أحكام مشددة بحق 58 من عناصر «الإخوان» في مصر

أدينوا بتنفيذ جرائم عنف وتخريب عقب اعتصام «رابعة»

TT

أحكام مشددة بحق 58 من عناصر «الإخوان» في مصر

صدرت في مصر أمس، أحكام مشددة بحق 58 من عناصر تنظيم «الإخوان»، الذي تعتبره السلطات المصرية إرهابياً، أدينوا بتنفيذ جرائم عنف عقب اعتصام «رابعة» في مصر.
وعاقبت محكمة جنايات الزقازيق بدلتا مصر، أمس، 42 طالباً متهمين بالانضمام لتنظيم إرهابي، بالسجن المشدد 3 سنوات، لـ«قيامهم بأعمال شغب داخل جامعة الزقازيق». وتعود أحداث القضية لعام 2013، عقب تلقي الأجهزة الأمنية بالشرقية إخطاراً بقيام عدد من طلاب «الإخوان» بإحداث شغب على خلفية فض اعتصام ميدان «رابعة»، وتحطيمهم واجهات كليات «الحقوق، والصيدلية، والعلوم»، وإشعال الألعاب النارية، وإحداث أعمال الشغب وترويع الطلاب. وبتقنين الإجراءات، تم تحديد هوية المتهمين وضبطهم. وقررت النيابة العامة إحالتهم لمحكمة الجنايات التي قضت بمحاكمتهم. وقام دفاع المتهمين بنقض الحكم، وبعد إعادة محاكمتهم قررت المحكمة معاقبتهم بالسجن المشدد 3 سنوات.
كما قضت دائرة إرهاب محافظة الشرقية، أمس، بالسجن المشدد 7 سنوات ضد 6 من أعضاء «الإخوان»، لقيامهم بحرق استراحة رئيس مجلس مدينة أبو كبير، وإتلاف إحدى ماكينات الصراف الآلي. وتعود أحداث القضية لسنة 2014.
إلى ذلك، عاقبت المحكمة العسكرية بأسيوط بصعيد مصر، أمس، 10 متهمين بالسجن المؤبد والمشدد، لتورطهم في أحداث عنف وشغب بمركزي مغاغة ودير مواس بمحافظة المنيا، عقب فض اعتصام «رابعة» عام 2013. وتضمن الحكم معاقبة 7 متهمين بالسجن المؤبد 25 عاماً في اقتحام قسم شرطة مغاغة، و3 متهمين آخرين حضورياً بالسجن 5 سنوات في اقتحام وحرق استراحة كنيسة قرية دلجا بمركز دير مواس.
يأتي هذا في وقت قضت فيه محكمة النقض (أعلى هيئة قضائية في البلاد) بإلغاء أحكام إعدام 8 متهمين، وتخفيفها إلى المؤبد، وتأييد حُكم المؤبد على 4 آخرين بقضية «خلية إمبابة». وكان المتهمون الـ8 قد طعنوا على حُكم إعدامهم وتم قبوله. وكانت محكمة جنايات الجيزة قد قضت في مارس (آذار) 2018، بإعدام 10 متهمين بينهم 8 حضورياً، والمؤبد لـ5 آخرين بينهم هارب. ووفق أمر إحالة المتهمين، فإن المتهمين «قاموا في غضون الفترة بين 2013 حتى مارس 2015، بتأسيس جماعة على خلاف القانون، تهدف إلى الاعتداء على مؤسسات الدولة والحرية والإضرار بالوحدة الوطنية، واستهداف المسيحيين، واستحلال دمائهم والإخلال بالنظام العام، وتعريض المجتمع للخطر، والاعتداء على القوات المسلحة، وحيازة الأسلحة النارية».
كما أجلت محكمة جنايات الإسماعيلية، أمس، جلسة إعادة محاكمة محمد بديع، المرشد العام لتنظيم «الإخوان»، و70 آخرين من قيادات التنظيم، في أحداث العنف والقتل التي وقعت بمحافظة بورسعيد خلال أغسطس (آب) 2013، والمعروفة باسم «أحداث قسم شرطة العرب»، لجلسة 24 أكتوبر (تشرين الأول) لتعذر إحضار المتهمين من محبسهم.
وكانت النيابة قد نسبت للمتهمين: «بأنهم في أغسطس عام 2013، اشتركوا في تجمهر من شأنه أن يجعل السلم العام في خطر، وكان الغرض منه ارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة، والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء عملهم بالقوة والعنف، حال حمل بعضهم أسلحة نارية وبيضاء وقنابل مولوتوف تستخدم في الاعتداء على الأشخاص».


مقالات ذات صلة

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

أوروبا العلم الألماني في العاصمة برلين (أ.ب)

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

صادرت الشرطة الألمانية أجهزة كومبيوتر محمولة وأموالاً، خلال عمليات مداهمة استهدفت جمعية إسلامية تم حظرها حديثاً، ويقع مقرّها خارج برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي في مطار أنقرة في إسطنبول (من البث المباشر لوصول الرئيس المصري) play-circle 00:39

السيسي وصل إلى أنقرة في أول زيارة لتركيا

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها لتركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوات من الأمن بميدان التحرير في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر: توقيف المتهم بـ«فيديو فيصل» وحملة مضادة تستعرض «جرائم الإخوان»

أعلنت «الداخلية المصرية»، الثلاثاء، القبض على المتهم ببث «فيديو فيصل» الذي شغل الرأي العام، مؤكدة «اعترافه» بارتكاب الواقعة، بـ«تحريض» من عناصر «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الإعلامي بقناة «الشرق» الإخوانية عماد البحيري تم توقيفه بسبب التهرب الضريبي (من حسابه على  «فيسبوك»)

تركيا توقف إعلامياً في قناة إخوانية لتهربه من الضرائب

أحالت السلطات التركية، (الخميس)، المذيع بقناة «الشرق» المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، عماد البحيري، إلى أحد مراكز التوقيف بدائرة الهجرة في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر: فصيل «الإخوان» يرشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

أعلنت حركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، الجمعة، عن ترشيحها الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 7 سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.