«السيادي» والوزراء يتفقان على فريق مشترك للتفاوض مع الحركات المسلحة

رئيس إريتريا يصل إلى الخرطوم اليوم

السكرتير العام لـ {منظمة العفو الدولية} كومي نايدو في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
السكرتير العام لـ {منظمة العفو الدولية} كومي نايدو في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

«السيادي» والوزراء يتفقان على فريق مشترك للتفاوض مع الحركات المسلحة

السكرتير العام لـ {منظمة العفو الدولية} كومي نايدو في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
السكرتير العام لـ {منظمة العفو الدولية} كومي نايدو في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)

عقد مجلس السيادة السوداني ورئيس مجلس الوزراء، عبد الله حمدوك، اجتماعاً مشتركا ناقشا خلاله ما تم التوصل إليه من اتفاق إعلان المبادئ الذي تم توقيعه مع الحركات المسلحة في جوبا، كما ناقشا زيارة الرئيس الإريتري آسياس أفورقي الذي يصل الخرطوم اليوم. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة، محمد الفكي سليمان لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماع أكد دعمه للخطوات التي تمت في ملف عملية السلام بالتوقيع على إعلان المبادئ وحسن النوايا مع الحركات المسلحة المنضوية في تحالف «الجبهة الثورية» والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز آدم الحلو.
وأضاف الفكي «تمت مناقشة ترتيب تشكيل فريق تفاوض مشترك من مجلس السيادة ومجلس الوزراء يقود المحادثات مع الحركات المسلحة» التي من المقرر أن تنطلق في الرابع من الشهر المقبل. وقال الفكي إن الاجتماع ناقش أيضا الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإريتري إلى البلاد، والتي تبدأ اليوم وتستمر حتى الغد. وعقد الاجتماع الذي استمر لثلاث ساعات بعد عودة رئيس الوزراء من أول زيارة خارجية له إلى دولة جنوب السودان امتدت ليومين أجرى خلالها مباحثات مع رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفا كير ميارديت.
وقال حمدوك إن المباحثات التي جرت مع المسؤولين بدولة جنوب السودان تطرقت إلى العديد من القضايا العالقة، إلى جانب حركة التجارة والتنقل بين البلدين. من جانبه قال الأمين العام لرئاسة الجمهورية، الفريق الركن محمد علي إبراهيم، في تصريحات صحافية، بأن اجتماع مجلس السيادة ورئيس الوزراء، استمع إلى التنوير المقدم من وفد المجلس حول لقاءاته بالحركات المسلحة وما تم التوصل إليه من اتفاقيات.
ويصل الرئيس الإريتري، آسياس أفورقي، الخرطوم صباح اليوم في زيارة تمتد ليومين تلبية لدعوة مقدمة من رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. وقالت وكالة السودان للأنباء بأن الرئيس الإريتري سيجري مباحثات رسمية مع رئيس مجلس السيادة، كما سيلتقي عضو مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، ويجري مشاورات منفصلة مع رئيس الحكومة الانتقالية، عبد الله حمدوك، تتناول المباحثات العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في الإقليم.
وفي سياق آخر انتقدت منظمة العفو الدولية في أول زيارة لها للسودان منذ 13 عاما، استخدام قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع والقوة المفرطة لتفريق آلاف المحتجين السلميين خلال المظاهرات التي شهدتها الخرطوم أول من أمس تطالب بالإسراع في تعيين رئيس القضاء والنائب العام. وقال السكرتير العام للمنظمة، كومي نايدوو في مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس، بأن المنظمة تدعم إنشاء مفوضية حقوق الإنسان، لتلقي شكاوى المواطنين من الانتهاكات التي يتعرضون لها، كما يدعمون فتح مكتب للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بالخرطوم.
وأضاف أن وفد المنظمة ناقش مع المسؤولين السودانيين ضرورة أن يلعب التعليم دورا في حقوق الإنسان من خلال المناهج الدراسية بجانب تثقيف الشرطة والجيش والأمن لاحترام حقوق الإنسان. وقال كومي بأن العفو الدولية ستبذل كل جهدها لمتابعة القضايا المتعلقة بتحقيق العدالة والمحاسبة لمرتكبي الانتهاكات خلال فترة الديكتاتورية السابقة في البلاد، مشيرا إلى أنه خلال الزيارة جمعت المنظمة الكثير من الأدلة المتصلة بالجرائم التي حدثت في البلاد في فترات متفاوتة، وستقوم بتقديم تقرير في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وأكد سكرتير عام المنظمة، أن أعمال المراقبة لأداء وزارة الداخلية والشرطة ستكون مستمرة من وجهة نظر حقوق الإنسان، بجانب دعم إجراءات العدالة والمحاسبة تجاه أي عمل يقع ضمن انتهاك حقوق الإنسان.
ودعت العفو الدولية السلطات السودانية للسماح للمواطنين بحرية التجمع والتظاهر والاستماع إلى مطالبهم، لأن استخدام القوة المبالغ فيها تجاه المتظاهرين المدنيين أمر غير مقبول على الإطلاق، ويجب فتح باب الحوار معهم.
وقال كومي بأن وفدا من منظمة العفو الدولية سيلتقي رئيس الوزراء، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوصل خلاله أصوات المجتمع السوداني المختلفة الذي يتطلع للحرية والكرامة.
وكان مجلس السيادة السوداني أكد على انطلاقة المفاوضات الرسمية مع الحركات المسلحة في الشهر المقبل، تستمر لمدة شهرين كحد أقصى، من أجل إحلال السلام في البلاد خلال الستة أشهر الأولى، كما نصت على ذلك الوثيقة الدستورية.
ونص اتفاق إعلان المبادئ على إرجاء تشكيل الحكومات الولائية وتعيين الولاة، بجانب تأجيل تعيين المجلس التشريعي، ووقف إطلاق النار والعدائيات والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة بالحرب، وإسقاط الأحكام الجنائية الصادرة بحق عدد من قادة الحركات المسلحة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.