قال وزير الثقافة والإعلام المغربي الأسبق محمد الأشعري، أمس، إن «حكومة الإسلاميين فشلت بالكامل في تطبيق دستور 2011. فنحن لم نتقدم وما زلنا في مرحلة ما قبل 2011».
واستشهد الأشعري الذي ينتمي إلى حزب «الاتحاد الاشتراكي» المشارك في الحكومة الحالية، بـ3 مجالات للتدليل على إخفاق تجربة حزب «العدالة والتنمية» الذي يقود الحكومة لولايتين؛ أولها أنه «لم يحدث فصل بين السلطات، ولم تتم تقوية سلطة الحكومة وفقاً لروح الدستور».
أما المجال الثاني فهو الاقتصاد؛ «حيث جرى الإقرار بفشل نموذج التنمية الحالي، وضرورة البحث عن بديل له»، فضلاً عن «التراجعات الخطيرة في مجال الحريات التي تخص التعبير»، التي عدّها «نقطة سوداء معيقة للتطور».
وأوضح الأشعري في لقاء نظمته وكالة الأنباء المغربية، أمس، حول الصحافة في المغرب، أنه «رغم وجود مساحات الحرية فإن الصحافة لم تشهد تحولات نوعية في أدوارها ووظائفها». وعزا ذلك إلى «خصائص الوضع السياسي في المغرب التي أوحت مع دستور 2011 أننا مقبلون على الانتقال من وضعية الانتقال الدائم إلى انتقال ديمقراطي فعلي يفضي إلى بناء مؤسسات قوية وذات مصداقية، وإلى الفصل بين السلطات واحترام الحريات والحقوق. إلا أن ذلك لم يحدث بالشكل المأمول، ولا أحد ينكر أن هناك خيبة أمل خطيرة تتجلى بوجه خاص في الانطباع السائد بأن الآفاق السياسية مسدودة». ولفت إلى أن البلاد مقبلة على انتخابات عامة بعد أقل من سنتين، «إلا أن الأوضاع الحزبية والقوانين الانتخابية ومركزية السلطة هي نفسها، وحتى الآن لا وجود لمشاريع سياسية تتواجه وتحمل تطلعات الناس. كل ما يروج الآن هو تكهنات بخصوص الوصفة السحرية التي ستنهي عهد الإسلاميين وتدشن لحكومة رجال الأعمال». ورأى أن «هذا الوضع يؤجل مرة أخرى مشروع الانتقال الديمقراطي الدائم إلى أجل غير مسمى، بل الأخطر من ذلك؛ يوحي هذا الوضع بأن مشروع الانتقال انتهى، وأن ليس هناك مشروع، والبعض بسبب اطمئنانه الساذج يزعم أننا في أحسن حال». وأضاف: «ينبغي أن نسلم بأن الصيغة التي نحن فيها الآن هي الصيغة النهائية».
وشدد الأشعري على أن «الصحافة الحرة لا يمكن أن تبنى إلا في نظام ديمقراطي حقيقي»، داعياً إلى «الاستمرار في النضال من أجل حرية الصحافة والوقوف في وجه الضربات الموجعة التي تتلقاها باستمرار». وعزا الوضع الحالي للصحافة المغربية إلى «الجمود السياسي وفشل إصلاح القطاع»، مشيراً إلى أن «الساحة تعج بضجيج الرداءة، فالإعلام العمومي غرق في صيغته المرضية التي يبدو أن لا شفاء منها... والساحة تعج بالصحافة المأجورة، والأقلام الموجهة، ومنابر النهش التي تهب عند أول صفير».
وزير الإعلام المغربي الأسبق: الإسلاميون فشلوا في تطبيق الدستور
وزير الإعلام المغربي الأسبق: الإسلاميون فشلوا في تطبيق الدستور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة