تونس: وثيقة أمنية تدين قيادات عليا في «الداخلية»

ادعت علمهم بمخطط الهجوم على متحف باردو

TT

تونس: وثيقة أمنية تدين قيادات عليا في «الداخلية»

اتهمت هيئة حقوقية تونسية تدافع عن ملفي اغتيال شكري بلعيد القيادي اليساري ومحمد البراهمي النائب في البرلمان التونسي، قيادات وزارة الداخلية التونسية بعلمها المسبق بمخطط الهجوم الإرهابي الذي استهدف يوم 18 مارس (آذار) 2015 المتحف الوطني بباردو الملاصق لمقر البرلمان التونسي. ونشرت مراسلة داخلية كتب عليها «سري مطلق» صادرة عن المدير العام للأمن العمومي تكشف أن منطقة الأمن الوطني بباردو (مسرح الهجوم الإرهابي) أعلمت القيادات الأمنية بتاريخ 7مارس 2015 عن «اعتزام مجموعة إرهابية القيام بعملية نوعية لاستهداف مجلس النواب أو المتحف الأثري بباردو»، وطالبت بتعزيز كامل المحيط الخارجي والداخلي لمقر المجلس وأخذ الحيطة والحذر من أي عملية تسلل إرهابي واردة.
وبشأن هذه الوثيقة الأمنية التي تدين القيادات الأمنية العليا بوزارة الداخلية التونسية، قال خالد الحيوني المتحدث باسم الداخلية في تصريح إعلامي، إن الملف بأكمله لدى القضاء التونسي وكل الوثائق المتعلقة بالهجوم الإرهابي والجهاز السري معروضة على أنظار القضاء.
يذكر أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف المتحف الوطني بباردو يوم 18 مارس قد أسفر عن مقتل 22 سائحا أجنبيا وعنصر أمني تونسي، وكان الإرهابيان التونسيان جابر الخشناوي وياسين العبيدي من نفذا الهجوم من خلال فتح النار على زوار المتحف الذين كانوا من جنسيات مختلفة. ومن نتائج هذا الهجوم الإرهاب أن شنت أجهزة الأمن التونسية المختصة في مكافحة الإرهاب، حملات مداهمة بعدد من المدن والأحياء الشعبية المحيطة بالعاصمة، وقد ألقت القبض على عشرات المتهمين وقد انتقد بعض المحامين أجهزة الأمن واتهمها بالزج بعدد من الأبرياء في العملية وتعذيبهم للحصول على اعترافات واهية، وقد أوقفت أجهزة الأمن 12 متهما. وأكدت وزارة الداخلية التونسية أنهم «ضالعون وفاعلون رئيسيون في عملية باردو الإرهابية» ليتضح بعد فترة وجيزة أنه لا علاقة لهم بملف تلك القضية. ونتيجة لهذه الطريقة في التعامل مع المتهمين ومحاولة إغلاق الملف دون الحصول على الفاعل الرئيسي، فقد قرر قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب سحب ملف القضية من فرقة مكافحة الإرهاب بثكنة القرجاني (العاصمة التونسية) وإصدار إنابة عدلية إلى الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الإرهابية بمنطقة العوينة (الضاحية الشمالية للعاصمة) بعد التأكد من محاضر البحث التي تم على أساسها إيقاف 12 متهما.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم خلالها الإعلان عن عدم التعامل بجدية مع الإشارات المحذرة من عمليات إرهابية محتملة، إذ إن وثيقة استخباراتية من وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه» قد سبق أن حذرت من إمكانية استهداف محمد البراهمي النائب البرلماني التونسي الذي اغتيل يوم 25 يوليو (تموز) 2013 وذلك منذ يوم 15 من الشهر نفسه أي قبل 10 أيام من تنفيذ عملية الاغتيال دون أن تتخذ الاحتياطات الأمنية الضرورية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.