جديد الوعود الانتخابية في تونس: إجماع على التوجّه أكثر نحو أفريقيا وليبيا

كشفت المناظرات بين المُرشحين للانتخابات الرئاسية التونسية والحوارات معهم في وسائل الإعلام تغييراً في الشعارات السياسية والاقتصادية، وكذلك دعوات إلى تنويع شركاء تونس الاقتصاديين استثماراً وتجارة وسياحة... والتوجه بنسق أسرع نحو البلدان والتجمعات الاقتصادية الأفريقية عموماً وليبيا والبلدان المغاربية خاصة. وأيضاً، تعهَّد معظم المرشحين بالعمل على انخراط الدولة التونسية بنسق أكبر في جهود وقف الحرب وتسوية الأزمة الأمنية والسياسية في ليبيا وإعادة البناء والإعمار فيها.
معظم المرشحين أقرّوا بأن فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي تبقى الشريك الاقتصادي الاستراتيجي التقليدي لتونس، غير أنهم اعتبروا أن نتائج 25 سنة من تطبيق شروط «اتفاقية برشلونة للشراكة الأورو - متوسطية» المبرمة عام 1995 ما كانت غالباً لمصلحة الصناعة والصادرات التونسية ومداخيل الدولة من العملات الأجنبية، بل تسببت في إغلاق آلاف المصانع وشركات الخدمات التونسية لعجزها عن منافسة نظيراتها الأوروبية.
ومن ثم، طالب عدد من المرشحين بمشاركة أكبر للرئيس التونسي الجديد وممثلي وزارة الخارجية والدبلوماسية في القمم الدولية الخاصة بأفريقيا التي تُعدّ المنطقة الأكثر قابلية للاستثمارات في العالم. وتقدّر قيمة الموارد المالية الأفريقية التي ستتنافس دول العالم على الفوز بحصة منها بأكثر من ألف ومائتي مليار دولار أميركي. وبالذات، أبرز يوسف الشاهد في مداخلاته حصيلة زيارات العمل التي قام بها بصفته وزيراً، ثم رئيساً للحكومة، إلى أكثر من 20 دولة أفريقية وتعهَّد ببذل المزيد.
ومن جهته، قال عبد الكريم الزبيدي إنه أدى أكثر من 120 زيارة عمل إلى الدول الأفريقية في سياق مسؤولياته خلال 5 سنوات على رأس وزارة الدفاع، ما يؤهله أكثر من غيره لاستيعاب تعقيدات الملفات الأمنية والعسكرية والاقتصادية في دول الساحل والصحراء والبلدان المغاربية، وبينها تونس. أما عبد الفتاح مورو، فذكر أنه، بصفته البرلمانية (رئيس البرلمان بالنيابة) والعلمية، زار كثيراً من الدول الأفريقية، والتقى أكثر من 70 رئيس دولة ومئات الوزراء والبرلمانيين من العالم أجمع، بينهم عشرات من كبار المسؤولين في الدول الأفريقية. وتعهّد مورو بتوظيف تلك العلاقات لفائدة تونس واقتصادها وأمنها.
واستعرض الرئيس السابق المنصف المرزوقي جانباً من خبرته في أفريقيا عندما كان رئيساً، ما بين 2011 و2014. وقال إنه نظم زيارات عمل رفقة وفود من رجال الأعمال التونسيين إلى عواصم أفريقية ناطقة بالفرنسية والإنجليزية تربطه بكثير من قادتها علاقات شخصية قديمة منذ كان رئيساً لمنظمة حقوق الإنسان التونسية، ومعارضاً في المنفى.
لكن، في نهاية المطاف، هل تغري مثل هذه الوعود البراغماتية مزيداً من الناخبين التونسيين للمشاركة في الاقتراع العام يوم غدٍ (الأحد)؟