الرئيس اللبناني يتحدث عن «تغييرات جذرية في البنى الاقتصادية»

TT

الرئيس اللبناني يتحدث عن «تغييرات جذرية في البنى الاقتصادية»

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن «للبنان خطة اقتصادية من شأنها إحداث تغييرات جذرية في البنى الاقتصادية، وذلك لمواجهة مختلف التحديات العصرية والخروج من الأزمة الراهنة»، لافتاً إلى أنه «تم تحديد القطاعات المنتجة وتوظيف الطاقات فيها، ما من شأنه تعزيز مختلف المناطق اللبنانية»، آملا «أن يتم الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج في وقت قريب تطبيقا لهذه الخطة».
وشدد عون على أن «موضوع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين يشكل عبئا كبيرا على لبنان الذي بات غير قادر على تحمله، سواء لجهة مضاعفة الكثافة السكانية أم لجهة ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب اللبنانيين إضافة إلى شح الموارد لدى لبنان»، معتبرا أن «مختلف الخدمات تعاني أيضا نتيجة هذا العبء، ما يضاعف نسبة هجرة اللبنانيين إلى الخارج، وهذا بحد ذاته يشكل أزمة، من دون أن نغفل ارتفاع نسبة الجرائم نتيجة الظروف الاقتصادية التي نعاني منها، وزيادة مشكلات التعليم، وضعف البنى التحتية التي لا يمكنها مجتمعة استيعاب نتائج هذا العبء».
ولفت إلى أن «نسبة المساعدات الدولية لا توازي نسبة الحاجات»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «هذا العبء بات مفروضا علينا لأن البعض يشترط مسبقا إيجاد الحل السياسي في سوريا قبل عودة النازحين». واعتبر أن «النازحين السوريين إلى لبنان أتوا نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية التي استتبت اليوم في معظم أراضي سوريا، وبات بمقدورهم العودة إلى ديارهم، لكن هناك من يمنعهم من العودة، وهذا يشكل بذاته إحدى المظالم التي تصيبنا في لبنان من بعض المجتمع الدولي».
وقال عون إنه «إذا استمر المسار الحالي السائد والقائم على ما يسمى (صفقة القرن)، فلا سلام سيتحقق في الشرق الأوسط إذا لم يكن سلاما عادلا، وعكس ذلك يصبح فرض أمر واقع على الشعوب العربية التي لا يمكنها أن تنسجم مع شعب غريب استوطن أرضها، وهو لا يتعاطى مع الآخرين إلا وفق منطق القوة»، مؤكدا أن «أي سلام بين الشعوب لا يقوم إلا على مبدأ العدالة والقبول بالآخر وهو لا يزال مفقودا».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.