الرئيس المصري يحمّل دولاً مسؤولية رعاية «الإرهاب» وإنجاحه

تطرق إلى دور «مدارس طالبان» بباكستان في تجنيد الشباب

TT

الرئيس المصري يحمّل دولاً مسؤولية رعاية «الإرهاب» وإنجاحه

حمّل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دولاً لم يسمّها المسؤولية عن «رعاية الإرهاب وإنجاحه»، عبر تبني منظومات عمل المتطرفين وأفكارهم.
ودعا السيسي، خلال مداخلة أجراها، ضمن جلسات النسخة الثامنة لـ«المؤتمر الوطني للشباب» الذي أقيم، أمس، في القاهرة، إلى ضرورة «مواكبة الخطاب الديني للعصر»، معتبراً أن «الإرهاب كفكرة شيطانية الهدف منها ضرب مركز ثقل الدين للإنسانية».
كان السيسي يتحدث وسط جمع من كبار المسؤولين ورجال الدولة، وحضور أكثر من «1600 مشارك من الشباب»، حسبما أفادت إدارة المؤتمر الذي نَقلت فعالياته غالبية وسائل الإعلام المحلية المصرية.
واستشهد السيسي بسنوات الثمانينات، والتي قال إنها شهدت استخداماً للإرهاب في «تحقيق أهداف سياسية بعيداً عن الشرعية الدولية أو الصدام بين الدول الكبرى، وكان وسيلة ناجحة لتحقيق أهداف بتكلفة سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية قليلة جداً، وانتهت بسقوط الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت». وتخوض قوات من الجيش والشرطة في مصر عمليات موسعة في مناطق مختلفة لمطاردة عناصر «إرهابية مسلحة»، وتركز عملياتها في شمال سيناء لملاحقة مجموعات تدين في معظمها بالولاء لتنظيم «داعش».
وشدد السيسي على أنه «لم يكن من الممكن نجاح الإرهاب، ونمو أفكاره دون تبنيه من دول وحواضن»، وتطرق على وجه خاص إلى «مدارس طالبان» في باكستان، والتي قال إنها «استمرت 8 سنوات تجمع الشباب باعتبارهم القطاع البريء والجريء والطموح؛ غير أنها بدت كأنها وحش وخرج عن سيطرة من أطلقوه، فضلاً عن أن هناك دولاً ألهمتها الفكرة عامي 1992 و1993، وبدأت منذ ذلك الوقت أن تصنع وسائط للاتصال مع هذه الجماعات لكي تستخدمها بحيث يعطيها وزناً وثقلاً حقيقياً في التأثير على المنطقة، وعلى الساحة الدولية بشكل أو بآخر».
وفي فبراير (شباط) 2018، افتتح السيسي، مقر قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، وقال حينها إن «القوات المسلحة وأجهزة جمع المعلومات، فوجئت بحجم وضخامة البنية -التجهيزات والاستعدادات- الموجودة للإرهابيين (في سيناء)».
ظاهرة العائدين من المناطق المشتعلة بالعمليات الإرهابية كانت أيضاً من بين محاور كلمة السيسي، الذي اعتبر أن رفض بعض الدول استقبالهم يرجع إلى «صعوبة وإن لم يكن استحالة تغيير صبغة التطرف».
وفي الشأن السوري، أشار السيسي إلى أن «الإرهاب وصل إلى سوريا في موجات خلال أعوام 2011 و2012 و2013» وزاد: «الدول استخدمته (الإرهاب) لتحطيم سوريا وإحداث فراغ في الشرق، لإكمال الفراغ الذي حدث في العراق حتى يتم تدمير الشرق بأكمله، ودون اللجوء إلى الحرب التقليدية، وبعيداً عن مساءلة المجتمع الدولي، وذلك عبر الإرهاب، وعبر عبوة ناسفة نقلب الأحوال».
وخاطب السيسي المصريين بقوله: «لدينا خيار من اثنين، إما أن نسلم لهم (الإرهابيين) حكم البلاد، وإما أن نقف لهم»، وواصل: «سيظل الصراع بينا وبينهم، ونحن حتى الآن لم نتصدَّ فكرياً للقضية كما ينبغي».


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.