مصر: إرجاء محاكمة 44 متهماً بقضية «خلية سيناء» للشهر المقبل

اعتقال 3 نشطاء سياسيين... وألمانيا تدعو للإفراج عن موقوفين

TT

مصر: إرجاء محاكمة 44 متهماً بقضية «خلية سيناء» للشهر المقبل

أجّلت محكمة جنايات القاهرة، أمس، أولى جلسات محاكمة 44 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية سيناء» إلى جلسة 24 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لاستكمال سماع الشهود.
وتنسب النيابة للمتهمين الذين ينتمون إلى 7 محافظات، ارتكاب جرائم عدة، منها قتل عدد من أمناء الشرطة، وإعلامي مصري، وسرقة أموال شركة الكهرباء. كما تضمنت الاتهامات «الترويج بطريق مباشرة لارتكاب جرائم إرهابية، ودعوة بعض المسجونين للانضمام للجماعة الإرهابية المسماة (ولاية سيناء) التي تهدف إلى ارتكاب جرائم إرهابية، وصنع أدوات تستخدم في صنع المفرقعات، وحيازة أسلحة وذخائر».
على صعيد آخر، أفاد محامون مصريون، أمس، بأن السلطات الأمنية، أوقفت الأستاذين الجامعيين المتخصصين في العلوم السياسية، حسن نافعة، وحازم حسني (كان يشغل سابقاً موقع المتحدث الرسمي للحملة الرئاسية لرئيس الأركان الأسبق سامي عنان)، فضلاً عن الصحافي، والرئيس السابق لحزب «الدستور» خالد داود.
وتأتي قرارات التوقيف، قبل يومين، من موعد دعوة أطلقها مقاول وفنان مصري، يقيم في إسبانيا، يدعى محمد علي، لمظاهرات مناوئة للحكم في مصر، في حين يعتزم نواب برلمانيون مؤيدون للسلطة تنظيم وقفات «دعم ومساندة» في توقيت متزامن في القاهرة.
وكانت مصر، شهدت يومي الجمعة والسبت الماضيين، احتجاجات نادرة ومحدودة في بعض المدن المصرية، في حين دعت «الهيئة العامة للاستعلامات» التابعة للرئاسة المصرية، مطلع الأسبوع، وسائل الإعلام الدولية إلى «تجنب المبالغة ووضع الأمور في سياقها وحجمها» فيما يتعلق بتغطية الأحداث في البلاد.
وبحسب ما نقل «المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية» الحقوقي، فإنه محاميه أحصوا، وفق بلاغات تلقوها وتحقيقات حضروها، عمليات توقيف لأكثر من 1200 شخص على خلفية المظاهرات التي شهدتها مصر مطلع الأسبوع الحالي، في حين قررت السلطات القضائية إصدار قرارات حبس لنحو 200 بينهم، فيما لا تزال التحقيقات تجري مع آخرين.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سُئل قبل يومين، أثناء فعاليات قمة جمعته ونظيره الأميركي، دونالد ترمب، عن المظاهرات فرد بأن المصريين لن يقبلوا وجود «إسلام سياسي» يحكم البلاد، مشيراً إلى أن «الشعب رفض هذا الحكم (سلطة الإخوان)» في إشارة للعام الذي تولاه الرئيس الأسبق محمد مرسي في السلطة (2012: 2013)، قبل أن يعزله الجيش إثر مظاهرات حاشدة طالبت برحيله.
كما قلل ترمب، من المخاوف بشأن الاحتجاجات التي شهدتها مصر، وقال خلال اجتماعه مع السيسي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «الجميع لديهم مظاهرات»، ومضيفاً: «عندما وصل الرئيس السيسي إلى السلطة، كانت البلاد في حالة من الفوضى، والآن لم تعد موجودة؛ ولذا أنا لست قلقاً».
كما وصف ترمب نظيره المصري بأنه «زعيم حقيقي»، معرباً عن رغبته في تفعيل وتعميق التعاون بين القاهرة وواشنطن.
من جهتها، طالبت الحكومة الألمانية السلطات المصرية بـ«عدم الإبقاء على الأشخاص الذين تم اعتقالهم بعد مظاهرات يوم الجمعة الماضي من دون اتهامات».
وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية، أمس، إنه «وفقاً لمعلومات غير مؤكدة، فإنه قد تم القبض على نحو 1000 شخص حتى الآن بعد مظاهرات العطلة الأسبوعية الماضية».
وجدد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، التذكير بموقف بلاده بشأن مصر، والذي أعلنته خلال اجتماعات «مجلس حقوق الإنسان» في جنيف، من ضرورة تعميق الحريات المدنية والصحافية، فضلاً عن انتقاد برلين لتوقيف النشطاء.


مقالات ذات صلة

السلطات الفنزويلية تعتقل أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب

أميركا اللاتينية شرطة فنزويلا (متداولة)

السلطات الفنزويلية تعتقل أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب

أعلن وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيلو، الاثنين، أن السلطات اعتقلت أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب، عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس )
الولايات المتحدة​ جندي أميركي خارج أسوار معسكر غوانتانامو (متداولة)

أميركا تقلص عدد معتقلي غوانتانامو إلى 15 بعد إرسال 11 يمنياً إلى عُمان

خفضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عدد السجناء في مركز احتجاز خليج غوانتانامو في كوبا بنحو النصف، بعد أن أرسلت 11 معتقلاً إلى عُمان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ تظهر نظارات «ميتا» الذكية المحدثة في المقر الرئيسي للشركة في مينلو بارك بكاليفورنيا في الولايات المتحدة 27 سبتمبر 2023 (رويترز)

ما نظارات «ميتا» التي استخدمها مهاجم نيو أورليانز للاستكشاف قبل عمله الإرهابي؟

نظارات «ميتا» هي أجهزة بها كاميرا مدمجة ومكبرات صوت وذكاء اصطناعي، يمكن التحكم فيها بصوتك وبأزرار، والتحكّم بها كذلك ببعض الإيماءات.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز (الولايات المتحدة))
شؤون إقليمية جانب من لقاء رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع الحزب)

تركيا: مطالبة بإنهاء عزلة أوجلان لحل المشكلة الكردية

أعلن حزب مؤيد للأكراد أن عملية الحوار مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان لحل المشكلة الكردية في تركيا لن تؤدي إلى نتيجة دون إنهاء عزلته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».