بالتزامن من زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الإمارات، أول من أمس، التقى المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، سفير الولايات المتحدة لدى بلاده ريتشارد نورلاند، في زيارة غير معلنة للإمارات العربية المتحدة، تناولت التباحث حول الأوضاع العسكرية الجارية على تخوم العاصمة طرابلس، في وقت تستعر جبهات القتال بين الجيش، وقوات عملية «الوفاق»، بينما تبنت القيادة الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» أمس «مقتل 8 متشددين بضربة جوية جنوب البلاد».
ولم تفصح القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، عن تفاصيل لقاء حفتر ونورلاند، واكتفت بالقول، في بيان نشره مكتبها الإعلامي، في وقت مبكر من صباح أمس، إن اللقاء جاء «في إطار بحث الأوضاع العسكرية في ليبيا، وحرب القوات المسلحة على الإرهاب»، بجانب «تعزيز العلاقة بين الدولتين الليبية والأميركية»، لكن السفارة الأميركية لدى ليبيا، قالت عبر حسابها على «تويتر» أمس، إن اللقاء استهدف «مناقشة الأوضاع الراهنة في ليبيا، وإمكانية التوصّل إلى حلّ سياسي للصراع في البلاد».
وقال عضو مجلس النواب الليبي، إبراهيم أبو بكر، إن «حديث السفارة الأميركية، وكذلك الخارجية الأميركية حول (الحل السياسي) للأزمة الليبية، ليس جديداً»، «ولعله نوع من المجاملة الدبلوماسية أمام المجتمع الدولي، الذي يعترف بحكومة (الوفاق)».
واستكمل أبو بكر حديثه إلى «الشرق الأوسط» أمس: «واقع الحال يقول إن الولايات المتحدة حسمت أمرها بدعم (الجيش الوطني) بقيادة المشير حفتر، ودليل ذلك الفيتو الأميركي ضد مشاريع القرارات البريطانية لإيقاف زحف الجيش نحو طرابلس»، وانتهى إلى أن «اتصال الرئيس ترمب بالمشير حفتر، ودعمه في محاربة الإرهاب في ليبيا يدعم هذا التوجه».
ورأى عز الدين عقيل، رئيس حزب الائتلاف الجمهوري، في تعليق عبر صفحته على «فيسبوك» أمس، أن المشير «هو الذي استدعى السفير الأميركي خارج مقر إقامته المؤقت في تونس، وأن الحديث بينهما جرى عن رؤية وتطمينات مرحلة ما بعد تحرير العاصمة».
يأتي ذلك، فيما تتواصل الجهود الدولية والأممية لعقد مؤتمر دولي بشأن الأزمة الليبية، في ألمانيا، ولم يحدد موعده بعد، لكن يرجح قبل نهاية العام الحالي.
ميدانياً، وبينما التحشيد العسكري يتواصل على جميع محاور الاقتتال بالضاحية الجنوبية للعاصمة، بين الطرفين المتقاتلين، أعلن الناطق الرسمي باسم القيادة العامة عن أن مقاتلة حربية تابعة لـ«الجيش الوطني» «دمرت مساء أول من أمس، آليتين مسلحتين، وسيارتين (إستيشن) كانتا تحملان قيادات إرهابية، وأجهزة تشويش للعصابات الإرهابية، جنوب العاصمة طرابلس بالقرب من منطقة السبيعة».
وفي موازاة ذلك، نشرت عملية «بركان الغضب» الموالية لقوات حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، أمس، صوراً التقت من الجو، وقالت إنها «تمكنت من رصد مهبط طيران، وحظيرة طائرات تم تدشينهما حديثاً في مدينة ترهونة، كي يتم استخدامهما من قبل الطيران المسيّر للهجوم على العاصمة طرابلس»، وتوعدت العملية «بنسف المهبط والحظيرة في الوقت الذي تحدده».
وتبنت القوتان المتحاربتان إسقاط طائرات مسيرة، أمس، ففيما قال آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية اللواء المبروك الغزوي، إن قوات «الجيش الوطني» أسقطت طائرة استطلاع مسيرة جنوب شرقي العاصمة، ردّت وسائل إعلام محلية تابعة لـ«الوفاق» بأن قوات «بركان الغضب» أسقطت هي الأخرى طائرة تجسس مسيرة بمحور عين زارة، وزعمت أنها «روسية حديثة الصنع».
يأتي ذلك، فيما لا يزال تتصاعد عملية الرفض والاستنكار في الأوساط السياسية، لإقدام رئيس المجلس الرئاسي، على تعيين 11 سفيراً جديداً لليبيا، من المقربين منه، وسط تساؤلات من سياسيين ومدونين «عن قدراتهم ومؤهلاتهم كي يتم الدفع بهم ممثلين لليبيا في المحافل الدولية».
ودعا خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، رؤساء ثلاث جهات رقابية إلى مراجعة قرارات المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» بشأن تعيين سفراء جدد لليبيا في عدد من الدول، بالإضافة إلى الأمم المتحدة.
وخاطب المشري في بيان، أمس «رؤساء ديوان المحاسبة، وهيئة الرقابة الإدارية، وهيئة مكافحة الفساد».
ونقلت شبكة «الرائد» عن الكاتب فرج فركاش، قوله إن «الموضوع لا يخلو من (الكولسة) واستباق أي مفاوضات، ربما قد تأتي بحكومة وحدة وطنية، ومن شأنه أن يزيد من تعقيد المشهد السياسي المعقد أصلاً»، وزاد: «على السراج أن يدرك أنه معترف به خارجياً رئيس مجلس رئاسي يمثل كل ليبيا، وليس لجهة أو توجه معين أو منطقة معينة، وعليه أن يسعى إلى الإشراك والتشاور مع كل من يتطلع إلى السلام الدائم والمؤمنين بالحلول السياسية، لو كانوا من معارضيه».
في شأن آخر، قالت القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أمس، إن ضربة جوية أميركية قتلت 8 أشخاص، يشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش» في جنوب ليبيا، قرب مدينة مرزق. ولن توضح القيادة الأميركية في بيان أصدرته أمس، أي تفاصيل، لكنها قالت إن الضربة وقعت أول من أمس.
وفور الإعلان عن هذه الضربة، قال المجلس الرئاسي، في بيان، أمس، إن «هذه العملية، التي استهدفت 8 قيادات لتنظيم (داعش) في ضواحي مدينة مرزق بجنوب البلاد، تمت في إطار التنسيق مع حكومة (الوفاق)، والتعاون المشترك بين ليبيا والولايات المتحدة».
في غضون ذلك، قالت المنظمة الدولية للهجرة، في بيان أمس، إن شاباً سودانياً قتل في ليبيا حين كان يقاوم مع أكثر من 100 مهاجر غير شرعي، عودة قسرية إلى مخيّم احتجاز، من جانب خفر السواحل الليبيين. ورفض جهاز الهجرة غير الشرعية في طرابلس، التعليق لـ«الشرق الأوسط» على الحادثة.
أميركا ترجّح «الحل السياسي» في ليبيا و«سفراء السراج» يثيرون موجة غضب
أميركا ترجّح «الحل السياسي» في ليبيا و«سفراء السراج» يثيرون موجة غضب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة