السيسي: بيني وبين الشعب ثقة... والجيش المصري مخلص وشريف

فند اتهامات أثارت جدلاً بوجود فساد

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الوطني السابع للشباب في يوليو الماضي (رئاسة الجمهورية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الوطني السابع للشباب في يوليو الماضي (رئاسة الجمهورية)
TT

السيسي: بيني وبين الشعب ثقة... والجيش المصري مخلص وشريف

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الوطني السابع للشباب في يوليو الماضي (رئاسة الجمهورية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الوطني السابع للشباب في يوليو الماضي (رئاسة الجمهورية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، أن ما حدث في عام 2011، في إشارة إلى انتفاضة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان له تأثير سلبي على البلاد، مشيرا إلى أن السدود (في إشارة مبطنة إلى سد النهضة الإثيوبي) لم تكن تبنى على نهر النيل إلا بعدما حصل في هذا العام، وكذلك أشار إلى الضرر الذي لحق بقطاع السياحة.
وفي رد على الاتهامات التي أطلقها مقاول مصري في الأسبوعين الأخيرين بوجود فساد، قال الرئيس المصري خلال جلسة في المؤتمر الوطني الثامن للشباب، إن حالة «التشكيك موجودة منذ فترة طويلة»، مؤكداً أن «العدالة هي الحل»، وأضاف أن الجيش المصري «مؤسسة كبيرة جداً والهدف هو اللعب في الثقة بين الشعب والرئيس»، مشدداً «اللي بيني وبين الناس الثقة... وأما حد يقولهم الراجل اللي بتثقوا فيه مش مظبوط (سليم) دي حاجة خطيرة جدا».
وتابع السيسي موجها حديثه للشعب المصري: «اللي بيني وبينكم مش إني أكبر من المساءلة... الحقيقة أكبر مني ومنكم»، لافتاً إلى أن أي إنجاز يتحقق يأتي بعده هجمات إرهابية أو هجمات بشكل مختلف.
وكان المقاول والممثل المصري محمد علي قد أثار جدلاً في الأسبوعين الأخيرين بنشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل يتهم فيها الرئيس المصري والقوات المسلحة بالفساد.
وقال علي إنه شارك في مشروعات اعتبرها بلا جدوى، بينها استراحات وفيلات رئاسية في مناطق بعينها في القاهرة والإسكندرية.
وأكد الرئيس المصري أن ما جرى تداوله عن تكلفة بناء مدفن لأسرته على نفقة الدولة هو «كذب وافتراء»، مضيفاً أن كل ما تلقاه من هدايا موجود في متحف.
وأوضح السيسي أن الهدف من هذه الاتهامات هو تحطيم إرادة المصريين، قائلا: «والله العظيم ابنكم أمين وشريف ومخلص».
وفيما يتعلق ببناء قصور رئاسية جديدة، قال: «آه أنا عامل قصور رئاسية وهعمل... دي مش ليا... أنا بعمل دولة جديدة»، مستدركا: «مفيش حاجة باسمي كله باسم مصر». كما أكد أن هز ثقة الجيش في قائده الأعلى «شيء خطير»، مشيرا إلى أن الجيش المصري هو الأقوى في المنطقة.
وشدد الرئيس المصري على أنه لا يسمح بوجود شخص سيئ في مؤسسات الدولة، وقال: «قد يكون هناك شخص مش كويس ده طبيعي، لكن ما ليس طبيعياً أن نشجعه أو نسكت عليه».
وكان السيسي قد أكد في وقت سابق اليوم، خلال إحدى جلسات المؤتمر، أن الجيش المصري هو مركز الثقل الحقيقي في المنطقة بشكل عام. وقال: «الجيش المصري هو حائط الصد الأول والأخير للدولة المصرية»، مشدداً على أنه «لا يمكن أن نقبل الإساءة للجيش المصري في ظل ما تحقق من إنجازات وما يمثله للدولة المصرية»، حسب ما نقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
وأضاف الرئيس المصري أن «إضعاف قدرة الدولة الوطنية هو الهدف الرئيسي للإرهاب»، لافتاً إلى أن الإرهاب استخدم في تدمير سوريا وليبيا وبلدان في وسط أفريقيا واليوم يهدف إلى استنزاف الدولة المصرية.
 


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».