أعقاب السجائر تتحول إلى لوح تجديف لتنظيف البحر في لبنان

مبادرة تتبناها الجامعة الأميركية للحد من تلوث البيئة

منى حلاق مديرة «مبادرة حسن الجوار»
منى حلاق مديرة «مبادرة حسن الجوار»
TT

أعقاب السجائر تتحول إلى لوح تجديف لتنظيف البحر في لبنان

منى حلاق مديرة «مبادرة حسن الجوار»
منى حلاق مديرة «مبادرة حسن الجوار»

لأول مرة في لبنان والعالم العربي، يتم إيجاد طريقة للتخلص من التلوث البيئي الذي تحدثه أعقاب السجائر لمدخنين يرمونها هنا وهناك من دون التنبه إلى مدى الضرر الذي تتسبب به. هذه المبادرة أطلقتها «الجامعة الأميركية» في بيروت، بتنظيم من قبل «مبادرة حسن الجوار» فيها. وجرى التعاون لتطبيقها مع «مبادرة الجامعة الأميركية خالية من التبغ» و«ريسايكل ليبانون جوسلين كعدي»، وبمشاركة «بول عباس» (مصنع لبنان لألواح ركوب الأمواج). وهي تقضي بوضع صناديق خاصة في محيط الجامعة الأميركية، ترمى فيها أعقاب السجائر، ليتم جمعها بعد فترة لإعادة تدويرها وتحويلها إلى لوح تجديف يستخدم في تنظيف البحر.
يبلغ طول هذا اللوح المصنوع من 80 كيلوغراماً من أعقاب سجائر يتراوح عددها ما بين 12000 و36000 وحدة، بطول 3 أمتار، وبعرض 80 سنتيمتراً. وهو يتسع لشخصين، أحدهما يقوم بعملية التجديف، والثاني يقوم بمهمة تنظيف مياه البحر، والتقاط النفايات منه. وقد أنجز من هذه الألواح حتى الآن أكثر من واحد. كان أولها في عام 2017 إثر مسابقة أطلقتها الجامعة الأميركية لاختيار أفضل تصميم يمكن صنعه بأعقاب السجائر.
«لقد قمنا بإنجاز كبير في هذا الصدد، بحيث حوّلنا مواد ملوثة إلى أخرى توافق شروط البيئة النظيفة». تشرح منى حلاق، مديرة «مبادرة حسن الجوار» في الجامعة الأميركية. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تعد أعقاب السجائر السبب الأول والأكبر في تلويث الطبيعة عالمياً براً وبحراً. واللافت أن المدخنين والناس بشكل عام لا يولون أي أهمية لأعقاب السجائر. فيجهلون أن رميها بشكل عشوائي يتسبب بضرر بيئي هائل». وتتابع: «فمادة البلاستيك التي تحتويها تعد من أشد السموم وأكثرها ضرراً على المياه والسمك وثمار البحر، وتتعدى بأشواط ما تتسبب به عبوات المياه البلاستيكية».
وتشير حلاق إلى أن «الهدف الرئيسي للمبادرة هو تخليص مدينة بيروت من آفة التدخين على مراحل. فكما أصبحت الجامعة الأميركية منطقة خالية من التبغ، فهناك مراكز ومؤسسات أخرى تعمل على تطبيق قانون 174 لمنع التدخين في حرمها، والذي صدر في عام 2012 ولكنه لم ينفّذ على الأرض كما يجب».
وتشير الدراسات إلى أن لبنان يحتل المركز الثالث عالمياً في استهلاك السجائر، بمعدل شهري يبلغ 12.4 علبة سجائر للشخص الواحد. أما الكلفة الصحية المترتبة عن نسبة الاستهلاك هذه فتصل إلى نحو 146 مليون دولار.


مقالات ذات صلة

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

يوميات الشرق المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة الاستفادة من التقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة واستعادة الأراضي المتدهورة من أهداف المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:55

السعودية تستهدف تحويل 60 % من مناطقها إلى «غابات مُنتجة»

يواصل «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير» استقبال الحضور اللافت من الزوّار خلال نسخته الثانية في العاصمة السعودية الرياض، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية…

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد الوزير السعودي يتسلم رئاسة السعودية رسمياً لمؤتمر «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

«كوب 16 الرياض» يجمع صناع السياسات لإعادة تأهيل الأراضي ومكافحة التصحر

اجتمع عدد كبير من صنُاع السياسات والمنظمات الدولية والدوائر غير الحكومية وكبرى الجهات المعنية، الاثنين، في الرياض، للبحث عن حلول عاجلة للأزمات البيئية.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.