المغرب: الصراع داخل «الأصالة والمعاصرة» المعارض يصل إلى مراحله الأخيرة

محكمة ترجئ البت في دعوى بنشماش ضد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر

TT

المغرب: الصراع داخل «الأصالة والمعاصرة» المعارض يصل إلى مراحله الأخيرة

دخل الصراع بين «الإخوة الأعداء» داخل حزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض مراحله الأخيرة، بعدما باتت أيام قليلة تفصل التيارين المتصارعين على دفة قيادة الحزب عن موعد انعقاد المؤتمر الوطني الرابع للحزب، المزمع عقده يومي 27 و28 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وأرجأت المحكمة الابتدائية بالرباط، أمس، البت في الدعوى، التي رفعها حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ضد سمير كودار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الذي يطعن بنشماش في شرعية انتخابه على رأسها، إلى 18 من الشهر الحالي.
وقال عبد اللطيف وهبي، القيادي البارز في «تيار المستقبل» المعارض للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن تأجيل البت في الدعوى، التي رفعها بنشماش ضد كودار، جاء بناء على طلب دفاعه من أجل إعداد ملف. وأضاف وهبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر ماضية في الإعداد للمؤتمر، وواثقة بالرد الذي قدمه رئيسها للمحكمة في قضية الدعوى، التي رفعها الأمين العام للحزب ضده.
وأفاد وهبي في التصريح ذاته بأن الفضاء، الذي يرتقب أن يشهد أشغال المؤتمر الوطني للحزب، بدأ يستقبل الوسائل اللوجيستية والمعدات الخاصة لتهيئة القاعة، التي ستحتضن أشغال المؤتمر بمركز مولاي رشيد للشباب والطفولة في مدينة بوزنيقة (جنوب الرباط).
أما بشأن الرسائل التي تحدثت تقارير إعلامية محلية عن توجيهها من قبل بنشماش للسلطات، ووزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، من أجل منع عقد المؤتمر الذي دعا له معارضوه، فقد أكد وهبي أن «منطق الاستقواء بالسلطات الذي ينهجه بنشماش يعبر عن حقيقته، ويؤكد أنه لا يؤمن بالديمقراطية»، مبرزا أن المؤتمر سيكون محطة فاصلة لاستعادة الثقة وتصحيح مسار الحزب.
يذكر أن بنشماش كان قد رفع دعوى قضائية في يوليو (تموز) الماضي بالمحكمة الابتدائية بالرباط، ضد كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، يطالب فيها ببطلان هذه اللجنة، التي واصلت أشغالها رغم القرارات المتوالية التي اتخذها الأمين العام للحزب في حق أعضائها، بلغت حد الطرد من الحزب، وهي القرارات التي اعتبرها خصوم بنشماش «غير قانونية».
ويراهن بنشماش وأتباعه على الدعوى التي رفعها ضد كودار لحسم المعركة لصالحه، في حالة الحكم بـ«بطلان انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للحزب، مع ما يترتب عن ذلك من آثار قانونية»، مستندا غلى أن السير «غير العادي لاجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وما شابها من تجاوزات واختلالات، أثرت على سيره وانعقاده في ظروف مواتية وسليمة شكلا وموضوعا»، وهو الأمر الذي يرفضه خصومه، ويؤكدون أن كودار انتخب بشكل «قانوني» رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر، بعدما نال ثقة غالبية الأصوات الحاضرة في الاجتماع المخصص لذلك.
ويرتقب أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من التصعيد، والمواقف المتضاربة بين التيارين في المرحلة الدقيقة التي يعيشها الحزب، قبل بلوغ محطة المؤتمر، حيث سيسعى كل طرف للعب الأوراق المتبقية في حوزته من أجل كسب الرهان، والتمكن من مقاليد تسيير الحزب خلال السنوات المقبلة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.