شرطة هونغ كونغ تنصح الطلاب بسلوك «المسار المستقيم»

لافتة في هونغ تحيّي الصين في الذكرى السبعين لقيام الجمهورية الشعبية (أ.ف.ب)
لافتة في هونغ تحيّي الصين في الذكرى السبعين لقيام الجمهورية الشعبية (أ.ف.ب)
TT

شرطة هونغ كونغ تنصح الطلاب بسلوك «المسار المستقيم»

لافتة في هونغ تحيّي الصين في الذكرى السبعين لقيام الجمهورية الشعبية (أ.ف.ب)
لافتة في هونغ تحيّي الصين في الذكرى السبعين لقيام الجمهورية الشعبية (أ.ف.ب)

قالت شرطة هونغ كونغ، اليوم (الجمعة)، إن الطلاب يمثلون 29 في المائة من حوالى 1600 شخص محتجزين منذ يونيو (حزيران) الماضي، حين انطلقت الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وطلبت من الشباب سلوك «المسار المستقيم» مع توقّع مزيد من المسيرات في نهاية هذا الأسبوع.
وقال مسؤول العلاقات العامة في الشرطة تسي تشون تشونغ إن 207 طلاب من المدارس الثانوية والجامعات احتجزوا هذا الشهر وحده، على الرغم من استئناف الدراسة بعد العطلة الصيفية، مقابل 257 طالباً خلال الفترة الممتدة من يونيو إلى أغسطس (آب). ولفت إلى أن هناك زيادة بين المراهقين المشاركين في أعمال العنف، وقد أحيل بعضهم على القضاء. ومنهم فتاة قاصر في السادسة عشرة اتُّهمت بإشعال حريق، وأخرى في الثالثة عشرة متهمة بتدنيس الأعلام الصينية، كما أوردت وكالة «أسوشيتد برس».
وأضاف تسي أنه «من المثير للقلق أن نرى هؤلاء الشباب ينتهكون القانون، وقد تصبح لديهم سجلات إجرامية في هذه السن الصغيرة. ونحن نناشد جميع الشباب أن يعيدوا النظر في تصرفاتهم، ونأمل أن يساعد قطاع التعليم وأولياء الأمور شبابنا على السير بشكل مستقيم».
يذكر أن الاحتجاجات بدأت عندما تقدّمت الرئيسية التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام بمشروع قانون يسمح بإحالة مطلوبين في هونغ كونغ على القضاء في الصين، ثم تطورت إلى مطالبة بمزيد من الديمقراطية في المدينة ذات نظام الحكم الخاص.
وكانت لام قد أجرت حواراً أمس (الخميس) مع 130 مواطناً، أكدت فيه أنها تتحمّل المسؤولية عن «الاضطرابات الشاملة» التي هزت المدينة، وفق «وكالة الأنباء الألمانية». وقالت: «الجميع يشعرون بالحزن، وقلقون أو حتى غاضبون. الاضطرابات كلها ناجمة عن جهود الحكومة لتعديل مشروع تسليم المطلوبين». وجزمت بأن «الحكومة تتحمل المسؤولية الكبرى عن إيجاد مخرج من الأزمة».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.