ترمب يهدد «طالبان» بضربات لم تشاهدها من قبل

في الذكرى الـ18 لهجمات 11 سبتمبر

الرئيس ترمب وزوجته ميلانيا خلال الاحتفال بذكرى هجمات 11 سبتمبر أمام مبنى «البنتاغون» أمس (أ.ف.ب)
الرئيس ترمب وزوجته ميلانيا خلال الاحتفال بذكرى هجمات 11 سبتمبر أمام مبنى «البنتاغون» أمس (أ.ف.ب)
TT

ترمب يهدد «طالبان» بضربات لم تشاهدها من قبل

الرئيس ترمب وزوجته ميلانيا خلال الاحتفال بذكرى هجمات 11 سبتمبر أمام مبنى «البنتاغون» أمس (أ.ف.ب)
الرئيس ترمب وزوجته ميلانيا خلال الاحتفال بذكرى هجمات 11 سبتمبر أمام مبنى «البنتاغون» أمس (أ.ف.ب)

حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أن الهجوم الذي تشنه القوات الأميركية منذ خمسة أيام في أفغانستان، بعد إلغاء الاجتماع الذي كان مقرراً في منتجع كامب ديفيد مع قادة من «طالبان»، سيستمر بقوة أكبر وبشكل لم يُشهد له مثيل من قبل.
وجاء تهديد ترمب خلال خطاب ألقاه في مبنى «البنتاغون» في واشنطن في الذكرى الـ18 لهجمات 11 سبتمبر عام 2001، والتي نفذها تنظيم «القاعدة» بطائرات مدنية مخطوفة، ما أدى إلى مقتل آلاف الأميركيين في نيويورك وبنسلفانيا وواشنطن.
وقال ترمب في كلمته أمام الحائط الذي ارتطمت به الطائرة في مبنى «البنتاغون»: «القوات الأميركية ضربت خلال الأيام الخمسة الماضية، بعد إلغاء الاجتماع (مع طالبان)، عدونا بصورة أقوى مما تعرضوا له من قبل، والهجمات ستستمر». وجدد التذكير بأنه أوقف المحادثات مع «طالبان» والاجتماع الذي كان مقرراً مع قادة من الحركة في كامب ديفيد بسبب التفجير الذي تبنته «طالبان» في كابل وأودى بحياة جندي أميركي و11 مدنياً آخرين، بالإضافة إلى جندي روماني يعمل في إطار القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان. وقال ترمب إن «طالبان» اعتبرت أن مواصلة الهجمات خلال المفاوضات تعزز موقعها، «لكنها مخطئة، وسنقوم بالرد على هجماتها بشكل أقسى وأقوى، ليس عبر استخدام السلاح النووي، ولكن بأسلحة لم تشاهدها من قبل».
وكان ترمب قد أعلن يوم الاثنين أن المفاوضات مع «طالبان» انتهت وباتت بحكم «الميتة»، بعدما كانت التوقعات تشير إلى أن الولايات المتحدة والحركة قد تتمكنان من التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى خفض عدد القوات الأميركية تدريجياً من أفغانستان مقابل تعهد «طالبان» بعدم تحويل البلاد إلى ملاذ للجماعات الإرهابية.
وجدد ترمب التأكيد على التزام الولايات المتحدة بمنع حصول أي هجوم على أراضيها، وقال إنها ستواصل ملاحقة الجماعات التي قد تسوّل لها نفسها بمهاجمتها. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى النزاع لكن «كل من يتجرأ على مهاجمتها سيلقى رداً لم يعهده من قبل». وقال إن إدارته أعادت بناء القوات الأميركية لإظهار تصميمها على مواجهة أي قوة تفكر في الاعتداء عليها، وأنه رفع موازنة وزارة الدفاع إلى 760 مليار دولار، ووافق أخيراً على إضافة مبلغ 738 مليون دولار للتأكيد على دعم القوات الأميركية والتأكد من جاهزيتها في مواجهة أي اعتداء.
وأضاف ترمب أن 6 ملايين شاب أميركي انضموا إلى القوات المسلحة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، وأنهم ساهموا بشكل مباشر في الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة ضد الجماعات الإرهابية والجماعات الإسلامية المتشددة منذ ذلك التاريخ.
وقبل كلمة ترمب في الاحتفال ألقى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر كلمة مماثلة تعهد فيها بمواصلة الحرب على الجماعات الإرهابية، وهو التعهد نفسه الذي أشار إليه أيضاً رئيس هيئة أركان القوات الأميركية المشتركة جوزف دانفورد في كلمته في الاحتفال.
وفي بنسلفانيا شارك نائب الرئيس الأميركي مايك بنس باحتفال مماثل في المكان الذي سقطت فيه الطائرة الرابعة والتي قيل إنها كانت تستهدف البيت الأبيض لكن ركابها قاموا بإسقاطها بعد أن قاوموا الخاطفين.
وفي نيويورك حيث سقط العدد الأكبر من القتلى إثر ارتطام طائرتين بمبنيي مركز التجارة العالمية، أحيت السلطات احتفالاً مماثلاً، وتقاطر أهالي الضحايا وسكان المدينة وعدد من الأجانب إلى المنطقة التي دعيت بـ«غراوند زيرو» حيث أقيم النصب التذكاري لنحو 3 آلاف قتيل. وألقيت كلمات مماثلة من قبل عدد من المسؤولين وكذلك من أهالي الضحايا.


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.