وضعت وزارة حقوق الإنسان اليمنية ملف أكثر من 30 ألف طفل جنّدهم الحوثيون وزجّوا بهم في جبهات القتال، أمام مجلس حقوق الإنسان الذي عقد أعماله في جنيف، كما عرضت يمنيات قضايا أطفال استدرجهم الانقلابيون تحت شعارات مضللة وحملن صوراً لأطفال يحملون السلاح.
وقال محمد عسكر، وزير حقوق الإنسان اليمني، لـ«الشرق الأوسط» على هامش انعقاد الدورة الـ42 لمجلس حقوق الإنسان: «ما يحدث من قِبل ذراع إيران في اليمن أمر فظيع»، مضيفاً أن وزارة حقوق الإنسان اليمنية «وثّقت أسماء أكثر من 30 ألف طفل جندتهم الميليشيات الحوثية وزجّت بهم إلى جبهات القتال». وشدد على أن تجنيد الأطفال يعد «تدميراً لحاضر اليمن ومستقبله، ونتائجه كارثية؛ لأننا في آخر المطاف سنفيق على جيل أكثر تطرفاً وعنفاً». وشرح عسكر آلية تجنيد الأطفال في اليمن التي تتم وفق آلية الإغراءات المادية وحاجة الأطفال وعائلتهم إلى المال، لافتاً إلى أن هدف الميليشيات الحوثية هو إخضاع الأطفال لغسل دماغي وخلق جيل أكثر تطرفاً وعنفاً بعد إخراجهم من المدارس والزج بهم إلى المتارس دون مراعاة أو احترام لكل القوانين والمواثيق الدولية.
حضرت حسناء البشيري بمعية طفليها أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف وشرحت الخطر الحوثي على أطفال اليمن. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «ما يزيد هذه المشاهد فظاعة أنها تتعلق بأطفال في مقتبل الحياة بدلاً من أن يجدوا الرعاية الصحية والفرص التعليمية لبناء وطنهم والانطلاق نحو السلم العالمي فإنهم يتعلمون فن التعامل مع السلاح والقتل، بل وقبل ذلك تعلم الكره، وإن لم ينفذوا فمصيرهم القتل». كما ذكرت إيمان السبراني أن أطفالاً من أقربائها كانوا ضحية الحوثي، وقالت: «نحن وأطفالنا لا نحمل قرارنا؛ فالحوثي يتخذ طريقنا؛ إما أن ننصاع له ونقدم له أطفالنا لتعليمهم الفكر المتطرف والكره وحمل السلاح، أو يهددنا بالقتل وتنفيذه إذا لزم الأمر، في حال رفضنا».
بدورها، اطلعت أستريد ستوكلبيرغر، رئيسة لجنة المنظمات غير الحكومية التابعة للأمم المتحدة، من أمام مقر الأمم المتحدة بجنيف، على بعض الصور التي عرضتها الأمهات اليمنيات لعدد من الأطفال اليمنيين القتلى، وغيرهم ممن حملوا الأسلحة داخل قاعات الدراسة في صعدة. وقالت ستوكلبيرغر لـ«الشرق الأوسط»: «هذه مناظر مروعة، فقبل أن أشير إلى السلاح والقتل، هل يا ترى تعليم الطفل على الكره والحقد أمر إنساني؟ المجتمعات لا تنهض إلا بأطفالها؛ فهم عماد المجتمع ومخرجات الوطن لبقية العالم». وأشارت إلى أن حمل الأطفال السلاح يخالف الفطرة الإنسانية. وقالت: «كيف أرى أطفالاً في زهور العمر قتلى على يد ميليشيات الحوثي. مثل هؤلاء الأطفال كان أمامهم مستقبل زاهر لخدمة أسرهم أولاً ثم وطنهم. هذا أمر فظيع لا يحتمل، والصور التي أشاهدها أكثر فظاعة».
وبيّنت رئيسة لجنة المنظمات غير الحكومية التابعة للأمم المتحدة، أن الأبحاث التي اطلعت عليها أو شاركت بها تبين أن الميليشيات الحوثية تتخذ بعض الطرق لغسل أدمغة الأطفال، مثل الإغراء المالي، وخلق القصص الكاذبة، واللعب على وتر العاطفة، وإدخال عقيدة التقديس لبعض الشخصيات على أنهم هم الملهمون والمنقذون لهم من أي شر في الدنيا، و«مثل هذه الأفكار هي كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى».
«تجنيد الانقلابيين للأطفال» أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف
«تجنيد الانقلابيين للأطفال» أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة