دلت نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي نشرت، أمس الجمعة، بشكلها شبه النهائي، على أن الناخبين العرب من فلسطينيي 48 ساهموا بشكل كبير في تغيير الخارطة السياسية، إذ منحوا حزب الجنرالات «كحول لفان» (أزرق أبيض) برئاسة بيني غانتس نحو مقعدين، علما بأن هذا الحزب تفوق على الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو بمقعدين.
وتبين أن نسبة التصويت بين العرب التي بلغت حدها الأدنى في انتخابات 9 أبريل (نيسان) الماضي 49 في المائة، قفزت إلى 60 في المائة في الانتخابات الأخيرة التي جرت يوم الثلاثاء. وقد صوت هؤلاء، وفقا لتقرير للمنتدى الإسرائيلي للديمقراطية، بغالبيتهم الساحقة لصالح القائمة المشتركة، التي تضم الأحزاب الوطنية الأربعة، وحصدت 470 ألف صوت. وفي تحليل للنتائج يتضح أن نحو نصف أبناء الطائفة العربية الدرزية صوتوا لقائمة غانتس، التي تضم ابنة الطائفة النائبة غدير مريح. كذلك فإن نحو 15 ألفا من بدو الشمال ومثلهم من الناخبين العرب صوتوا لصالح غانتس.
وفسر خبراء في السياسة الإسرائيلية هذا الرد قائلين إن العرب خرجوا بمئات الألوف إلى صناديق الاقتراع لكي يصوتوا، لسببين أساسيين: الأول بسبب إعادة تشكيل القائمة المشتركة تعبيرا عن وحدتهم السياسية وما عبر عنه رئيسها من آمال جديدة حول ضرورة التأثير على السياسة الإسرائيلية، وثانيا بسبب حملة التحريض العنصرية عليهم التي قادها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأقطاب حزبه، وفيها حذر من تدفق الناخبين العرب إلى الصناديق، وحذر من أن «بيني غانتس سيقيم حكومة يسارية تعتمد على أصوات العرب»، وكأن أصواتهم غير شرعية. وقد ارتدت هذه الحملة إلى نحر نتنياهو بشكل موجع جدا، إذ إن العرب رأوا فيها استفزازا لمشاعرهم وكرامتهم، فهبوا للوقوف ضده وصوتوا لألد خصومه، خصوصا للمشتركة ولغانتس. وهكذا كانت لهم مساهمة كبيرة في هزيمته وربما ستؤدي إلى إنهاء حياته السياسية. وقد اعترف بذلك النائب ميكي زوهر، المقرب جدا من نتنياهو، إذ قال: «هذه الحملة لم تفدنا بشيء بل أضرتنا كثيرا».
المعروف أن العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48) يشكلون نسبة 19 في المائة من المواطنين ولكنهم، بسبب صغر معدل الأعمار لديهم، يشكلون نسبة 15 في المائة من أصحاب حق الاقتراع. وقد اعتادوا التصويت للانتخابات البرلمانية بنسبة منخفضة. وفي الانتخابات قبل الأخيرة التي جرت في أبريل، والتي تفككت فيها القائمة المشتركة، انخفضت النسبة لديهم إلى 49 في المائة. وقد أدركت الأحزاب خطأها في تفكيك المشتركة فأعادت إليها اللحمة في هذه الانتخابات، فزاد عدد مصوتيهم من 340 ألفا إلى 470 ألفا. وزادت قوتهم من 10 إلى 13 مقعدا. وبذلك أسهموا بشكل لافت في هزيمة نتنياهو. وتسود نقاشات حادة بينهم هذه الأيام حول إمكانية المزيد من التأثير على الحياة السياسية الإسرائيلية. وقد توجه إليهم بيني غانتس طالبا التوصية عليه لدى رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، بأن يكلفه تشكيل الحكومة القادمة. فإذا لم يؤيدوه يُخشى من أن يصبح نتنياهو رئيسا مكلفا مرة أخرى.
العرب في إسرائيل منحوا غانتس مقعدي التفوق على نتنياهو
العرب في إسرائيل منحوا غانتس مقعدي التفوق على نتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة