بموازاة دعوات التظاهر و«إشاعة الفوضى» التي ظهرت في مصر أخيراً، ركزت القوات المسلحة المصرية على عرض وإظهار أنشطة تبرز «جاهزيتها» واستعدادها، وذلك في مواجهة انتقادات ذات طابع اقتصادي.
الجيش المصري الذي لم يتحدث مطلقاً بشأن دعوات التظاهر، ركز طوال الأيام الماضية، على تكثيف وإظهار إجراءات الاستعداد القتالي لقواته، وعقد وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، لقاءات عدة في نطاقات مختلفة للجيش.
وقال رئيس أركان الجيش المصري، أمس، إن «القوات المسلحة شهدت خلال الفترة الماضية قفزة غير مسبوقة نحو تطوير نظم التسليح والتدريب لكل التشكيلات والأفرع الرئيسية بما يساهم في دعم القدرات القتالية»، موضحاً أن «أمن مصر وسلامتها يكمنان في الحفاظ على قوات مسلحة قوية وقادرة ومستعدة للتضحية، وبذل الجهد بكل الأمانة والإخلاص والشرف».
كان مقاول وممثل مصري، يدعى محمد علي، وجه اتهامات اعتبرت «مسيئة»، وقال إنه «كان يعمل في مشروعات مع الهيئة الهندسية التابعة للجيش»، لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دافع عن نزاهة المؤسسة العسكرية، وقال، منذ أسبوعين، إن «الجيش مؤسسة مغلقة حساسة جداً لأي سلوك غير منضبط، خصوصاً إذا قيل على القيادات».
وكثيراً ما تطرق السيسي إلى الدور الاقتصادي للقوات المسلحة، وفي عام 2016 كشف الرئيس عن حجمه، وقال إنها «تشارك بنسبة من 1.5 إلى 2 في المائة من حجم الاقتصاد المصري»، وكان يتراوح - حسب التقديرات آنذاك - بين 3 و4 تريليونات جنيه (بين 160 ملياراً و213 مليار دولار). وأضاف حينها أن البعض «ذكر أن حجم الاقتصاد التابع للقوات المسلحة يتراوح ما بين 20 في المائة و50 في المائة... أتمنى ذلك... ليس لدينا سر نتكتم عليه، ونحن نتمنى أن يصل لـ50 في المائة»، كما قال أيضاً إن «مشروعات الجيش تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، وتسدد الضرائب».
وعلى صعيد الاستعدادات الخاصة للجيش، أيضاً، قال المتحدث العسكري، العقيد تامر الرفاعي، أمس، إن مركز «البحث والإنقاذ الرئيسي للقوات المسلحة نفذ تجربة إنقاذ طاقم وركاب عبارة تعرضت للغرق قبالة شواطئ مدينة شرم الشيخ، وذلك وفقاً لجميع إجراءات نظام الاستغاثة والسلامة البحري العالمي، وتأتي التجربة في إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التعاون مع مؤسسات الدولة لمواجهة كل المخاطر والأزمات التي قد تؤثر على أمن وسلامة الوطن».
وكذلك، التقى الفريق أول محمد زكي، وزير الدفاع، أول من أمس، طلبة وأعضاء هيئة التدريس بالكلية الفنية العسكرية، الذي أشاد بطلبة الكلية الفنية العسكرية وقدراتهم الإبداعية، التي «انعكست في تحقيق المراكز الأولى بالمسابقات العلمية الدولية التي يشاركون بها».
وقال الخبير بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، سعيد عكاشة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «إبراز وتكثيف الأنشطة المتعلقة بالدور القتالي للقوات المسلحة، في مواجهة دعوات إشاعة الفوضى، ربما يكونان جزءاً من الرد على التقولات التي تشاع ضد الجيش المصري».
ورأى عكاشة أن هناك نوعاً مما وصفه بـ«الإجحاف في النظرة للدور التنموي للجيش، الأمر الذي يجب دحضه عبر نشر وتوضيح الاستعدادات في مواجهة المخاطر المتعلقة بتنقيب تركيا غير المشروع عن مكامن الطاقة في البحر المتوسط، أو تعثر مفاوضات سد النهضة».
كان وزير الدفاع لفت إلى أن «رجال القوات المسلحة لديهم وعي كامل بكافة المخاطر والتحديات التي يواجهها الوطن»، مشدداً «على ضرورة أن يتحلى مقاتلو القوات المسلحة بالانضباط الذاتي والحفاظ على أعلى معدلات اللياقة البدنية والكفاءة القتالية التي تمكنهم من تنفيذ كل المهام».
الجيش يعزز «أنشطة الجاهزية» بموازاة دعوات التظاهر
الجيش يعزز «أنشطة الجاهزية» بموازاة دعوات التظاهر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة