الأسهم السعودية تعانق اللون «الأخضر» متخطية «كبوة الدقائق الثلاث»

تشهد الخميس مرحلة جديدة من الإدراج في مؤشرين عالميين للأسواق الناشئة

سوق الأسهم السعودية أغلقت أمس على ارتفاع محققةً مكاسب بعدما شهدت هبوطاً حاداً في أول 3 دقائق من تعاملات الأحد (رويترز)
سوق الأسهم السعودية أغلقت أمس على ارتفاع محققةً مكاسب بعدما شهدت هبوطاً حاداً في أول 3 دقائق من تعاملات الأحد (رويترز)
TT

الأسهم السعودية تعانق اللون «الأخضر» متخطية «كبوة الدقائق الثلاث»

سوق الأسهم السعودية أغلقت أمس على ارتفاع محققةً مكاسب بعدما شهدت هبوطاً حاداً في أول 3 دقائق من تعاملات الأحد (رويترز)
سوق الأسهم السعودية أغلقت أمس على ارتفاع محققةً مكاسب بعدما شهدت هبوطاً حاداً في أول 3 دقائق من تعاملات الأحد (رويترز)

هي ثلاث دقائق فقط امتصت فيها سوق الأسهم تأثير العدوان الإرهابي على معامل النفط في البلاد في تداولات أول من أمس (الأحد)، والتي قلصت فيها الخسائر لتعود مجدداً أمس (الاثنين)، إلى التحليق بنسبة 1%.
ولم يكن سيناريو تداولات سوق الأسهم السعودية أمس (الاثنين)، مع توقعات المتشائمين أو قريباً من أمنيات الذين يريدون للسوق المالية السعودية أن تتهاوى وتخسر كثيراً من قيمتها السوقية، بل عانق مؤشر السوق اللون «الأخضر» وسجل ارتفاعاً إيجابياً.
كان مؤشر سوق الأسهم السعودية قد استهلّ تداولاته الأسبوعية أول من أمس (الأحد)، بانخفاض بأكثر من 200 نقطة، إلا أن مؤشر السوق بعد مرور 3 دقائق فقط من تداولات يوم الأحد قلّص كثيراً من خسائره وبات يتداول خلال جلسة التعاملات قريباً من مستويات 7700 نقطة، جاء ذلك قبل أن ينجح في نهاية التعاملات في تقليص الخسائر إلى 82 نقطة، بانخفاض 1% فقط، وهي الخسائر التي نجح مؤشر السوق في مسحها بالكامل أمس، والتي حقق فيها ارتفاعاً تبلغ نسبته 1%.
وأثبتت سوق الأسهم السعودية أن قرار المستثمرين الذي دفع ملكية المستثمر الأجنبي إلى بلوغ مستويات تاريخية غير مسبوقة، هو قرار مبنيّ على جدوى استثمارية، وثقة عالية، ورغبة كبرى في الاستثمار في واحدة من أكثر أسواق المال العالمية التي تشهد تطوراً ملحوظاً في ظل إطلاق المملكة العربية السعودية «رؤية 2030».
وبات برنامج تطوير القطاع المالي، الذي أعلنت عنه السعودية ضمن البرامج المحققة لـ«رؤية المملكة 2030»، خطوة مهمة نحو تطوير سوق المال المحلية، ووضعها ضمن قائمة أكبر 10 أسواق مالية في العالم. يأتي ذلك في وقت تعمل فيه المملكة بشكل حيوي على كثير من الإصلاحات الاقتصادية التي أسهمت في تجنيب اقتصاد البلاد من الآثار السلبية التي كانت ستلحق به نتيجة للانخفاضات الحادة التي شهدتها أسعار النفط.
وتتأهب سوق الأسهم السعودية لتنفيذ المرحلة الرابعة من الانضمام إلى مؤشر «فوتسي راسل - FTSE Russell»، هذا بالإضافة إلى تنفيذ المرحلة الثانية والأخيرة من الانضمام إلى مؤشر (S&P Dow Jones) للأسواق الناشئة.
وفي هذا الخصوص، أعلنت شركة السوق المالية السعودية «تداول» أنه سيتم تمديد فترة مزاد الإغلاق لتصبح عشرين دقيقة (بدلاً من عشر دقائق)، وتمديد فترة التداول على سعر الإغلاق أيضاً لعشرين دقيقة (بدلاً من عشر دقائق)، وبالتالي تبدأ فترة مزاد الإغلاق الساعة 3:00 مساءً وتنتهي الساعة 3:20 مساءً، وتبدأ فترة التداول على سعر الإغلاق الساعة 3:20 مساءً وتنتهي الساعة 3:40 مساءً وذلك فقط ليوم الخميس المقبل.
ويأتي تمديد الفترتين بالتزامن مع بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من الانضمام إلى مؤشر «فوتسي راسل - FTSE Russell» والمرحلة الثانية والأخيرة من الانضمام إلى مؤشر (S&P Dow Jones) للأسواق الناشئة يوم الاثنين القادم، وذلك حسب أسعار الإغلاق ليوم الخميس.
هذا وستمثل المرحلة الرابعة من الانضمام إلى مؤشر «فوتسي راسل» 25% من الوزن الإجمالي للسوق المالية السعودية في المؤشر، وستمثل المرحلة الثانية والأخيرة من الانضمام إلى مؤشر (S&P Dow Jones) نحو 50% من الوزن الإجمالي للسوق المالية السعودية في المؤشر.
إلى ذلك، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تداولاته أمس (الاثنين)، عند مستويات 7827 نقطة، وسط سيولة نقدية بلغ حجمها 3.3 مليار ريال (880 مليون دولار)، ليغلق بذلك على ارتفاع بلغ 1%، وسط ارتفاع طال أسعار أسهم 67 شركة مدرجة.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي حققت فيه قيم أصول صناديق الاستثمار العامة والخاصة في السعودية، قفزة جديدة خلال الربع الثاني من العام الحالي، لتبلغ بذلك مستويات 323 مليار ريال (86.1 مليار دولار)، مقارنةً بـ310 مليارات ريال (82.6 مليار دولار) خلال الربع الأول من العام ذاته.
ووفقاً لنشرة هيئة السوق المالية السعودية، قفزت قيم أصول الصناديق العامة والخاصة خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 4.1%، في حين سجلت قيم أصول صناديق الاستثمار الخاصة نسبة نمو قدرها 3.5%، بينما بلغت قيم أصول صناديق الاستثمار العامة نسبة نمو قدرها 5.3%.
وبلغت قيم أصول صناديق الاستثمار الخاصة مع نهاية الربع الثاني من العام الحالي نحو 196.9 مليار ريال (52.5 مليار دولار)، مقارنةً بـ190.1 مليار ريال (50.6 مليار دولار) في الربع الأول من العام الحالي 2019.
وبلغت قيمة أصول صناديق الاستثمار العامة 126.1 مليار ريال (33.6 مليار دولار) مع نهاية الربع الثاني من العام الحالي، مقارنةً بـ119.7 مليار ريال (31.9 مليار دولار) في الربع الأول من العام الحالي.
ويشتمل الصندوق الاستثماري، حسب «هيئة السوق المالية»، على مجموعة من الأوراق المالية تُختار وفقاً لأسس ومعايير محددة تحقق أهداف الصندوق الاستثمارية وتضمُّ الصناديق العامة والصناديق الخاصة.
وتتكون أرباح الصناديق الاستثمارية عادةً من الأرباح الرأسمالية، أي الأرباح الناتجة عن تحسن أو تغير أسعار الأوراق المالية المستثمَر بها، إضافةً إلى أرباح التوزيعات، إنْ وُجدت، للأوراق المالية.



الهند تواجه تحديات اقتصادية كبيرة وسط تباطؤ النمو والتوترات العالمية

منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
TT

الهند تواجه تحديات اقتصادية كبيرة وسط تباطؤ النمو والتوترات العالمية

منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)

بعد النمو الاقتصادي العالمي في العام الماضي، يبذل صناع السياسات في الهند جهوداً حثيثة لتجنّب تباطؤ حاد مع تفاقم الظروف العالمية وتراجع الثقة المحلية؛ مما أدى إلى محو ارتفاع سوق الأسهم مؤخراً.

ويوم الثلاثاء، توقّع ثالث أكبر اقتصاد في آسيا نمواً سنوياً بنسبة 6.4 في المائة في السنة المالية المنتهية في مارس (آذار)، وهو الأبطأ في أربع سنوات وأقل من التوقعات الأولية للحكومة، مثقلاً بضعف الاستثمار والتصنيع، وفق «رويترز».

ويأتي خفض التصنيف بعد مؤشرات اقتصادية مخيّبة للآمال وتباطؤ في أرباح الشركات في النصف الثاني من عام 2024؛ مما أجبر المستثمرين على إعادة التفكير في الأداء المتفوّق للبلاد في وقت سابق، وألقى الشكوك حول الأهداف الاقتصادية الطموحة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وتعمل المخاوف الجديدة على تكثيف الدعوات للسلطات إلى رفع المعنويات من خلال تخفيف الإعدادات النقدية وإبطاء وتيرة التشديد المالي، خصوصاً أن رئاسة دونالد ترمب الثانية الوشيكة تلقي مزيداً من عدم اليقين بشأن آفاق التجارة العالمية.

وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد في شركة «إمكاي غلوبال فاينانشيال سيرفيسز»، مادهافي أرورا: «عليك إحياء روح الثقة والتفاؤل، وعليك أيضاً التأكد من انتعاش الاستهلاك. الأمر ليس بهذه السهولة»، مضيفة أن الهند يمكنها توسيع موازنتها المالية أو خفض أسعار الفائدة.

وتأتي مثل هذه الدعوات وسط سلسلة من الاجتماعات التي عقدها صنّاع السياسات الهنود مع الشركات التي تشعر بقلق متزايد بشأن تعثر الطلب. وعقدت وزيرة المالية، نيرمالا سيتارامان، سلسلة من الاجتماعات في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مع الصناعة والاقتصاديين، وهو أمر معتاد قبل الموازنة السنوية للهند التي من المقرر أن تصدر في الأول من فبراير (شباط) المقبل.

وتشمل بعض التدابير المقترحة في تلك المحادثات لتعزيز النمو وضع مزيد من الأموال في أيدي المستهلكين وخفض الضرائب والتعريفات الجمركية، وفقاً لمطالب الجمعيات التجارية والصناعية.

مخاوف متزايدة

تسبّبت المخاوف بشأن اقتصاد الهند في انخفاض مؤشر «نيفتي 50» القياسي بنسبة 12 في المائة من أواخر سبتمبر (أيلول) إلى نوفمبر (تشرين الثاني). وقد استعاد السهم تلك الخسائر لينهي عام 2024 مرتفعاً بنسبة 8.7 في المائة، وهي مكاسب جيدة؛ لكنها بعيدة عن مكاسب العام السابق البالغة 20 في المائة.

ومع تراجع الثقة، يبدو أن الجهود السياسية الرامية إلى تحفيز النمو تتسع. وذكر التقرير الاقتصادي الشهري للهند الذي نُشر الشهر الماضي، أن السياسة النقدية المتشددة للبنك المركزي كانت مسؤولة جزئياً عن الضربة التي تلقاها الطلب.

وأجرى مودي بعض التغييرات البارزة مؤخراً التي من المتوقع أن ترفع النمو الاقتصادي بصفته أولوية على استقرار الأسعار.

في خطوة مفاجئة في ديسمبر، عيّن مودي سانغاي مالهوترا محافظاً جديداً للبنك المركزي، ليحل محل شاكتيكانتا داس، البيروقراطي الموثوق به الذي كان من المتوقع على نطاق واسع أن يحصل على فترة ولاية أخرى لمدة عام إلى عامين رئيساً، بعد أن أكمل ست سنوات على رأس البنك.

وجاء تعيين مالهوترا الذي قال مؤخراً إن البنك المركزي سيسعى جاهداً لدعم مسار نمو أعلى، فوراً بعد أن أظهرت البيانات تباطؤ نمو الربع الثالث من سبتمبر أكثر بكثير من المتوقع إلى 5.4 في المائة.

مواجهة الأزمات

خلال الوباء، سعى مودي إلى الحفاظ على نمو الاقتصاد من خلال زيادة الإنفاق على البنية التحتية والحد من الإنفاق الباهظ للحفاظ على المالية العامة للحكومة في حالة جيدة. وقد أدى ذلك إلى رفع نمو الناتج المحلي الإجمالي الرئيسي، لكنه لم يدعم الأجور أو يساعد الاستهلاك في الحفاظ على التوسع السنوي بأكثر من 7 في المائة على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وقال الزميل الزائر في مركز التقدم الاجتماعي والاقتصادي، سانجاي كاثوريا، إنه في حين أن اقتصاد الهند قد لا يزال يتفوّق على الاقتصاد العالمي، فإن السؤال هو ما إذا كان بإمكانه الحفاظ على نمو يتراوح بين 6.5 في المائة و7.5 في المائة، أو التباطؤ إلى 5 في المائة و6 في المائة.

وقالت أرورا إن البلاد تعيش حالياً «حالة من الغموض»؛ حيث لا ينفق الأفراد. وتتوقع أن يستمر هذا إذا لم يتحسّن التوظيف، وظل نمو الأجور ضعيفاً.

التخفيضات الجمركية وخطة لمواجهة حروب ترمب

أفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن الحكومة تخطّط لخفض الضرائب على بعض الأفراد، وتستعد لتقديم تخفيضات جمركية على بعض السلع الزراعية وغيرها من السلع المستوردة بشكل رئيسي من الولايات المتحدة، لإبرام صفقة مع ترمب.

ويقول خبراء الاقتصاد إن الحكومة ستضطر إلى إبطاء بعض تشديدها المالي لدعم النمو مع نجاح مثل هذه التدابير التي تعتمد على مدى التخفيضات.

وحول التجارة، يقول المحللون إن الهند بحاجة إلى خطة موثوقة لمحاربة حروب ترمب الجمركية. وقال خبراء اقتصاديون إنه إذا ظلّت الصين الهدف الرئيسي لرسوم ترمب الجمركية، فقد يمثّل ذلك فرصة للهند لتعزيز مكانتها التجارية، رغم أنها ستحتاج أيضاً إلى السماح للروبية بالهبوط أكثر لجعل صادراتها أكثر قدرة على المنافسة.

ووصلت الروبية إلى مستويات منخفضة متعددة في الأسابيع القليلة الماضية، وكان 2024 هو عامها السابع على التوالي من الانخفاض، ويرجع ذلك في الغالب إلى ارتفاع قيمة الدولار. ويوم الأربعاء، وصلت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.

وقال كاثوريا، وهو أيضاً أستاذ مساعد في جامعة «جورج تاون»، إن الهند بحاجة إلى «تنفيذ ترشيد التعريفات الجمركية بجدية، للمساعدة في دمج نفسها بشكل أعمق في سلاسل القيمة العالمية».

وقد يشمل هذا تخفيضات التعريفات الجمركية، بهدف تجنّب الرسوم العقابية من البيت الأبيض في عهد ترمب بشكل استباقي.

وقال رئيس نظام الأبحاث والمعلومات للدول النامية ومقره نيودلهي، ساشين تشاتورفيدي: «يجب على الهند أن تعلن بعض التدابير الاستباقية للولايات المتحدة، لتقديم تنازلات لها، بدلاً من انتظار الإدارة الجديدة لإعلان خطواتها».