أبو الغيط يؤكد العمل على تنظيم مؤتمر مانحين للسودان

طالب إثيوبيا بالمرونة في مفاوضات سد النهضة

TT

أبو الغيط يؤكد العمل على تنظيم مؤتمر مانحين للسودان

أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أنه سيعمل على الدفع لإعفاء ديون السودان، وتنظيم مؤتمر دولي للمانحين لدعم السودان، وطلب من إثيوبيا ممارسة المرونة بشأن مفاوضات «سد النهضة»، بما يحقق مصالح دول الحوض الثلاث.
ووصل أبو الغيط العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، في زيارة استغرقت يوماً واحداً، هنأ خلالها السودانيين بتكوين الحكومة الانتقالية، وأجرى مباحثات مع رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء ووزيرة الخارجية.
وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي عقده بالخرطوم أمس، عقب لقائه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، إن الغرض من زيارته التهنئة بما تحقق للسودانيين، وللتعبير عن الآمال العربية بنجاح الفترة الانتقالية.
وأوضح أبو الغيط أنه أكد لوزيرة الخارجية السودانية أسماء عبد الله دعم الجامعة ووقوفها مع السودان، وتحويل موقف الجامعة لأولويات مشتركة بين الطرفين، ومخاطبة الصناديق العربية والدولية لتوفير الدعم الاقتصادي والمالي ومسائل الديون بما في ذلك الجانب الأميركي، وقال: «سنبذل جهداً لتحقيق انفراجة في مسألة الديون، والمسائل الخاصة بالعقوبات المفروضة على السودان، والتحدث إلى الدول المانحة، لعقد مؤتمر دولي للمانحين».
وبشأن مفاوضات «سد النهضة الإثيوبي»، طلب أبو الغيط من إثيوبيا التعامل بمرونة تحمي مصالح الأطراف الثلاثة، ونقل عن وزير الخارجية المصري سامح شكري في اجتماعات مجلس وزراء الجامعة العربية، قوله إن القاهرة تشعر أن إثيوبيا لا تتفاوض بالقدر المطلوب من الإخلاص، وتتعامل بقدر واضح من التشدد، مؤكدا تفهم وزراء الخارجية العرب للموقف المصري، وطلبوا من الجانب الإثيوبي التحلي بالمرونة بما يحمي مصالح الأطراف الثلاثة.
وأبدى أبو الغيط ثقته في توصل الأطراف السودانية لتحقيق أهداف المرحلة الانتقالية، وقال: «الحكمة والصبر والبحث عن الوفاق السودان ستؤكد وتؤمّن السلام في السودان»، وتابع: «متفائل باتفاق جوبا مع الحركات المسلحة، وآمل بأن تنتهي المفاوضات المزمعة بين الطرفين في موعدها، ما يساعد على أن ينطلق السودان الجديد في مرحلة الديمقراطية الكاملة، والوصول لانتخابات حرة نزيهة في مواعيدها بنهاية الفترة الانتقالية».
وتعهد أبو الغيط بدعم مفاوضات السلام السودانية، بيد أنه قال إنهم يفضلون ترك الأمر لـ«أهل السودان للتفاوض فيما بينهم، وأن نكون على مقربة منهم، وأن يرد اسم الجامعة في إطار الدول التي توجد على هامش المفاوضات».
من جهته، أكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك حرصه على قيام السودان بدوره الفاعل في إطار المحيط العربي، وذلك وفقا لما نقله وزير مجلس الوزراء عمر مانيس في تصريحات أعقبت لقاء حمدوك أبو الغيط.
وقال مانيس إن أبو الغيط أكد لحمدوك استعداد الجامعة العربية لدعم السودان في المحافل كافة؛ لتحقيق أهداف المرحلة الانتقالية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».