اليمين المؤدلج في إسرائيل يتلقى ضربة قاصمة في الانتخابات

خسر نحو ربع مليون صوت وأكثر من 10 مقاعد

TT

اليمين المؤدلج في إسرائيل يتلقى ضربة قاصمة في الانتخابات

بدأت أحزاب اليمين الإسرائيلي تستوعب مدى خسارتها، هذه الأيام، مع نشر النتائج شبه النهائية للانتخابات البرلمانية، التي يتضح منها أنها خسرت ربع مليون صوت خلال 5 شهور، وتقول إنه حتى لو عاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليشكل الحكومة من جديد، فإن هذه الخسارة ستبقى ماثلة أمام أعين الجمهور وتفقده شرعيته.
وقالت مصادر في اليمين إن «الظاهرة الأكثر إثارة في هذه الانتخابات ما حدث لـ(نواة) اليمين المؤيد للضم (الأراضي الفلسطينية المحتلة)؛ الليكود والأحزاب اليمينية المتدينة. ففي الانتخابات التي جرت في 9 أبريل (نيسان) الماضي، فزنا بـ44 مقعداً (35 لحزب الليكود، و4 لحزب كحلون، و5 لتحالف أحزاب اليمين). لكن هذا الإحصاء ناقص. ففي الواقع، كان لهذه الأحزاب على الأقل 7 مقاعد إضافية (على الرف): 4 مقاعد لـ(اليمين الجديد)، بقيادة نفتالي بينت وأييلت شكيد، الذي كان يفتقر إلى بضع مئات من الأصوات لتجاوز نسبة الحسم، و3 مقاعد أخرى لموشيه فايغلين (الذي لم يتجاوز نسبة الحسم، لذلك سقط، لكن نتنياهو اتفق معه على الانضمام لليكود في الانتخابات الأخيرة، مقابل منصب وزير إذا فاز برئاسة الحكومة). وقد حصلت أحزاب اليمين معاً على 1.707 مليون صوت، التي كانت تساوي أكثر من 47 مقعداً».
وأضافت هذه المصادر أنه يمكن الافتراض أن هذا كان أحد الحسابات التي دفعت نتنياهو إلى تبكير موعد الانتخابات؛ لقد اعتقد أنه مع أصوات اليمين المتدين التي ضاعت في أبريل (نيسان)، لديه ما لا يقل عن 47 أو 48 مقعداً، وسوية مع مقاعد أحزاب الحريديم الدينية، بدا له الانتصار مضموناً، لكن هذا لم يحدث. في هذه الانتخابات، تحطم اليمين «الآيديولوجي». لقد انخفضت قوة الليكود إلى 31 مقعداً، وهو انخفاض حاد إذا تذكرنا أنه أضاف إلى الـ35 مقعداً التي حصل عليها في الانتخابات المقاعد الأربعة التي حصل عليها كحلون في أبريل (نيسان). كما أنه وقع اتفاقاً مع حزب «هوية»، بقيادة فايغلين، وكانت أصواته تساوي 3 مقاعد في انتخابات أبريل (نيسان). كما حصل حزب «يمينا»، بقيادة أييلت شكيد، وبينت، وسموطريتش ورافي بيرتس، على 7 مقاعد فقط في المجموع العام، وهذه القوى تساوي معاً 38 مقعداً، 1.454 مليون صوت، مقارنة بـ47.5 مقعد قبل 5 أشهر في المجموع الكلي. فحتى لو أضفنا إلى مجموع هذا اليمين حزب «عوتصماة يهوديت» (العظمة اليهودية)، الذي حصل على نحو 83 ألف صوت، ما يساوي مقعدين تقريباً، فإن هذا يمثل انخفاضاً بأكثر من 15 في المائة. ومنذ زمن بعيد، لم يخسر المعسكر الآيديولوجي كثيراً من الأصوات في مثل هذا الوقت القصير.


مقالات ذات صلة

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».