ترمب: من الجنون إنفاق 13 مليون دولار على كل سجين في غوانتانامو

قال إن إدارته تدرس الأمر وتبحث عن بدائل

معسكر «دلتا» شديد الحراسة في غوانتانامو (الشرق الأوسط)
معسكر «دلتا» شديد الحراسة في غوانتانامو (الشرق الأوسط)
TT

ترمب: من الجنون إنفاق 13 مليون دولار على كل سجين في غوانتانامو

معسكر «دلتا» شديد الحراسة في غوانتانامو (الشرق الأوسط)
معسكر «دلتا» شديد الحراسة في غوانتانامو (الشرق الأوسط)

عبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن استيائه من تكلفة الإبقاء على السجن المثير للجدل بالقاعدة العسكرية الأميركية في خليج غوانتانامو في كوبا. وقال للصحافيين المرافقين له على الطائرة الرئاسية مساء أول من أمس إن إدارته تدرس الأمر وتبحث عن بدائل.
ولم يوضح الرئيس الأميركي، الذي قال في السابق إن السجن ينبغي أن يظل مفتوحا، عن تحديد ما يود أن يحدث لهذا السجن الآن. وقال للصحافيين: «يتكلف تشغيل غوانتانامو ثروة وأعتقد أن هذا جنون». وأضاف «نحن ننظر إلى الكثير من الأشياء». وأشار ترمب إلى أن سلفه باراك أوباما تعهد بإخلاء السجن من نزلائه وإغلاقه بنهاية ولايته، لكنه لم ينجح في ذلك. وتابع: «أرغمنا عليه. أخذنا ما تركه، وهذا هو الوضع الذي نحن عليه الآن. سنتخذ بعض القرارات».
وجاءت تصريحات ترمب تعليقا على تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أمس، أشارت فيه إلى أن تكلفة إسكان ورعاية وحراسة 40 معتقلا في غوانتانامو تكلف الحكومة الأميركية أكثر من 540 مليون دولار في العام. وتتعلق هذه التكلفة برواتب الحراس العسكريين وتكلفة محكمة الحرب ونفقات البناء والتشغيل ورواتب العاملين لتشغيل المكان، بما يجعل معتقل غوانتانامو، أغلى معتقل في العالم.
وفي تعليقاته مع الصحافيين خلال رحلته إلى نيومكسيكو وكاليفورنيا، ركز ترمب أكثر على ما يجب القيام به مع السجناء الذين تم أسرهم خلال الحرب مع «داعش» في سوريا والعراق، والذين لا تزال الولايات المتحدة تحتجزهم، وقد طلب ترمب من الدول الأوروبية أخذ هؤلاء السجناء الذين يحملون جنسياتها. وكرر تهديده بإطلاق سراحهم إذا لم تقم الدول الأوروبية بأخذهم.
وأثار سجن غوانتانامو، إدانة في شتى أرجاء العالم في عهد إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، التي احتجزت عشرات السجناء الأجانب هناك في أعقاب هجمات الحادي عشر 2001 على نيويورك وواشنطن، والحرب التي شنتها الولايات المتحدة بعدها على «حركة طالبان» في أفغانستان. وقد سعى الرئيس الأسبق جورج بوش إلى تقليل عدد المعتقلين قبل مغادرة منصبه، وأطلق سراح نحو 540 معتقلا نقلوا إلى بلدانهم الأصلية. وعلى نفس المسار سار الرئيس السابق باراك أوباما وأطلقت إدارته سراح 200 معتقل آخرين نقلوا إلى بلدانهم الأصلية. وكانت النقاشات في أواخر عهد الرئيس أوباما تدور حول نقل المعتقلين إلى أي سجن اتحادي داخل الولايات المتحدة، لكن الكونغرس اعترض على ذلك وقاوم بشدة إحضار الإرهابيين إلى الأراضي الأميركية.
ويتبقى 41 معتقلا فقط في المعتقل مع بداية عهد الرئيس دونالد ترمب. وخلال حملته الانتخابية تعهد ترمب بالإبقاء على غوانتانامو مفتوحا ووعد بإرسال مزيد من الإرهابيين إلى هناك لكن لم تقم إدارة ترمب بإرسال أي معتقلين إلى غوانتانامو منذ توليه منصبه. ومن المقرر أن تبدأ محاكمة المتهمين بتدبير هجمات 11 سبتمبر مطلع 2021.


مقالات ذات صلة

خطاب ترمب الأطول على الإطلاق لرئيس أميركي أمام الكونغرس

الولايات المتحدة​ ألقى دونالد ترمب خطابا استغرق ساعة و40 دقيقة ليصبح بذلك أطول خطاب على الإطلاق يلقيه رئيس أميركي خلال جلسة مشتركة للكونغرس (أ.ب)

خطاب ترمب الأطول على الإطلاق لرئيس أميركي أمام الكونغرس

حطّم خطاب الرئيس الجمهوري الرقم القياسي السابق الذي سجّله الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون في خطابه عن حالة الاتحاد عام 2000.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ النائب المخضرم من ولاية تكساس آل غرين خلال إخراجه من القاعة (رويترز)

طرد برلماني ديموقراطي لإطلاقه صيحات استهجان خلال خطاب ترمب

طُرد برلماني ديموقراطي من قاعة مجلس النواب الأميركي بسبب إطلاقه صيحات استهجان خلال إلقاء الرئيس دونالد ترمب أول خطاب له أمام الكونغرس بمجلسيه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال خطاب أمام الكونغرس (رويترز)

ترمب: «أميركا عادت»... وستضم غرينلاند وتستعيد قناة بنما

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في خطاب أمام الكونغرس مساء الثلاثاء أنّ «أميركا عادت» وأنّ الحلم الأميركي «لا يمكن إيقافه».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي «قمة فلسطين»: إعمار دون تهجير... ودعوة ترمب لدعم السلام

«قمة فلسطين»: إعمار دون تهجير... ودعوة ترمب لدعم السلام

تمسَّكت «قمة فلسطين» العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة، أمس، بمسار إعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير، مع توجيه دعوات للرئيس الأميركي دونالد ترمب لدعم مسار.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
الاقتصاد 
الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم (رويترز)

رسوم ترمب تشعل حرباً تجارية عالمية

دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الواردات من المكسيك وكندا بنسبة 25 في المائة حيز التنفيذ أمس، ومضاعفة الرسوم على السلع.

علي بردى (واشنطن)

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».