا واقعا، كان أول شيء شعرت به هو السعادة الغامرة. لكن بعد ذلك انتابني مزيج كامل من المشاعر والأحاسيس.
ومن المؤكد أن هذا الموسم سيظل خالدا في تاريخ كرة القدم الإسبانية. لكن في عالم كرة القدم، من المستحيل أن تتوقف وتفكر وتستمتع بما حدث، لأنه حتى عندما تخلد إلى النوم يكون هناك شخص آخر يعمل بكل قوة. وفي بعض الأحيان نتساءل عما إذا كان من الممكن أن نعمل لمدة 24 ساعة في اليوم، بحث يعمل أحدنا هنا والآخر في مكان آخر، لأن كرة القدم صعبة للغاية وتتطلب الكثير من العمل المتواصل.
في الحقيقة، ليس لدينا نفس الخيارات المتاحة أمام الأندية العملاقة. لذلك، علينا أن نحاول أن نكون مبدعين، مع مراعاة ما نحتاجه لجعل الفريق أفضل واللاعبين الذين يجب تطوير قدراتهم من أجل تحسين أداء الفريق ككل. ونحن نعمل عاما بعد عام على إضافة عناصر القوة للفريق، وهذا يعني أنه يتعين علينا أن نعمل بشكل متواصل وأن نتجنب الإخفاقات فيما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين الجدد.
وفي الحقيقة، يعد هذا أمرا صعبا ومرهقا للغاية، وأنا أدعو الله دائما أن يمنحني القوة التي تجعلني أتحلى بالهدوء والقدرة على أن أقول ما أشعر به. وهذا أصعب شيء يجب الحفاظ عليه، لأنه من يوم إلى آخر قد تخور قواك ولا تعود قادرا على تقديم المزيد.
ويمكنك أن ترى أن مسيرتي كلاعب تؤثر بشكل كبير على الطريقة التي أعمل بها كمدير فني. ومما لا شك فيه أن هناك الكثير من الأشياء التي اكتسبتها من اللعب في إيطاليا وإسبانيا والتي تجعل الكثيرين يقولون إنني مدير فني ألعب بطريقة دفاعية. لكن الحقيقة هي أن هناك اختلافا كبيرا بين اللعب والتدريب. فعندما تكون لاعبا فإنك لا تفكر سوى في نفسك فقط، بصرف النظر عن معرفة احتياجات الفريق. لكن عندما تكون مديرا فنيا فيتعين عليك أن تهتم بكل صغيرة وكبيرة تحدث داخل الفريق، ويتعين عليك أن تجعل كل شيء جيداً وأن تفكر في كيفية مواجهة نقاط القوة لدى منافسيك وأن تستغل نقاط القوة لديك.
وقبل كل شيء، يجب أن تكون قوياً لأنك ستواجه، طوال الموسم، الكثير من الأوقات التي يتعين عليك خلالها أن تجد الكلمات المناسبة في الوقت المناسب حتى يمكنك تحفيز اللاعبين دائما لكي يواصلوا العمل بنفس القوة. ولكي تتمكن من إيجاد هذه الكلمات يتعين عليك أن تكون متفتح العقل وأن تستمع كثيرا لآراء الآخرين وأن تسأل كثيرا أيضا. وبعد ذلك، فإنني أفعل ما أعتقد أنه الأفضل للجميع.
ولا يختلف الأمر عما فعلته في ذلك المقهى في مدينة «مار ديل بلاتا» عندما قلت لنجلي جوليانو: «لا أعرف ماذا أفعل». وبعد مرور سبع سنوات، يجب أن أقول إن أتليتكو مدريد قد أصبح هو كل حياتي، خاصة أنني عملت مع هذا النادي لمدة 13 عاما، كلاعب وكمدير فني، وقد تمكنت خلال هذه الفترة من تحويل شبه المستحيل إلى حقيقة على أرض الواقع.
ولا شك في أن عملية إعادة البناء التي يمر بها أتلتيكو مدريد في الوقت الراهن ليست سهلة على الإطلاق، خاصة بعد رحيل الكثير من النجوم مثل أنطوان غريزمان ودييغو جودين. بالطبع لم يكن الأمر سهلا في ظل هذه التغييرات الكثيرة، النادي يعمل من أجل الحصول على اللاعبين الذين نحتاجهم في هذا المشروع الجديد. ويعد اللاعب البرتغالي جواو فيليكس أحد الوافدين الجدد على أتلتيكو مدريد في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، كما يعد الصفقة الأغلى في تاريخ النادي الإسباني. جواو مثله مثل جميع اللاعبين الشباب الآخرين، إنه يعمل بأفضل طريقة ممكنة، ويمكنه، ببعض التوفيق، أن يكون أكثر تطورا في المستقبل. يتميز بطريقة لعب جيدة، لقد استمتعت بمشاهدته منذ مجيئه، لديه رؤية جيدة، وتحكم جيد، سنساعده على النمو والتطور ليصبح لاعبا أفضل وأقوى.


مقالات ذات صلة

برشلونة يخسر دي يونغ وأرواخو بسبب «الحمى» و«مسألة شخصية»

رياضة عالمية فرنكي دي يونغ (إ.ب.أ)

برشلونة يخسر دي يونغ وأرواخو بسبب «الحمى» و«مسألة شخصية»

سيغيب لاعب وسط برشلونة الهولندي فرنكي دي يونغ عن مواجهة فريقه مع أتلتيكو مدريد، في الدوري الإسباني لكرة القدم، الثلاثاء، بسبب المرض.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية شهدت المباراة التي انتهت بفوز ريال بيتيس 2 - صفر إيقاف اللقاء لمدة 15 دقيقة (أ.ف.ب)

الاتحاد الإسباني يكشف كواليس إيقاف لقاء إشبيلية وبيتيس 15 دقيقة

نشر الاتحاد الإسباني لكرة القدم فيديو لمباراة ديربي مدينة إشبيلية، التي أُقيمت أول من أمس (الأحد) الماضي، ضمن منافسات بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (مدريد )
رياضة عالمية لويس دي لا فوينتي مدرب منتخب إسبانيا (إ.ب.أ)

دي لا فوينتي حَذِر من ترشيح إسبانيا للفوز بالمونديال

لا يزال لويس دي لا فوينتي، مدرب منتخب إسبانيا، يتحلى بالواقعية رغم الأداء المذهل الذي جعل فريقه مرشحاً للفوز بكأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (إشبيلية)
رياضة عالمية دين هويسن أصيب في معسكر إسبانيا (أ.ف.ب)

هويسن يصبح «خامس لاعب دولي» يتعرض للإصابة في ريال مدريد

تسببت فترة التوقف الدولي في مشاكل جمة لريال مدريد الإسباني.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية لامين جمال نجم برشلونة و«لا روخا» (رويترز)

إصابة لامين جمال وصراع برشلونة مع إسبانيا: بين الألم والسياسة

تحوّلت إصابة لامين جمال الأخيرة إلى فصل جديد من التوتر المتصاعد بين برشلونة والاتحاد الإسباني لكرة القدم.

The Athletic (برشلونة)

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.