الإرياني يتهم الانقلابيين بتجنيد 23 ألف طفل

TT

الإرياني يتهم الانقلابيين بتجنيد 23 ألف طفل

قال معمر الإرياني وزير الإعلام اليمني إن الهجوم الإرهابي على مواقع شركة أرامكو ومحاولات الميليشيا الحوثية المستميتة تبني الهجوم والتغطية على الفاعل الحقيقي، يجدد التأكيد أن الهدف الرئيسي للميلشيات الحوثية في اليمن ليس خدمة مصالحها، وإنما تمرير الأجندات الإيرانية. وأضاف الإرياني لـ«الشرق الأوسط» على هامش انعقاد الدورة 42 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن النظام الإيراني يستخدم أذرعه في المنطقة ومنها الميليشيا الحوثية لإدارة سياسته التخريبية بهدف الضغط وابتزاز العالم لتحسين موقفه التفاوضي ورفع العقوبات الدولية وتحقيق أهدافه السياسية والاقتصادية وفرض مشروعه التوسعي في المنطقة، وهو ما لن تسمح به الدول والشعوب العربية مهما كانت الكلفة ومهما كان حجم المؤامرة. ولفت وزير الإعلام اليمني أن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران ارتكبت خلال خمس سنوات من الحرب شتى صنوف الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين، وضربت بالقوانين والأعراف الدولية التي تجرم استخدام الأعيان المدنية لأغراض قتالية عرض الحائط، موضحاً أن التقارير الميدانية رصدت خلال سنوات الحرب آلاف الحالات لعمليات تمركز وانتشار وتخندق وتخزين أسلحة نفذتها الميليشيات في المدن والأحياء السكنية ومنازل المواطنين والمؤسسات العامة والمصالح الخاصة، والمساجد والمدارس والجامعات وحتى المستشفيات والمراكز الصحية.
ونوّه الإرياني إلى أن لدى الحكومة الشرعية قائمة طويلة من حوادث انفجار هذه المخازن نتيجة العوامل الطبيعية وسوء التخزين أبرزها انفجار مخزن للأسلحة ومعمل لتطوير الصواريخ في حي سعوان السكني شرق العاصمة صنعاء والذي راح ضحيته عشرات الأطفال بين قتلى وجرحى نتيجة وقوعه بجانب إحدى المدارس.
وبيّن أن الميلشيات الحوثية منذ انقلابها، عمدت إلى احتلال مؤسسات الدولة والمصالح العامة من جامعات ومدارس ومستشفيات ومراكز صحية والمساجد والأندية الرياضية، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومقار لتجميع وتدريب عناصرها وتخزين الأسلحة.
وفيما يتعلق بتجنيد الأطفال قال الإرياني: «ملف استغلال الأطفال دون سن 18 من قبل الميليشيا الحوثية الإيرانية والزج بهم في جبهات القتال في مواجهة الجيش الوطني هو الأكثر دموية ومأساوية بين جرائم الميليشيا، إذ تحدثت عشرات التقارير الدولية والصادرة عن مراكز حقوق الإنسان، كيف استدرج الحوثيون أطفالاً بعمر الزهور من مقاعد الدراسة والنوادي الرياضية والشوارع، ليقتادوهم من منازلهم بالقوة إلى دورات لغسيل عقولهم، ثم زجوا بهم في محارق الموت وأعادوهم إلى أهاليهم في توابيت». وأكد الإرياني أن آخر الإحصائيات ما نشره تحالف رصد تجنيد الميليشيا الحوثية ما يزيد عن 23 ألف طفل. وذكر وزير الإعلام اليمني أن الحوثيين يلجأون لزراعة الألغام بشكل عشوائي، وليس كتكتيك عسكري، بهدف تعويض النقص في مخزونها البشري من المقاتلين، ومحاولة إعاقة تقدم الجيش الوطني لتحرير ما بقي من المحافظات الواقعة تحت سيطرته».
وأشار إلى أن التقارير الحكومية تؤكد أن الميليشيا زرعت مئات الآلاف من الألغام بأنواعها والعبوات الناسفة، بكميات هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وتعمدت زراعتها في الأحياء السكنية والمنازل، والشوارع الرئيسية والفرعية والمؤسسات الحكومية والأماكن العامة، والمصانع والمزارع، بالإضافة إلى الألغام البحرية التي باتت تشكل خطرا على قوارب الصيادين والسفن التجارية وخطوط الملاحة الدولية.
وشدد الإرياني أن تهميش القبيلة اليمنية وتفكيكها كان محورا رئيسيا في مخطط الميليشيا الحوثية الإيرانية لضرب البنية الاجتماعية في اليمن واختطاف قراره. مضيفا أن الميلشيات عملت منذ انقلابها على الحكومة على إبعاد مشايخ القبائل اليمنية في مناطق سيطرتهم واستبدالهم بعناصر موالية لها، بالإضافة إلى استهداف تلك القبائل عبر حملات التحشيد والتعبئة لإضعافها واستنزاف مخزونها البشري وضمان عدم انتفاضتها. واعتبر الإرياني أنهم لا يزالون في الحكومة الشرعية يعولون على القبيلة اليمنية للعب دور كبير في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن وإسناد ودعم الجيش الوطني في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب الحوثي.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.