ميزانية بريطانيا تسجل عجزاً أقل من المتوقع... والإسترليني يرتفع

وزير المالية الجديد ساجد جاويد كان قد أكد أنه سيطوي صفحة التقشف إذ تعهد بأضخم زيادة في الإنفاق في 15 عاماً (رويترز)
وزير المالية الجديد ساجد جاويد كان قد أكد أنه سيطوي صفحة التقشف إذ تعهد بأضخم زيادة في الإنفاق في 15 عاماً (رويترز)
TT

ميزانية بريطانيا تسجل عجزاً أقل من المتوقع... والإسترليني يرتفع

وزير المالية الجديد ساجد جاويد كان قد أكد أنه سيطوي صفحة التقشف إذ تعهد بأضخم زيادة في الإنفاق في 15 عاماً (رويترز)
وزير المالية الجديد ساجد جاويد كان قد أكد أنه سيطوي صفحة التقشف إذ تعهد بأضخم زيادة في الإنفاق في 15 عاماً (رويترز)

سجلت بريطانيا عجزاً في الميزانية أقل من المتوقع الشهر الماضي، لكن الاقتراض ارتفع منذ بداية السنة المالية بأكثر من الربع قبيل انسحاب البلاد المزمع من الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل.
وبلغ صافي اقتراض القطاع العام في أغسطس 6.418 مليار جنيه إسترليني، باستثناء بنوك القطاع العام، انخفاضاً من 6.917 مليار إسترليني في أغسطس (آب) 2018 وهو ما جاء دون متوسط توقعات الاقتصاديين البالغ 7.15 مليار إسترليني في استطلاع لـ«رويترز».
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية، أمس (الثلاثاء)، إنه على مدار الأشهر الخمسة منذ بدء السنة الضريبية الحالية في أبريل (نيسان)، ارتفع الاقتراض 28% مقارنةً مع نفس الفترة في 2018.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال وزير المالية الجديد ساجد جاويد، إنه سيطوي صفحة التقشف، إذ تعهد بأضخم زيادة في الإنفاق في 15 عاماً، في خطوة تعد بشكل كبير جزءاً من مساعي رئيس الوزراء بوريس جونسون، نحو انتخابات للخروج من مأزق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وارتفع الجنيه الإسترليني وحده دون باقي الأصول البريطانية خلال تعاملات أمس، بينما انخفضت الأسهم والسندات في أعقاب قرار المحكمة العليا عدم قانونية تعليق أعمال البرلمان.
وتخبط الإسترليني قرب أدنى مستوياته في أسبوع عند 1.2429 دولار، وأعلنت المحكمة العليا في بريطانيا، أمس، أن قرار رئيس الوزراء بوريس جونسون، تعليق أعمال البرلمان لمدة 5 أسابيع غير قانوني، وأنه لم يكن طبيعياً وحدث في ظروف استثنائية.
وبحلول الساعة 10:40 صباحاً بتوقيت غرينتش، ارتفع الإسترليني أمام الدولار بنحو 0.2% ليصل إلى 1.2456 دولار، بعد أن سجل مستوى 1.2483 دولار.
في غضون ذلك، قال مارك كارني محافظ بنك إنجلترا، أول من أمس، إنه ينبغي للقطاع المالي إحداث تحوًل في إدارة مخاطر المناخ، محذراً من أن استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري سيؤدي إلى إعادة تقييم جميع الأصول المالية.
وأبلغ كارني قمة للأمم المتحدة بشأن المناخ: «الإفصاح بشأن المناخ يجب أن يكون شاملاً، كما ينبغي أن تشهد إدارة مخاطر المناخ تحولاً مع تركيز على الاستثمار المستدام (في هذا المجال)».
وكارني صوت رائد بين المنظمين في التحذير من المخاطر التي يشكّلها تغير المناخ على استقرار النظام المالي العالمي. وقاد عدة مبادرات دولية لتحسين الإشراف والإفصاح.
ومع تزايد أثر المناخ، الذي ظهر في صور شتى بدءاً من حرائق الغابات ووصولاً إلى ارتفاع مستوى البحر والأعاصير، يزداد قلق المستثمرين من مخاطر التقلبات الحادة في الأحوال الجوية على الأصول والشركات في محافظهم الاستثمارية.
ويقول محللون إن قيم شركات الوقود الأحفوري قد تكون في خطر أيضاً إذا اتخذت الحكومات إجراءات أشد صرامة للحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتسريع تبني الطاقة المتجددة.
وقال كارني إن الكشف الإلزامي عن مخاطر المناخ سيكون ضرورياً لدعم جهود خفض صافي انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050 بما يتماشى مع اتفاقية باريس الموقّعة في عام 2015 والتي تهدف إلى تقييد الزيادة في متوسط درجات الحرارة في العالم.
وأضاف قائلاً: «لن يكون بوسع العالم الوصول بالانبعاثات (الكربونية) إلى الصفر إذا لم يكن القطاع المالي على علم بكيفية استجابة الشركات (لهذه القضية)».



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».