«كوباني».. موطئ قدم على الحدود التركية يسعى إليه «داعش»

زحف التنظيم نحوها بدأ منذ خريف 2013

جندي تركي يراقب مئات السوريين الفارين من كوباني وهم ينتظرون عبور الحدود مع اقتراب تنظيم «داعش» أمس (أ.ب)
جندي تركي يراقب مئات السوريين الفارين من كوباني وهم ينتظرون عبور الحدود مع اقتراب تنظيم «داعش» أمس (أ.ب)
TT

«كوباني».. موطئ قدم على الحدود التركية يسعى إليه «داعش»

جندي تركي يراقب مئات السوريين الفارين من كوباني وهم ينتظرون عبور الحدود مع اقتراب تنظيم «داعش» أمس (أ.ب)
جندي تركي يراقب مئات السوريين الفارين من كوباني وهم ينتظرون عبور الحدود مع اقتراب تنظيم «داعش» أمس (أ.ب)

كرس تنظيم «داعش» جهوده، في الآونة الأخيرة، من أجل السيطرة على مدينة كوباني (عين العرب) ذات الأغلبية الكردية، وتقع في أقصى الشمال السوري قرب الحدود التركية، في إطار مساعيه لتأمين تواصل جغرافي بين المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والحدود التركية.
وتقع أقرب نقاط وجود التنظيم العسكرية على مسافة 8 كيلومترات عن الحدود التركية داخل الأراضي السورية، فيما يسيطر المقاتلون الأكراد على معظم النقاط الحدودية الشمالية مع تركيا، بينما يسيطر مقاتلو «لواء التوحيد» الذين انضموا إلى «الجبهة الإسلامية» العام الماضي، على معبر أعزاز مع تركيا بريف حلب الشمالي.
ولم تكن مدينة كوباني محطّ أنظار العالم، كما هي اليوم، بالتزامن مع إطلاق المسؤولين فيها نداءات استغاثة، لردّ مقاتلي «داعش» عن التقدم باتجاهها. فهذه المدينة تتعرض لهجمات مدفعية وصاروخية مستمرة منذ 3 أيام، تستهدف أحياءها المدنية لأول مرة منذ بدء الأزمة السورية، ما أدى إلى مقتل مدنيين يسكنون فيها، بعدما وصل مقاتلو «داعش» إلى مداخلها، بنيّة السيطرة عليها.
و«كوباني» الواقعة شمال شرقي حلب، كانت ملاذا آمنا للنازحين السوريين والكرد من مناطق شمال سوريا، منذ شتاء العام 2012. بينما يفر سكانها الآن هربا من المعارك، حتى تخطى عدد النازحين منها إلى تركيا الـ150 ألف لاجئ. أما الباقون في أحيائها اليوم، فيعيشون على وقع شائعات تقدم «داعش»، بعد سيطرة التنظيم على أكثر من 60 قرية تحيط بالمدينة الكردية، منذ إطلاق هجومه في 16 سبتمبر (أيلول) الحالي، مستفيدا من حشود عسكرية كبيرة جمعها من معاقله المحيطة بكوباني في محافظة الرقة (شرق كوباني)، وجرابلس ومنبج الواقعتين شرق حلب (غرب كوباني) بشكل أساس.
غير أن هذا الهجوم الواسع الذي شنه مقاتلو «داعش»، ليس الأول على ريف المدينة التي تضم 440 قرية ومزرعة في نواحيها. فقد بدأ التنظيم التقدم باتجاهها، منذ خريف العام 2013 بعد سيطرته على محافظة الرقة، وقضم نحو 65 في المائة من مزارعها وقراها خلال عام تقريبا. وبدأ في يونيو (حزيران) الماضي، لواء «داود» الذي بايع «داعش»، حملة عسكرية للتقدم في قرى ريف كوباني، من غير أن يحرز أي تقدم بارز، ليتولى التنظيم نفسه حشد المقاتلين بعد طرد قوات النظام من مواقعها العسكرية في الرقة، ويطلق هجمات للسيطرة على المدينة والقرى التابعة لها.
وتعد كوباني، المدينة الكردية الثالثة في سوريا بعد القامشلي وعفرين لجهة عدد السكان الأكراد فيها، رغم وجود قرى مختلطة مع العرب. وعلى غرار المدينتين الأخريين، تتميز كوباني بأنها تضم إدارة ذاتية بقيادة كردية، منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وتضم هيئات محلية أشبه بالوزارات، من أبرزها الدفاع والحماية والعدل والداخلية والعلاقات الخارجية والتربية والتعليم والثقافة والزراعة. ونشأت تلك الإدارة بعد سيطرة مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» التابعين لأكثر الأحزاب الكردية نفوذا في مناطقهم (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «بي واي دي») على المناطق الكردية، إثر قتال مع النظام، وإخلاء القوات النظامية مقرات أخرى لها من المنطقة، وطرد الأكراد لكل العناصر التابعة لحزب البعث الحاكم، وتبعه قتال مع فصائل إسلامية وأخرى تابعة للجيش السوري الحر من المجلس العسكري في حلب.
وتعود أهميتها الاستراتيجية إلى أنها تتضمن معبرا حدوديا مع تركيا، وتحيط بها مصادر المياه كونها تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، لكنها لا تتضمن موارد طبيعية، مثل النفط والغاز، وهو ما جعلها مقاطعة منسية، قبل أن تكون ملاذا لعشرات آلاف اللاجئين من الحرب السورية.
وقبل الهجوم الأخير على كوباني، وصل عدد سكانها إلى أكثر من ربع مليون نسمة، بينهم عدد كبير من اللاجئين، نظرا للهدوء النسبي الذي تمتعت به المنطقة منذ ربيع 2012. وبعد نزوح 150 ألفا من المدينة وأريافها باتجاه تركيا إثر المعارك الأخيرة، تدنى عدد سكان المدينة إلى نحو 100 ألف نسمة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.