عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى

عناصر من الشرطة الإسرائيلية بمحيط المسجد الأقصى (أرشيفية- أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الإسرائيلية بمحيط المسجد الأقصى (أرشيفية- أ.ف.ب)
TT

عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى

عناصر من الشرطة الإسرائيلية بمحيط المسجد الأقصى (أرشيفية- أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الإسرائيلية بمحيط المسجد الأقصى (أرشيفية- أ.ف.ب)

فرضت السلطات الإسرائيلية إغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية وقطاع غزة، بمناسبة ما يسمى «رأس السنة العبرية»، فيما اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) اليوم الأحد أن الإغلاق، الذي بدأ الليلة الماضية، سيستمر حتى منتصف ليلة الثلاثاء - الأربعاء المقبلة.
وحسب الوكالة، «نصبت شرطة الاحتلال حواجز عسكرية داخل القدس، واستنفرت عناصرها على الطرقات المؤدية للأقصى، ومنعت كثيراً من الشبان من دخوله، كما منعت أبناء شعبنا من أراضي الـ48 من دخول المسجد، وفرضت إجراءات مشددة على دخول النساء، واحتجزت بطاقاتهن الشخصية قبل السماح لهن بدخول ساحات الحرم».
وكانت هناك دعوات أطلقتها ما تسمى «جماعات الهيكل»، أمس، لتنظيم اقتحامات جماعية وواسعة للأقصى، عشية «رأس السنة العبرية»، يشارك فيها عشرات الحاخامات وكبار أعضاء «جماعات الهيكل».
ووفق الوكالة، فقد «اقتحم نحو 120 مستوطناً، صباح اليوم، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، في حين شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على المصلّين، ومنعتهم من الاقتراب من الأماكن التي يقتحمها هؤلاء المستوطنون».
وقُتِل فلسطيني بنيران إسرائيلية، أول من أمس (الجمعة)، خلال مواجهات على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وفق ما أفادت به وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
وأصيب ساهر عوض الله عثمان (20 عاماً) بجروح قاتلة في صدره بنيران القوات الإسرائيلية في شرق رفح جنوب القطاع، بحسب بيان للوزارة.
وأضافت أن 32 فلسطينياً آخرين أصيبوا بالرصاص خلال المظاهرات.
وتجمَّع نحو سبعة آلاف متظاهر في نقاط مختلفة على الحدود، وعمد بعضهم إلى رشق القوات الإسرائيلية بالحجارة والعبوات الناسفة، وفق ما أفاد به متحدث عسكري إسرائيلي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
ومنذ مارس (آذار) 2018، تشهد الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل مظاهرات أسبوعية تتخللها مواجهات، للمطالبة برفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عشرة أعوام.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.