إيران تعتزم تقديم «خطة لأمن الخليج» خلال الجمعية العامة

روحاني اعتبر وجود قوات أجنبية في المنطقة يفاقم «غياب الأمن»

الرئيس الإيراني حسن روحاني (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني (أ.ف.ب)
TT

إيران تعتزم تقديم «خطة لأمن الخليج» خلال الجمعية العامة

الرئيس الإيراني حسن روحاني (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني (أ.ف.ب)

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم (الأحد)، أن وجود قوات أجنبية في الخليج يؤدي إلى تفاقم «غياب الأمن»، وذلك بعد الإعلان عن إرسال تعزيزات أميركية إلى المنطقة.
وقال روحاني في بداية عرض عسكري في طهران إن إيران «ستقدم خطة في الأيام المقبلة في الأمم المتحدة» للتعاون من أجل ضمان أمن «الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان» بين دول المنطقة. وأضاف أن «وجودكم جلب دائماً المعاناة والمصائب إلى المنطقة»، متوجهاً بذلك إلى «الذين يريدون تحميل إيران مسؤولية» مشاكل المنطقة.
وقال روحاني في الخطاب الذي بثه التلفزيون الحكومي مباشرة: «بقدر ما تبقون بعيدين عن منطقتنا، كلما كانت أكثر أمناً». وأضاف: «من وجهة نظرنا أمن الخليج يأتي من الداخل. أمن الخليج ينمو من الداخل، وأمن مضيق هرمز ينمو من الداخل»،  مبينا أن «القوات الأجنبية هي مصدر المشكلة وغياب الأمن لشعبنا وللمنطقة».
وأكد روحاني مجدداً أن إيران تمد «يد الصداقة والأخوة» إلى دول المنطقة. وقال إن المنطقة تشهد «مرحلة دقيقة وترتدي أهمية تاريخية». وتابع أن إيران ستقدم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تفتتح (الثلاثاء) في نيويورك خطة للتعاون الإقليمي تسمى «الأمل» وتهدف إلى ضمان أمن الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان «بمساعدة دول المنطقة»، دون أن يضيف أي تفاصيل.
إلة ذلك، قال قائد البحرية الإيرانية اليوم إن طهران مستعدة للدفاع عن حدودها البحرية وسترد «رداً ساحقاً» على أي اعتداء.
ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء عن الأميرال حسين خانزادي قوله «في حال وجود أي سوء تقدير واعتداء من قبل العدو، فإن (البحرية) إلى جانب القوات المسلحة للبلاد، سترد ردا ساحقا في أقرب وقت ممكن».
وأضاف «القوة الدفاعية للجمهورية الإيرانية اليوم عند أعلى مستوى ممكن وقوات الجيش و(الحرس الثوري) مستعدة للدفاع عن حدود البلاد البحرية».
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب (الجمعة)، عن فرض عقوبات جديدة على إيران تعتبر هي «الأقسى على الإطلاق ضد دولة ما». وقال في تصريحات للصحافيين بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على البنك الوطني الإيراني. وأضاف في ردٍّ على سؤال عن الخيارات العسكرية مع إيران: «الولايات المتحدة مستعدة دائماً»، مشيراً إلى أنه سيناقش الخيارات المتاحة.
ولوحت إيران (الجمعة) بردّ واسع على أي تحرك أميركي يستهدفها.
وقال الجنرال يحيى رحيم صفوي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي «إن الإيرانيين سيتصدون لأي مؤامرات أميركية ضدهم من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي»، على حد قوله.



قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تخشى الولايات المتحدة من محاولات إيران لاستعادة حضورها العسكري في سوريا، بما في ذلك خط إمداد «حزب الله»، رغم سحبها الكبير لقواتها من الأراضي السورية بعد انهيار نظام الأسد، الشهر الماضي، في ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية، وفقاً لمسؤولين غربيين وإقليميين.

وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانسحاب الإيراني من سوريا يمثل نهاية لجهود طهران الإقليمية لنشر النفوذ وشن حروب بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل، حيث فر أعضاء في «فيلق القدس»، وتم تفكيك الميليشيات.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

بدأت إيران بسحب قواتها بعد انهيار الجيش السوري في أواخر العام الماضي، في ظل ضربات إسرائيلية متواصلة، وكانت غاضبة من الأسد الذي ظل غائباً خلال صراعها مع إسرائيل.

وامتدت شبكة إيران في سوريا من الشرق لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حدود لبنان لتسليح «حزب الله».

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المقاتلين المدعومين من إيران في شرق سوريا، بينهم ضباط من «الحرس الثوري»، فروا إلى القائم بالعراق، بينما هرب بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق إلى طهران، ومقاتلو «حزب الله» عبروا إلى لبنان.

وقالت باربرا ليف، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، عن مغادرة القوات الإيرانية من سوريا: «إلى حد كبير، نعم... إنه أمر استثنائي».

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لسوريا في 2 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

وقالت ليف إن سوريا أصبحت الآن أرضاً معادية لإيران، وأضافت: «هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا العودة، لكن الأوضاع هناك معادية للغاية».

وهاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، الانتقادات لحضور إيران الإقليمي، قائلاً: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً». وأضاف: «هذا التصور خطأ كبير؛ لأنه لولا قتال الجنرال سليماني ومدافعي الأضرحة لما بقي أثر من المراقد المقدسة، سواء السيدة زينب أو حتى كربلاء والنجف».

وقال دبلوماسيون غربيون إن العسكريين الإيرانيين وحلفاءهم أُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات والذخائر العسكرية في أثناء هروبهم، وجرى تدميرها لاحقاً بواسطة إسرائيل، أو تم الاستيلاء عليها من قبل «هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى.

وقال مسؤول سابق في «البنتاغون» إن انهيار نظام الأسد قلل من تأثير إيران في المنطقة، وقدرتها على دعم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

في الأيام الأخيرة، أفادت تقارير بأن إيران حاولت زيادة شحنات النقود إلى «حزب الله» في لبنان، وتم تأخير وتفتيش رحلة دبلوماسية إيرانية لدى وصولها إلى بيروت.

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من سلامي خلال جلسة مغلقة حول سوريا ديسمبر الماضي

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستسعى لإعادة الجسر البري، ولكن من غير المحتمل أن تسمح الحكومة السورية الجديدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بتجديد وجوده العسكري بسبب دعمه للأسد.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

ویخشی المسؤولون الأمیركيون من أن إيران قد تحاول إعادة نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر تفعيل الشبكات القديمة، واستغلال عدم الاستقرار في البلد.

قال أندرو تابيلر، المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي: «هذا فشل كارثي لإيران. حجم الكارثة سيعتمد على ما إذا كانت سوريا ستظل موحدة»، وأضاف: «قد تجد إيران طريقاٌ للعودة بفضل الانقسامات الطائفية التي لا تزال غير محلولة في ظل النظام الجديد».